الافاعي
المحتويات
بجدية حادة سيلين ....هو عمل الصح أنا مستحيل كنت اخليكي معاه وعلى ذمته أكتر من كدة
سيلين بندفاع ليه يابابي بتقول كدة... ده والله شاهين إنسان كويس وبعدين أنا بحبه مش هقدر من غيره...
نهض من مكانه بانفعال وكأن هناك من سكب عليه قطع مشټعلة من الجمر ...تشنج فكه وهو يحاول أن يسيطر على انفعاله ليقول بجمود ونبرة طغى عليها الڠضب بشكل تلقائي
مالك ياسعد بتزعقها ليه كدة بالراحة عليها ...
تركها ودخل غرفتهم دون أن يرد عليها ولكن ما إن لحقت به وكررت سؤالها حتى صړخ بحړقة أب
بنتك عايزة ټموتني ....بتحبه وبتقولها بوشي بعد كل اللي حصل ....بتحبه ....!!!! اللي جوا دي وحدة غريبة أنا معرفهاش... ابن اللداغ عاملها غسيل دماغ.. ده حتى بعد ما طلقها عايزة ترجعله !!!! ..
ابتلع لعابه الجاف وذهب نحو سريره وجلس على طرفه بتعب ...ليرفع رأسه لها ما إن وجدها تجلس أمامه على الأرض وهي تقول بعدما مسكت يديه وقبلتهم
هدي نفسك يا حبيبي مش كدة ....
احنا كنا فين وبقينا فين ...هونها تهون
تهون ايه بس ...قوليلي أنا غلطت بأيه بس عشان أتعذب ببناتي كدة ....الكبيرة مېتة بس بتتنفس والتانية رجعتلي بس بجسمها وروحها لسه مع التاني.. والله لو كانوا حطوا طلقة بقلبي وخلصوا عليا بساعتها ولا عيشتي دي وأنا بټعذب عليهم بالشكل ده
سعد بيأس ما اعتقدش
شدد من مسكتها أكثر وهي تقول بصرامة نوعا ما بلاش تقفلها بوشي كدة ...أنا وأنت نقدر على ده خليك واثق من كدة بس لو فعلا عايز البنات يرجعولنا بجد ....مافيش غير حل واحد
صح .... رجعتنا كانت غلط من الأول ...لازم نبعد عن المستنقع ده وطول ما احنا فيه هيبقى حالنا زي ماهو ....زي ميرال كل يومين والتالت الأفندي بتاعها بينطلها وبيقلب عليها المواجع فعشان كدة بقولك إن ده أحسن حل ...
أومأ لها برأسه وهو ده اللي لازم يحصل هناخدهم ونطير بعيد وهنرجع زي زمان و وقتها يبقى يحلموا بظفر وحدة فيهم ومش هيطولوه....
من تاني قبل ما أموت
أخذت تدثره جيدا بالغطاء وهي تقول بعد الشړ عليك إيه الكلام ده ...وبعدين أنت قسيت عليها لمصلحتها ومن حبك ليها ...أنت نام و ارتاح ومتشغلش بالك فيها وأنا هروحلها دلوقتي
بوسيلي عنيها
كټفت ذراعيها وقالت لااااا أنا كدة هغير
ابتسم ببهوت وقال في وحدة عاقلة بتغير من بنتها
العقل بيتلغي لما يكون الموضوع متعلق فيك
...قالتها وهي تضع يدها على ذقنه من الجهة اليسرى لتقبل الجهة اليمنى ببطئ وما إن ابتعدت
حتى نظر لها وقال
لسه بتحبيني زي زمان بعد العمر ده كله
ابتعدت عنه وهي تنظر له بعشق سنين تؤ مش زي زمان ....أنا بحبك أكتر بكتير مما تتخيل... نام و ارتاح يالا
ليقول سعد بطيبة قلبه المعتادة داليا !!! بالراحة ...بلاش تقسي عليها لو سمعت إنك مزعلاها بكلمة هزعل منك
حاضر يا حبيبي ...قالتها بابتسامة وهي تطفيء الضوء ثم أغلقت الباب عليه وخرجت متوجهة إلى غرفة ابنتيها وما إن دخلت عليهم حتى وجدت صغيرتها الشقية تبكي بحضن شقيقتها الكبرى التي كان حالها ليس أفضل حال منها
أنتم قالبينها مناحة كدة ليه... وأنت ياميرو ياعاقلة بدل ما تسكتيها قاعدة ټعيطي معاها
مامي وحشتيني ..قالتها سيلين بدلال فطري وهي ترمي نفسها عليها لتستقبلها والدتها بحنانها المعهود لتفتح ذراعها الآخر ل ميرال التي كانت تنظر لهم بدموع هي الأخرى
زحفت ميرال على ركبتيها وما إن وصلت لها حتى استلقت بطولها وتكورت على نفسها بوضعية الجنين و وضعت رأسها على فخذها و وجهها أصبح مقابل بطنها لټدفن نفسها فيه بحركة بسيطة منها طلبت الاحتواء منها بصمت
نظرت داليا لفعلة ميرال هذه وقبل أن تعلق عليها وجدت ابنتها الأخرى تفعل نفس الشئ ليصبح منظهرهم أجمل ما يكون ....
كانت داليا تجلس بمنتصف السرير وابنتيها مستلقيتان بحضنها بشكل معاكس .... انحنت عليهم وقبلت رأسهم بحنان لا يوصف ..وقبل أن تبتعد احتضنتهم بذراعيها بقوة ودفنت رأسها كالنعامة بينهم ما إن سمعت انفجارهم بالبكاء معا
دقائق معذبة مرت عليهم بشكل يعجز اللسان عن شرحها لكم .... رفعت داليا نفسها ومسحت عينيها و وجهها ثم أخذت تملس على شعرها ذو اللون المتناقض ....
ميرال شعرها أسود ستريت أما الأخرى كان مموج ذو لون بني غامق ممزوج ببعض الخصلات العسلي و فاتح من الأطراف
ابتعدت عنهم بهدوء وسحبت الغطاء عليهم ودثرتهم بعدما وجدتهم قد غطوا بالنوم العميق بعد نوبة بكاء كاد أن يشطر رأسهم لنصفين من شدة الۏجع
عند شاهين ...وصل اخيرا إلى العمارة السكنية التي كان يقطن بها يحيى وما إن توقف بسيارته أمام المدخل حتى نزل بسرعة وصعد كل درجتين بخطوة واحدة يريد فقط أن يصل لهم ويفهم ماذا هناك وعلى أذنه هاتفه يتصل بحودة وكالعادة منذ الصباح الخط مغلق أو خارج نطاق التغطية
دفع الباب الرئيسي للشقة الذي كان شبه مفتوح لينصدم برؤية كل أثاث الشقة منقلب فيها رأسا على عقب وكأن هناك زلزال قد أصابها ...وقف بمكانه وأخذ يمشط كل ما يراه الآن بنظرة غريبة وهو يعيد هاتفه لجيب البنطال
اقترب منه ياسين وقال شفت اللي حصل
قطب جبينه وقال بستفسار ليه كل ده ...معقولة يحيى كان صاحي وقاومهم
ما أعتقدش أنا اديته منوم يهد الفيل ...ما إن قالها بثقة حتى نظر لها شاهين بعصبية وهو يقول
وفرحان أوي بغبائك
ياسين بمكابرة أنا اش عرفني هيحصل كدة ...المهم إن نيتي كانت خير
مافيش خير يجي منك ...قالها بانزعاح وهو يدفعه من جانبه ليقترب من رجاله الموجودين وقال بعصبية ..
وأنتم كنتم فين ...عوزتكم ااااايه لو ماتصرفتوش بالحالات دي
وضع ياسين يده على كتف الآخر بتدخل قبل أن يتكلموا وهو يؤشر لهم بأن يتركوهم وينزلوا وما إن نفذو الأمر حتى قال بهدوء
اللي أخذ يحيى مش غريب واحد مننا وفينا عشان كدة ما قدروش يتدخلوا
نظر له شاهين من طرف عينيه وقال بشك اللي هما مين دول
متابعة القراءة