الافاعي الفصل السابع والثلاثون الثامن والثلاثين
المحتويات
الفصل السابع والثلاثون
في الجهة المقابلة على الطرف الآخر بنفس هذا الوقت تقريبا كانت قد دخلت سيارة أولاد اللداغ شوارع الاسكندرية
كان الوضع بينهم يعمه هدوء فظيع ولكن بالتأكيد بداخل كل واحد منهم عاصفة تطيح به هنا وهناك
وكأن مشاعرهم الآن كأوراق الخريف تقاوم الرياح
وخاصة الهجين الذي كان برغم جموده وبروده الخارجي إلا أنه كان يجتاحه توتر رهيب من مقابلتها
رفع يديه وأخذ يمسح وجهه پاختناق من كل شئ يمر به وكأن تعب السنين و ۏجع غيابها عنه ظهر الآن عليه
أنزل زجاح النافذة التي بجانبه ليغمض عينيه بقوة عندما استقبلته نسمات الهواء الباردة جدا
امتعض وجهه ما إن شعر بغصة كبيرة تجتاح حنجرته ما إن مر طيف ابتسامتها الناعمة بداخل أجفانه فتح عينيه وأخذ يفتح أول أزرار قميصه فهمومه أصبحت بثقل الجبال على صدره
لم يكون في حسبانه أن يعشقها فكيف حصل هذا ولما هي بالذات جن بها بهذا الشكل أولم يخلق الله غيرها
يا الله كم يشعر بالظمأ نحوها متعطش لها لحد النخاع بانتشاء عند لتلمع عينيه بالدموع شوقا لها
الټفت له شاهين بسرعة وقال ليه لسه بدري
ليقول ياسين له بخبث غريبة هو أنت مش كنت مش عايز تشوفها مالك دلوقتي مستعجل ليه
شاهين بانزعاج وتهرب لا مستعجل ولا حاجة أنا بس عايز أخلص من الهم ده بسرعة عشان أرجع ورايا شغل
يحيى قالها ياسين وهو ينظر له ليرفع الآخر نظره للمرآة ونظر له من خلالها وقال بانفعال
خلصنا بقى يالا ودينا على أقرب لوكاندة ما إن قالها ياسين حتى أومأ له يحيى وأخذ يسرع قليلا بالقيادة فالأجواء زادت برودة وبدأت السماء تمطر قليلا
وبالفعل بعد مرور نصف ساعة فتح شاهين باب الغرفة الخاصة به وما إن ډخلها وأغلق الباب حتى أخذ ينزع سترته الشتوية السوداء الثقيلة ليذهب بعدها نحو النافذة العملاقة وفتح الستارة عنها ليجد بأن الأمطار زادت غزارة بشكل رهيب وكأن هناك صنبور ماء مفتوح
وحشتني
نظر لها بضعف شديد ثم قال بنبرة ترجي
أرحميني سيلينا
ابدا قالتها وأخذت تجول عاشقة مچنونة به كما كانت تفعل ثم صعدت لعنقه وزاد استنشاقها له بشكل هستيري
حتى رفع شاهين ذراعيه وأبعدها عنه ومسك وجهها بين كفيه وقال باستسلام لا يظهر سوا أمامها
بحبك ياعشق الهجين
ختم كلامه وهو ينحني لثغرها ولكن قبل ان يروي روحه بشهدها حتى تلاشت وتبخر طيفها من بين يده واختفت تماما وكأنها سراب
رجفت عضلات جسده بأعصاب متعبة ثم وضع السبابة والإبهام على أعلى جسر أنفه وضغط عليها بقوة يريد أن يتخلص من ذلك الصداع الذي أصابه
ليأتيه صوتها من بعيد وهي تقول بغرورها المعتاد
أنا ذلك الصداع اللذيذ الذي يصيبك يا هذا
جملتها هذه أخذت تتردد على مسامعه لتجعله ينزع قميصه عنه بانزعاج ويدخل الحمام بسرعة ليضع رأسه تحت الماء البارد أخذ يتنفس بقوة وهو يشعر بقطرات الماء بدأت تخدر وجعه قليلا وما إن تبلل وجهه حتى أطلق العنان لدموعه وكأنه يحاول أن يخفيها حتى عن نفسه
دقائق بقي بهذا الشكل منحني بجذعه وما إن رفع رأسه حتى أعاد خصلاته القصيرة بأصابعه للخلف لتنزل قطراته على عنقه وصدره وظهره
أغلق الماء وسحب المنشفة ومسح وجهه وجسده ثم خرج من الحمام وما إن أطفأ النور حتى رمى نفسه على السرير ونام بهذا الشكل بعد صراعه اليومي
في الاسفل بالتحديد بحديقة الفندق كان يحيى يأخذها ذهابا وإيابا وهو يكلم صغيره ويقول
بلااال بلبل حبيبي مالك مزعل مامتك ليه منك ليه مش بتسمع كلامها ومتعبها وتخليها تشتكي منك
بلال بشوق عشان واحشني هتيجي امتى
رد يحيى باشتياق كبير لصغيره وأنت كمان واحشني ياقلبي أنا مسافر دلوقتي و أول ما هرجع هجيلك على طول
بلال بزعل ليه ماختنيش معاك ع الرحلة
أنا مش رايح رحلة يا حبيبي ده شغل و أول ما اخلصه هجيلك و أفسحك
نروح ألعاب ومطعم ما إن قالها حتى قال الآخر بموافقة على الفور
طبعا ياقلب أبوك أنت اللي يؤمر بيه بلال اللداغ أنا أنفذه
بحبك
كز على أسنانه حبا به وهو يقول وأنا بحبك يا حبيبي يالا روح نام واسمع الكلام عشان أجيبلك حاجة حلوة معايا
بلال بستفسار طفولي حاجة إيه دي
أنت عايز أجيبلك إيه
رفع كتفيه بحيره وكأنه يراه وهو يقول معرفش
طب فكر من هنا لبكرة وابقى قولي عايز ايه وأنا أجيبهولك اتفقنا ياقلب أبوك أنت
اتفقنا ياحبيب ابنك أنت
ضحك من كل قلبه عليه ثم قال طيب يابكاش روح نام واديني ماما عايز أكلمها ما إن ختم كلامه حتى أبعد بلال الهاتف من أذنه ومد يده نحو والدته وقال بابا عايزك
سحبته منه لتبتسم لصغيرها الذي نهض وقبلها من وجنتها وركض لغرفته لينفذ ماطلبه والده منه
وضعت الهاتف على أذنها وقالت بانزعاج
شفت آخرة دلعك ليه مابقاش بيسمع حد غيرك
انا بقالي ساعة بتحايل عليه ينام ولا الهوا وأنت من كلمة وحدة خليته يجري ع الأوضة لوحده
رد عليها بمراوغة وهو يرفع حاجبه بتغيري من ابنك لأني بدلعه هو وأنتي لاء
يحيى
ياروحه أنتي
غالية بغيرة لم تستطع مداراتها روح ايه بقى ده أنت مسافر
ليقول يحيى باستغراب من كلامها هذا و إيه يعني لما أكون مسافر فيها ايه دي
فيها إنك بقيت أب امتى هتبطل عكك ده ما إن قالت كلامها هذا حتى ابتسم بخبث فقد فهم عليها ليقول بمكر
امممممم أعمل ايه ما أنا لازم أعك طول ما مراتي مش جنبي ومش مدياني حقوقي الشرعية فأكيد هدور عليها برا
يعني أنت دلوقتي اااء
يحيى بغرور سكتي ليه ماتكملي قولي إنك هتولعي من الغيرة عليا
غالية بنزعاج أنت حقېر و ۏسخ وأنا لو ټموت مش هسامحك
وطالما أنا كدة بنظرك ليه زعلانة ولا قلبك وجعك لما عرفتي فيه غيرك بحضني
روح يا يحيى ربنا ېحرق قلبك زي مابتحرق قلبي قالتها وهي تغلق الخط بوجهه ليبتسم الآخر
بسعادة لا مثيل لها فهو استشعر
متابعة القراءة