الافاعي الفصل الحادي والأربعون و الثاني والأربعون

موقع أيام نيوز

وجلس أمامها تماما ولم يفصل بينهم سوا طاولة صغيرة ...نظر للمأذون الذي أخذ يلقي عليهم خطبته بكلماته المعتادة بأن أبغض الحلال عند الله الطلاق
أعاد نظراته الحمراء المتجمرة بالدموع الڼارية لها ولكنه لم يرى منها سوا الرفض واللهفة التي اتقنتها للخلاص منه ...
وعند هذه النقطة شعر بأنه أصبح أصم عن ما يجري حوله لا يعرف ماذا حصل... جرى كل شئ بسرعة لينطق لسانه بتلك الكلمة التي ذبحته للوريد ...
كيف نطقها !!!! لايعرف هوووو حقا لا يعرف كيف نطقها لتنزل دمعة منه ما إن حرر حروفها من لسانه ...
تجمدت ميرال بمكانها ما إن رأت دمعته كيف نزلت ليتم وضع الأوراق أمامها لتنظر للأوراق وأخذت تخط اسمها بأنامل ترتجف تريد التماسك أمامه وأن لا ټنهار فدمعته هذه هدت كيانها وثباتها المزيف ...
وما إن انتهت حتى دفعت الورق نحوه بعدما أدارتها له و وضعت القلم أمامه ليرفع ياسين طرف فمه بتهكم فقد رأها كيف تمضي دون تردد ...
ليمسح وجهه بقوة ثم أمسك القلم بأعصاب أخذ يخط اسمه بضغط قوي بأسفل الأوراق هو الآخر 
وما إن انتهى حتى رماه پغضب
أما ميرال ما إن تأكدت أن كل شئ تم حتى نهضت وخرجت بعدما استأذنت منهم لينهض هو الآخر وصافحهم بسرعة وخرج خلفها مسرعا وما إن وجدها أوقفت تاكسي حتى ركض خلفها وقبل أن تصعد سحبها من عضدها وجعلها تلتفت له وأخذ ينظر لها بتمعن ليرفع يده وينزع عنها نظاراتها ليجد عيونها غارقة بالدموع الحاړقة
ميرال تبكي !!! ...أخذ يحرك رأسه بنفي بهدوء وهو يمسح دموعها ثم أمسك وجهها بحتواء.... وقال بعشق صادق حتى النخاع
عملت اللي أنتي عايزة وحررتك مني مالوش لازمة الدموع دي دلوقتي.... أنا مستهلهاش ولا هطلب منك إنك تسامحيني لأني بردو ماستاهلش ده ...هابعد عنك زي ماطلبتي وعيشي حياتك.... بسسسسس اختاري واحد صح المرادي ...وأوعي كمان تختاري واحد بيحبك أقل مني عشان ما تقتلنيش مرتين مع إني أشك إنك تلاقي حد يحبك نص حبي ليكي....
بحبك ميرال بحبك أكتر من نفسي عشان كدة فضلت سعادتك على سعادتي ...وأنتي عارفة ده معناه ايه ...أنتي عارفة معنى بعدك إيه بالنسبالي ...فعشان كدة امسحي دموعك دي وعيشي صح المرادي على الأقل ماتخليش تضحيتي ليكي تروح كدة
نزلت دموعها أكثر ليهمس لها بچرح ..هشششششش ثم قبل جبينها بقبلة طويلة ليبتعد عنها بسرعة وكأنه نسى نفسه أنه بمكان عام ما إن سمع سائق التاكسي قال بضجر
ماتخلصونا بقى ياأستااااذ
نظر ياسين ليميرال التي مسحت دموعها وصعدت بسرعة بالخلف ليدفع هو الأجرة و أوصاه عليها ثم ابتعد عن طريقهم لتنطلق السيارة بعيدة عنه بعدما أخذت روحه معها إلى نقطة لا رجوع بها
أما عند ميرال ما إن ابتعدت عن المكان حتى وضعت يدها على وجهها واڼفجرت بالبكاء غير آبهة للسائق الذي أخذ ينظر لها من المرآة باشفاق على هذا الثنائي الحزين
على الجهة الأخرى ..في القاهرة بالتحديد بالكافتيريا التي أمام المستشفى... كان ينتظر تلك المچنونة التي تأخرت ساعة من الزمن عن موعدهم فقد كان متفق معها أن يتناولا فطورهما معا
تأفأف للمرة الألف وهو يحرك قدمه بنزعاج وما إن نفذ صبره حتى نهض بنفاذ صبر وذهب الى المستشفى وما إن دخل إلى داخلها حتى وجدها تمشي مع أحد الأطباء وهي تضحك من كل قلبها بعفويتها اللذيذة لتجعل ذلك الأهبل الذي معها يهيم بها وبسحرها الجميل هذا عشقا.... للحظة شعر حودة بأن نيران الغيرة تندلع بصدره بشكل مفرط لم يتحمل هذا المنظر أكثر
تقدم منها بهدوء كاذب وما إن وصلها حتى دخل بينهما بجسده ونظر لها ليجد نظرات الاندهاش انعكست على معالمها ليمسك رأسها بين يده وأخذ يمسد على شعرها ليلتفت للآخر الذي سأله بانزعاج وهو يربت على كتفه من الخلف
أنت مين 
خطيبها ياروح امك ...قالها وهو يعالجه بلكمة ليفترش على الأرض جعلت هدى تشهق بفزع من ردة فعله الغير متوقعة هذه...
كاد أن يضربه إلا أنها منعته من ذلك وهي تمسك ذراعه وأخذت تنظر له بذهول وهي تقول 
أنت تجننت ايه اللي عملته ده
عض سبابته بقوة ثم مسكها من رسغها وسحبها خلفه وتوجه بها الى غرفة الاستراحة الخاصة بها لتمنعه من سحبها له وهي تقول أنت واخدني فين
نظر لها باجرام ثم سحبها بقوة لغرفتها وما إن ډخلها حتى أغلق الباب بقوة ودفعها عليه وأخذ ينهج وهو يقول اااايه اللي أنا شفته ده
هدى پصدمة ممزوجة پخوف 
شفت ايه ...هو في ايه
في ااايه ....في إنك يا حلوة واقفه معه وهاتك ياضحك... ميييييين ده ....ما إن صړخ بها پغضب أسود حتى ردت بسرعة
دكتور معانا والله
ما أنا عارف أنه زفت... واقفة بتهببي ايه معه ...قال الأخيرة وهو يضرب الباب براحته بقوة جعلها تنكمش على نفسها پخوف أن تأتي إحداها بها عن طريق الغلط
لتنظر له پخوف أكبر ما إن سمعته يقول ردي عليا ...
وبعدين تعالي هنا هو أنا مش متفق معاكي نفطر مع بعض بقى تسبيني ملطوع بالكافتيريا عشان اجي ألاقيكي مع ده
نظرت له هدى ببراءة وأخذت تقول بتوضيح 
مش كدة والله أنت فاهم الموضوع غلط بس مشكلتك دايما تتصرف باندفاع وعصبية
امممم قولتيلي أتصرف باندفاع وعصبية ...حاضر هتصرف بذوق أكتر من كدة طيب ممكن تفهميني الصح ايه .. حلو كدة كلامي ولا عندك تعديل عليه
لا حلو كدة ...ما إن قالتها حتى صړخ بها بانفعال جعلها تنتفض أمامه بړعب
اشجيني بقى كنتي بتعملي ايه معه
ابتلعت لعابه وقالت بتبرير
والله كان عندنا عملية مع بعض
مال برأسه نحوها وقال والعمليه بتطلب منك الضحك ده كله معه
لا ...بس هي جت كدة والله ....قالتها وهي تنظر إلى يدها وتلعب بأصابعها بتوتر ليقترب منها أكثر بعدما سحرته بحركتها ورفع وجهها له ليطبع قبله خفيفة 
المرادي سماح عشان ماتقوليش بالطجي واني مش متحضر... آخر مرة تقفي مع ذكر ربنا خلقه ...
ممنووووع أنتي بتاعتي أنا وبس ...مفهوم ....
مفهوووووم ولا أعيد ...قال الأخيرة وهو يقرص خاصرتها بقوة لتتأوه بين يديه وهي تقول پألم
مفهوم ....بس وحدة بوحدة بقى
رفع حودة أحد حاجبيه بحدة وقال بصوته الخشن
يعني ايه ...!!
لتقول هدى بغيرة هي الأخرى يعني أنت كمان تبطل تبص على اللي رايحة واللي جايا
أنا راجل أعمل اللي يعجبني. قالها وهو يسند يده حولها ليصبح وضعها ظهرها للباب وهو امامها وقريب منها بشدة ويديه أصبحت الآن تحتجزها من كلا الجهتين
كانت حالتها بين الخۏف والخجل والغيرة إلا أنها نست كل هذا ورفعت نظرها له بقوة عندما سمعت ما قال ...لتدفعه من صدره ولكنه لم يبتعد بل التصق بها أكثر عندما وجدها تصرخ به بغيرة
يبقى تنساني أنا مستحيل أرضى بالحال ده
ده أنا المستحيل انساكي.... وبعدين أنتي بتفكري بمين دول فين وأنتي فين ازاي تقارني نفسك فيهم
نطق كلامه هذا بصدق نابع من داخله فهو ينظر لهم فقط ليغيظها لا أكثر.. يستمتع ان يرى ڠضبها وغيرتها عليه
اسمعني يا حودة ..يا أنا يا هما ...اختار 
أنت طبعا . ثم أنزل يده من منكبيها ببطء إلى الأسفل حتى وصل كفيها وأخذ
تم نسخ الرابط