الافاعي الفصل الحادي والأربعون و الثاني والأربعون

موقع أيام نيوز

تمام أنا موافق ....
بس اكرميني كويس وبلاش تبخلي عليا ...
بحب أدي الأجرة بدري ..... قالتها وهي تقترب منه وتضع ورقة نقدية بجيب سترته ثم أكملت وهي تنظر له بتمعن ...اعتبرها تذكار مني ياااا ...مچنوني ...!!
غامت عينيه بذكرى قديمة بينهما عندما نسي قميصه عندها..... عندما أخبرته بأن يعود ليأخذه قال لها اعتبريه تذكار من مجنونك ....
رجف فكه ولمعت الدموع بعينيه ما إن تعدته بجبروت وصعدت بالخلف حتى أغلق الباب لها بعدما استقرت بجلوسها ليصعد هو الآخر وانطلق بها عائدا أدراجه لمنزلها
طول الطريق كان الصمت هو سيد الموقف ولكن هذا لا يعني بإن قلوبهم كانت صامته لاااا بل كان ضجيجها يكاد يصم آذانهم
واحدة ترتدي قناع اللا مبالاة والبرود أما الآخر كان يعيش بدور الحرامي يسرق من الزمن لحظات لينظر لها خلسة من المرآة ...
توقف بعد مدة بهدوء عند بوابة العمارة وقال وهو ينظر لها من خلال المرآة للمرة الألف 
وصلنا
بادلته النظرات بعمق شديد وكأن هناك قبلة خفية مارستها أعينهم بشوق ....لتوميء له برأسها ثم فتحت الباب ونزلت ودخلت العمارة وما إن وقفت أمام المصعد وضغطت على الزر
حتى أخذت تحرك قدمها بتوتر فنظرات الآخر لها جعلها تشعر بإن ظهرها أخذ ېحترق منه
أما عند ياسين كان يمسك المقود بيده اليسرى ونظره معلق عليها وما إن اختفت داخل المصعد حتى خانته دمعته ونزلت بسرعة الى نهاية فكه 
وعندما نزلت واحدة أخرى حتى مسحهم وقال بصوت مسموع
والله وجا اليوم اللي خلتك تبكي فيه زي مابكتك
واديك يا ياسين شربت من نفس الكاس اللي شربتها منه
في الاعلى عند ميرال ما إن دخلت شقتهم حتى وجدت والدتها بالصالة تتحدث بالهاتف لتؤشر لها بسبابتها بالصمت أي لا تتحدثي لترد داليا على سعد الذي كان على الطرف الآخر وهي تقول
لاااا ميرال نامت من بدري ...طيب ياحبيبي ...ربنا معاك سلام ...ختمت كلامها و أنهت المكالمة لتنظر الى ابنتها وهي تقول
ما تبصليش كدة عايزاني أقوله ايه والله ده لو يعرف إني خلتك تخرجي بالوضع ده هيطين عيشتي ...
وما أن أومأت لها ميرال برأسها واستدارت لتذهب لغرفتها بصمت دون أن تعلق على كلامها حتى قالت داليا باستغراب مش هتسألي عن سيلين
ولكن لم يأتيها رد منها بل أكملت طريقها وكأنها لم تسمعها لتدخل لغرفتها وما إن اغلقت الباب حتى نزعت حذائها ورمت فروتها البيضاء وأخذت تنزع عقدها واكسسواراتها و وضعتهم بإهمال على درج الزينة
لتتوجه بشكل تلقائي بعدها لدولابها وما إن أخرجت قميص ذلك الآخر حتى رفعته بين يديها لتضمه لأنفها وأخذت تستنشقه بقوة وما إن ضمته لها حتى رمت نفسها على سريرها بوضعها هذا و أخذت تبكي بصمت حتى شهقاتها كتمتها بكفها وجعلت صداها لا يخرج من حدود صدرها .....
أبعدته قليلا وأخذت تنظر إلى القميص بعتاب وكأنها تسأله لم صاحبك غدرني ....لا بل ڈبحني ...كيف هان حبي له وكيف هنت أنا !!! ....كيف !!!!!
ضمته لها مرة أخرى وهي ټدفن وجهها به وكأن هذا صدر الآخر حقا وليس مجرد قماش ...بقت على وضعها هذا حتى نامت بۏجعها الذي يسكن روحها قبل فؤادها
في القاهرة بالتحديد بالمزرعة عند سعد بالحديقة الأمامية ما إن أنهى اتصاله مع داليا ليطمئن عليهم وبالتحديد كان يريد الأطمئنان على ميرال فهناك قلق غريب يعتريه نحوها لا يعرف ماهو أو كيف يفسره وكأنه شعر بحزنها برغم كل هذا البعد ...يااالله يشعر بإنه بين نارين ...هنا سيلين وهناك ميرال ....
دخل الى داخل المزرعة ليجد شاهين يجلس يحتسي قهوته وهو يعمل على الحاسوب المحمول اللابتوب
ليذهب سعد له وما إن جلس أمامه حتى قال 
ربنا يديني نص برودك ده
نظر له شاهين ببرود أكبر من ذي قبل ليسأله الآخر 
سيلين فين !
عاد شاهين نظره لشاشة الحاسوب وقال
طلعت تنيم الولاد
سعد بجدية حلوووو الكلام ....يعني أنا وأنت لوحدنا دلوقتي ممكن أعرف بقا عايز توصل لفين
مش عايز حاجة
أومال اللي بتعمله ده ايه ...لما عايز تحرم أم من ولادها ...
أغلق اللابتوب و وضعه على الطاولة التي أمامه ثم قال أنا معملتش حاجة غير إني خليت ولادي تحت جناحي ... هي عايزاهم ..المزرعة كبيرة اهلا و سهلا فيها ..مش عايزة تبقى هي اللي حرمت نفسها منهم
أنا مش هسيب ولادي ...قالتها سيلين وهي تقف أعلى الدرج وما إن جعلتهم يلتفتون لها بكلامها هذا حتى أخذت تنزل بتريث وبطء شديد وكأنها تملك الوقت كله لها حصريا
حركتها هذه جعلت شاهين ينهض من مكانه ويقف مذهول من طلتها هذه المليئة بالثقة وكأن الزمن عاد بهم للوراء... لتلمع عينيه بإعجاب عندما وجدها تقف أمامه تماما وهي تضع كفوف يديها بجيب بنطالها الخلفي
لينطق لسانه بما يجوب بقلبه بشكل تلقائي ودون وعي منه
ارجعيلي ...ارجعي لذمتي من تاني ....ااااء 
ده لو حابه تفضلي معاهم يعني ...قال الأخيرة بتصنع اللامبالاة ما إن لاحظ ضعفه أمامها
تحلم بنتي ترجعلك ...ما إن قالها سعد برفض وغيرة على ابنته حتى نظر له شاهين وقال بجدية
لازم ترجعلي ....في بينا ولاد لازم يتسجلوا باسمي وده مش هيحصل غير لما أكتب عليها رسمي
رد سعد بعصبية منه ماهو عشان كدة بقولك تحلم
...أنت خدتها زمان ماحفظتش عليها و رجعتها ليا بقايا روح ... شوووف يابن سامر اللداغ ولادك بالحفظ والصون عند أمهم... ليك عندها إنك تشوفهم غير كدة مافيششششش
شاهين بانفعال من ما سمع أنت متخيل إني ممكن أسمح إنهم يتربوا بعيد عني ....ده مستحيل يحصل
فتحت سيلين عينيها بعدم تصديق من وقاحة الذي أمامها تعرف أنت مشكلتك إيه ...أنت مش شايف نفسك غلطان.. بتتصرف وكأن ليك الحق وأنت الطرف المظلوم ....اللي يشوفك كدة مايقولش إنك أنت اللي استغنيت عننا
نظر شاهين لوالدها ثم لها ليمد لها يده ليسحبها وهو يقول تعالي عايز أتكلم معاكي لوحدنا
ولكنه قبل أن يلمسها وجد يد سعد تمسكه بقوة ..
قوته هذه كانت نابعه من غضبه منه ...ليقف أمامه بعدما سحب سيلين خلف ظهره وهو يقول
ربنا مايوريك شړ الحليم لما يتجنن ....سيلين تنساها
ساااامع ....!!!!!!! مش هطول شعره منها ....كانت في يوم ليك وضيعتها من إيدك يبقى تشرب بقى وتتحمل نتيجة افعالك ...بسسسس لو أنت مفكر إنك ممكن تاخدها ڠصب زي زمان تبقى لسه معرفتنيش
نظر شاهين لسيلينا الخاصة به التي تقف خلف والدها ...قريبة منه ولكنها بعيدة كل البعد عنه ...
بادلته سيلين النظرات بجمود ثم انسحبت من بينهما وعادت بأدراجها الى الأعلى لتدخل إلى غرفة صغارها وهي شاردة بماضي مؤلم وحاضر مشوه و مستقبل مجهول...
وقفت أمام أطفالها وأخذت تتمعن بهم ...ما ذنبهم بكل مايجرى حولهم ...ذهبت عند سيلا التي كانت قدمها ممدودة خارج حدود السرير ...
أعادتها لوضعها الطبيعي و أخذت تدثرها جيدا ثم قبلت شعرها بحنان ...التفتت لذلك العنيد ...لذلك النسخة المصغرة من والده ...جلست الى جانبه وقبلت يده الصغيرة ثم أخذت تداعب خصلاته الناعمة لتنحني له وتقبله وتستنشقه بقوة .... هذا الوحيد الذي يملك رائحة شبه رائحة والده بنسبة كبيرة
ابتعدت عنه بعدما دثرته هو أيضا لتنظر لهم بحيرة 
ماذا ستفعل ....مرت ساعة وساعتين عليها
تم نسخ الرابط