الافاعي الفصل السابع والثلاثون الثامن والثلاثين
المحتويات
بقلبه لأول مرة يعجز عن النطق لسانه ثقل وصدره قد تحجر
لم يستطع أن يعطي ردة فعل سوا أن يومئ لها برأسه ثم تركها وخرج ليجد سعد جالسا بالصالة لوحده ليتركه متوجها لباب الشقة وما إن فتحه حتى أخذ ينزل الدرج بسرعة يشعر بأنه يريد الانفجار
وصل الى مخرج العمارة ليجد يحيى وياسين أمامه ليتركهم ويذهب نحو سيارة دون أن ينطق بحرف ليتبعوه بهدوء وهم ينظرون لبعضهم البعض فحالته لا تسمح لهم بطرح أي سؤال من الأسئلة التي تجوب بعقلهم
ذلك الشاب محق كيف يصدق بأن لسيلين كانت توأم نعم يتذكر بأن الأطباء قالوا بإن سعاد حامل بمولود ذكر ولكن عند الولادة وجد سيلين فقط
بابي
فتح سعد ذراعيه لها لتنهض من جلستها لتجلس الى جانبه على الأريكة وهي ترمي رأسها على صدر والدها وأجهشت بالبكاء وهي تقول
اللي لازم يتعمل قالتها داليا وهي تدخل الى الصالة وتأتي لتجلس أمامهم لتبتعد الأخرى عن والدها وهي تمسح دموعها وتقول
اللي هو ايه
داليا بعقلانية طالما عرف وكل شئ اتكشف لازم يكتب عليكي رسمي بقى وتسجلوا الولاد بإسمكم بلاش الماضي ينعاد من تاني
سيلين برفض مستحيل أربط اسمي بأسمه
بلاش أنانية يابنتي أنتي لو لوحدك تمام تقدري تاخدي القرار اللي يعجبك بس أنتي بدل الطفل عندك تنين منه واديكي شفتي قلب البيت علينا ازاي لأنه عرف بسيلا بس تخيلي بقى لما يعرف في سعد كمان مش بعيد ياخدهم منك
ياخد اااايه أنا آخد روحه منه قبل ما يعملها دول ولادي انا
خلينا نفكر بعقل شاهين جبروته يهد الحيل هو أنا اللي هعرفك عليه أوووعي تكوني شفتيه أنه سكت وطلع كدة لا ياحبيبتي ده من الصدمة بس ده لما يقعد مع نفسه شوية هيطلع البلا الازرق على جثتك
ده الهجين ياعشق الهجين مش هو بيقولك كدة بردو ده متملك فيكي عايزاه يكون مع ولاده عادي وبعدين ولادك كمان محتاجين أبوهم فعشان كدة فكري كويس بكلامي و قرري
أنا مستحيل أرجعها ليه
أنا كنت أكتر وحدة رافضة إني أخليها معه بس دول بينهم عيلين دلوقتي وبعدين أنا ماقلتش ارجعي ليه أنا قولت اكتبوا كتابكم رسمي وسجلوا الأطفال بإسمكم ويبقى بعدها ينفصلوا رسمي اسمعيني يابنتي أنتي وضعك مايسمحش إنك تعندي
شاهين خسر كل حق ليه عندي لما نزلني قصاد بابكم وطلقني وأداني ظهره ومشي وهو كان عارف عملته دي عملت فيا إيه
تفتكري هيسكت
يسكت مايسكتش أنا اللي عندي قولته ليه ويبقى يوريني يقدر يعمل إيه قالتها وهي تنهض ثم سألت والدتها عليهم فين الولاد مالهمش صوت ليه
سعد بيلعب جوا وسيلا نامت
غريبة مش من عوايدها
كانت مړعوبه معرفش مالها سألتها ما ردتش جت ونامت وهي بوضعها ده
أما أدخل أشوفهم قالتها وهي تتوجه للداخل لتنظر داليا لزوجها الذي كان شاردا لتقترب منه وهي تقول باهتمام
مالك يا حبيبي
ليقول سعد پقهر رجل مسن قد شعل الشيب رأسه
تعبان
داليا بلهفة سلامتك ياقلبي من ايه
من كل حاجة المړض هد حيلي عمال أشوف بناتي موجوعين ومافيش حاجة بإيدي أعملها سحب بنتي وډخلها الأوضة قصادي ومقدرتش أعمل حاجة العمر بيهد يا داليا وكله كوم ويحيى اللداغ كوم تاني
أخو شاهين الصغير
لاء ابن عمه و أخو البنات يحيى ماهر اللداغ ابن سعاد وتوأم سيلين يا داليا ما إن قالها سعد حتى شهقت الأخرى وهي تضع يدها على فمها متفاجئة
نعم كانت تعلم بأن هناك أخ ولكنها لم تعلم بأنه أخ شرعي للبنات لتسئله باستفسار
مين اللي قالك الكلام ده
هو اللي عرفني على نفسه وسابني ونزل
تفتكر كلامه ده حقيقي
معرفش بس اللي أعرفه بجد ان احنا داخلين على ايام سودة طالما شاهين ظهر يبقى ياسين هيظهر كمان ده لو ماكنش ظهر وبنتك مخبية ده عننا
ربنا يستر
في الداخل عند سيلين ذهبت عند سعد الجالس بحزن بعدما دثرت سيلا بالغطاء وقبلتها من رأسها
حبيبي ماله قالتها وهي تحتضن رأسه تحت ذراعها وأخذت تداعب شعره لتجده يقول بتساؤل ممزوج پاختناق
بابا ليه ما سلمش علينا ليه مشي على طول
سيلين بستغراب
مين قال إن ده باباكم
نظر لها وقال ببراءة سيلا
وهي عرفت منين
من الصورة
صورة ايه
دي قالها بعدما نهض وأخذ صورة والده من غلاف الوسادة ليشحب شكل سيلين من ما ترى سحبت منه الصورة وقالت بذهول
جبتوها منين
سيلا قالت إنها شافتها عندك لما كنتي نايمة فلما سألتك قولتلها ده باباكي يعني بابا بتاعي أنا كمان صح
صح يا حبيبي صح قالتها باستسلام فلا مجال للكذب بعد الآن لينظر لها بحزن مضاعف
أومال ليه ما جاش يشوفنا ويسلم علينا
سيلين بتهرب من كثرة الاسئلة
عنده شغل وكان لازم يمشي بسرعة
سعد بتذمر ورفض لما يسمعه دائما كل مرة تقولي كدة صحابي كلهم عندهم باباهم بيلعب معاهم ويفسحهم وبيحبهم وبيشوفهم كل يوم إلا أنا معنديش أب شغل شغل أنا بطلت أحبه لو جي قولي له سعد مابيحبكش
لتقول سيلين ما إن وجدته ينهض من جانبها ويهم بالخروج تعال هنا رايح فين
رايح عند جدو قالها بزعل طفولي ثم خرج وتركها لتسحب شعرها بقوة واختناق فهي لا تعرف ماذا تفعل حقا
في إحدى الشركات السياحية العائدة ملكيتها لأخو الدكتور عمر بالتحديد بقسم المحاسبات
كانت تجلس خلف مكتبها تراجع ملفات الإحصاء اليومي والأسبوعي والشهري قبل تسليمه للإدارة
كانت تحاول أن ټغرق نفسها بالعمل وتحاول على قدر المستطاع أن تتجاهل ما حدث معها في الصباح ولكن هيهات يأخذها عقلها رغما عنها للحظاتها الدافئة معه
لتغمض عينيها بشكل تلقائي لم يقل شغفه بها لا بل جعلها تشعر بأنها تطير بين السحاب رفعت يدها لتتحسس شفتيها فهي تشعر بلمساته لها الآن
فتحت عينيها بسرعة واعتدلت بجلستها أكثر و أعادت خصلاتها خلف أذنها ما إن وجدت باب المكتب يفتح عليها دون استئذان وهذا المتطفل عليها لم يكن سوا عمر الذي أتى نحوها بسرعة وهو يقول
أنا مصدقتش لما عرفت إنك جيتي الشغل الحيوان ده أخدك فين عمل فيكي ايه
أنا لولا خدني على خوانه كنت خليته ينام الليلة بقسم الكسور
هدي أعصابك عمر المسألة مش مستاهلة
ازاي مش مستاهله أنا كنت
متابعة القراءة