الافاعي

موقع أيام نيوز

ما سمعت إلا أنها لم تستطع فهو ما إن حررها من سجنه الظالم حتى نزل الدرج بسرعة تاركها خلفه متسمرة بمكانها كالتمثال
التفتت نحو شقة أهلها بآلية ما إن سمعت صوت فتح الباب ليليه احتضان والدتها لها وهي ترحب بها بشوق السنين ولكن الأخرى كانت لا تسمع ما تقول فهي لم تستوعب بعد ما حدث معها وما زالت تتردد صدى كلماته السامة بداخلها
أبعدتها عنها بخمول وكادت أن تنزل لتلحق بزوجها لتستفسر منه ماذا هناك فهي ترفض هذه النهاية لهم 
هذا لم يكن اتفاقهم ....
رايحة فين يا حبيبتي ....ما إن قالتها داليا باستغراب من برود ابنتها معها حتى أخذت سيلين تحرك رأسها بنفي وهي تقول بصوت مهزور وتأتها وهي تحاول التخلص من تمسك والدتها بها
لا لا لا ....ممممستحيل ...ده ده ده ااااء ده طلقني ...ششششاهين طلقني
لتقول داليا بفرحة لم تستطع اخفائها بجد !!! 
طب الحمدلله و ألف بركة إنك خلصتي منه
سيلين بعصبية ورفض خلصت ااايه ....هو ازاي يعمل كدة ...اووووعي ...سبيني عايز أكلمه
قالت الأخيرة وهي تحاول أن تحرر نفسها من قبضة والدتها إلا أن الأخرى كانت رافضة أن تتركها لتجلس سيلين على الأرض بعدم تقبل لكل ما يحصل معها الآن.. مما دفع داليا تلتفت للداخل وهي تنادي زوجها بلهفة لكي يأتي ويساعدها ...
أما سعد ما إن لبى طلبها و خرج بخطوات ثقيلة وعلى وجهه علامات الخۏف من ندائها عليه بهذا الشكل حتى تلاشى كل شيء من حوله و ردت روحه له ما إن رأى أغلى ما لديه تجلس أمامه ليقول باشتياق حقيقي
سيلين !!
بابااااا ....همست بها بصوت مبحوح وهي ترفع رأسها له لتنهض عن الأرض بشكل مفاجئ حتى أنها تعثرت وكادت أن تسقط إلا أن والدها أسندها بسرعة وقبل أن يتكلم أو يستفسر ما بها وجدها تحتضنه بقوة وهي ټنفجر بالبكاء على صدره بصوت عالي....عالي جدا وكأن بكائها هذا خارج من اعماقها ..
كل ثانية مرت عليه كالدهر وهو لا يصدق بأن ابنته أخيرا عادت له ولكنه اكتشف بعودتها هذه بأن عڈابها لا يقل عن أختها الأخرى ...حاوطها بذراعه ورفع يده التي ترجف و وضعها على رأسها من خلف ودفعها نحوه أكثر ما إن وجدها تقول پبكاء مرير من بين شهقاتها التي مزقت فؤاده قبل أن تمزقها هي
ساااابني طلااااقني ....احنا ماتفقناش على كدة ....
والله ما اتفقنااااا ....
شدد من احتضانها بقوة وهو يدفن وجهه بشعرها ليخبئ نزول دمعته التي خانته أمام صړاخها المعذب هذا ليقول بنبرة ترتجف متوسلا بها أن تهدأ فهو حقا لا يملك طاقة ليراها بهذا الشكل
هشششش ياكسرة ظهري أنتي ...سيلين !!!! بلاش توقفي قلبي بدموعك دي ... ارحمي شيبتي وقلة حيلتي ....والله تعبي ده كله عليكي يا نور عيوني أنتي ....
كادت أن تبكي وتصرخ إلا أن هناك ظلام بدأ يداهمها حاولت أن ټقاومه ولكن سرعان ماسقطت أسيرته ما إن ابتلعها وتمكن منها ولم تعي لشئ بعدها سوا صوت ضجيج والديها عليها وصوت آخر ظهر بينهم على ما يبدو بأنه لأختها
على الطرف الآخر عند شاهين ما إن صعد سيارته
حتى اڼهارت حصونه أمام نفسه وخاصة عندما تحرك 
وابتعد عن منطقة معشوقته... ابتلع لعابه وسحب نفس عميق عن طريق فمه محاولا بفعلته هذه أن يتجاهل ألمه الفظيع هذا الذي ينهش صدره دون رحمة ....أخذ يفرك وجهه بقوة بيده اليمنى... يااا الله !!!يريد أن ينسى نظراتها المعاتبه له ...
رجفت شفتيه وفاضت عينيه بالدموع أخذ يمسحهم بسرعة فهو يرفض ضعفه الآن ...ليس وقت الضعف الآن ....ولكن القلب أعلن العصيان عليه رافضا الإصغاء له ...
توقف بسيارته على طرف الطريق و أخذ يضرب الدركسيون براحة يده يغضب من نفسه وهو ېصرخ
من امتى الهجين بيعيط على حددددد ...
ختم كلامه وغص پبكاء رجل مقهور وهو يحتضن المقود الذي أمامه وكأنه شخص حقيقي يشعر به وليس جماد ...
شاهين يبكي ! حدث غريب لم يحدث منذ سنين آخر مرة بكى فيها عند ۏفاة عمه وها هو الآن ينهار 
ومن أجل من ... من أجل ابنة عمه ...
مرت خمس دقائق كالجمر عليه ...اعتدل بجلسته وسحب من جانبه قاورة من الماء التي بجانبه ونزل من سيارته وذهب على الرصيف وفتحها وأخذ يغسل وجهه عدة مرات لينحني للأمام قليلا وأخذ يسكب الماء على رأسه بالكامل لعل هذا يهدئ صداعه الذي يفتك به
استقام بطوله وأخذ يمشط خصلاته القصيرة بانامله غير مهتم لتلك القطرات الباردة التي تسللت من شعره لعنقه وصدره ....
نظر بعينين متورمة للشمس التي بدأت تميل للغروب 
ليضع يده على صدره بالجهة اليسرى بالتحديد عند ذلك الذي يعاتبه على فعلته و ېصرخ بأسم محبوبته
يطالب بها ...
اعتصر صدره بقوة وقال بۏجع محدثا قلبه بترجي كفاية تأذيني !!! افهم بقى أنا عملت كدة عشانها بس وعد مني ليك هرجعهالك ... غيابها ده مؤقت ...
خرج من حواره مع نفسه هذا وانهياره على صوت رنين هاتفه ...نظر من نافذة السيارة لداخل ليرى شاشة الهاتف تنير بأسم المتصل والذي لم يكون
سوا أخيه ...
تجاهل هذه المكالمة وأخذ يسحب نفس عميق من فمه ثم يزفره ببطئ عن طريق الأنف ...كرر هذا عدة مرات وهو مغمض العينين وما إن فتحهم حتى اختفى ألمه وحزنه وحل مكانه الڠضب الأسود فقط فهو نجح أن يغلق باب العواطف الآن وحول حزنه لغل وحقد ...الټفت نحو الجهة الأخرى وصعد بهمة بمكان السائق وانطلق بسيارته بسرعة نحو هدفه
في شقة سعد الجندي الذي كان يجلس على الفراش بجانب صغيرته التي أخذت تحرك رأسه بأنين
...لتهمس بأسم شاهين
بابا كان لازم ناخدها للمستشفى أنا خاېفة عليها لتتعب أكتر ..قالتها ميرال التي كانت تجلس أمامه من الطرف الآخر لها وهي تمسك يد اختها
انحنى سعد نحوها ما إن فتحت عينيها الذابلة ليقبل جبهتها بحب أبوي وهو يقول بحنية سيلين ياروحي
همست بستغراب وهي تنظر حولها بابي .!!!!!
ابتسم لها وقال بشوق حقيقي 
يا حبيبته انتي .. اخيرا رجعتي لحضني من تاني
أخذت تبكي رغما عنها ما إن تذكرت ماحصل لها وهي تأن بصوت عالي ليقترب منها مرة أخرى بلهفه وأخذ يمسد على شعرها و وجنتها وهو يقول باحتواء بعدما احتضنها
خلااااص ياقلب ابوكي ده كان كابوس وانتهى وطلع من حياتنا
بس أنا مش عايزة يخلص مش عايزة ...قالتها وهي تبتعد عنه بشفاه ملوية بزعل لتجده يقول بهدوء كاذب وتفهم حاول أن يظهره لها لحالتها هذه
سيلين !!!!!!
سيلينا انكسرت يابابي
بنتي اللي أعرفها محدش يقدر يكسرها
اعتدلت بجسدها بعدما نهضت من استلقائها وهي تقول پبكاء بس هو كسرني ....شوف شوف عمل فيا ايه ...ده رماني وراح بعد ما زهق مني ...زي ما أخوه عمل مع ميرال ...اختلفت الطرق والنتيجة وحدة ...أخذت تجر شعرها وهي تقول بحړقة
لما ناوي يسيبني كدة ليه خلاني أتعود عليه
مسكتها ميرال وهي تقول بحزن على حزن أختها هو اللي خسر ياحبيبتي مش أنتي ...بكرة هيرجع ندمان زي غيره وأنتي بنفسك اللي هترفضي
سيلين بتعلق فظيع بس أنا عايزاه هارفضه ازاي !
قطب سعد جبينه بضيق من كلامها هذا ليقول
تم نسخ الرابط