دلال

موقع أيام نيوز

باشمئزاز وتكبر
إيه ريس دي اسمي غالب باشا منصور
سحبه هجان من سترة بدلته وهو يقول بضيق منه
لااا بقولك اااااايه عايز تحط إيدك في إيدي بلاش أنتكتك دي عليا وعيش عيشة أهلك ...هتقرفني
من أولها هديك بالجزمة على وشك أنا بقولها لك اهوووووو
في الصباح بعدما أشرقت الشمس لتنير الأرض بعد ظلمات الليل الموحشة ...في فيلا الجندي دخلت داليا الى غرفة ميرال بعدما طرقت الباب بهدوء لتبتسم بتعب ما إن رأتها جالسه على الأرض تحتضن ساقيها نحو صدرها وعينيها منفوخة من أثر البكاء المستمر
اقتربت منها وجلست أمامها وهي تقول 
مانمتيش صح
هو من امتى حد فينا يعرف يدوق النوم وبابا لسه ما رجعش ...وحياتي يا ماما كلميه وطمنيني عليه
تنهدت داليا وقالت أنا كلمته من شوية وقال إن ساعة زمن وجاي ....والله انا مش عارفة إيه المصاېب اللي بترف علينا من كل حتة دي بس 
نقول إيه الحمدلله على كل شئ
ميرال بتساؤل معرفوش إيه سبب الحريق
ماس كهربائي ده اللي باين لحد دلوقتي بس التقرير الرسمي لسه ماظهرش
صمتت قليلا ثم قالت بجدية حادة ولكن فيها من الليونة نوعا ما ميرال اللي حصل امبارح مش عايزه يتكرر ...أنا سبتك طول الليل كله تقعدي مع نفسك و تفكري وتشوفي إن تصرفك كان صح والا غلط ...أنا عايزك تحكمي على نفسك بنفسك 
...باباكي تعبان وبلاش تزيدي تعبه ...
أنا آسفة
ليه هو أنتي غلطي بحقي عشان تتأسفيلي 
ماما ....ما ان نطقتها بغصة حتى دفنت وجهها بين ركبتيها تبكي پقهر وهذا ما جعل داليا ټحتضنها بحنان رغما عنها حاولت أن تقسى عليها ولكنها لم تستطع قبلت رأسها ثم أخذت تملس على شعرها الناعم وهي تقول
ليه حابة توجعي قلبنا عليكي ياميروا
نظرت الى والدتها بدموع وقالت 
هو أنا مش من حقي أحب
من حقك بس ليه ماصارحتنيش ...ليه خبيتي عليا ...كم مرة قعدت معاكي وقولتيلي مافيش حاجة فجأة كده ألاقيكي ڠرقانه لشوشتك
ميرال بتلقائية ماهو ماكنش في حاجة أقولك غير أنه خطبني وأنا وافقت
لتقول داليا بعصبيةلا والله واحنا فين من كل ده
ميرال ببراءة لاء اسمعيني ...هو جاني وقالي أنه عايز يخطبني وكده فكان عايز يشوف رأيي إيه في الأول ...وأنا لما وافقت كان هييجي يتقدم بس أنتي شايفة الظروف اللي بنمر فيها اليومين دول ....
طب قومي دلوقتي واغسلي وشك وانزلي شوفي أختك اللي قاعدة بالجنينه من امبارح دي ومش راضية تدخل قبل ما ييجي باباها ....أنا مش عارفة الاقيها منك ولا منها ولا من أبوكم اللي كل ما أكلمه يزعقلي ويطلع حړقة قلبه فيا ... ونبقى نشوف إيه حكاية سي ياسين بتاعك ده مع إني مش مرتاااحه ليه
نظرت لها ميرال بحزن وهي تقول ليه بس
حساه كده ملعب ومش سهل خالص وياخدك البحر
ويرجعك عطشانة
ميرال بعدم قبول لما سمعت عنهحرام عليكي ياماما والله ياسين مافيش منه
أنا قولت هبلة محدش صدقني ...قومي يالا قدامي ننزل ده أكيد عاملك غسيل مخ ...واحنا مهما قولنا وزدنا مش هتشوفيه غير زي ماهو عايزك تشوفيه
ميرال باستفساريعني هتساعديني وتكلمي بابا ولا لاء
ربك يسهلها من عنده ...بنات آخر زمن مافيش خشى ...قالت الأخيرة وهي تضربها على رأسها بخفه مما جعل الأخرى تضحك وهي تقترب منها وأخذت تقبل وجنتيها بشقاوة نادرا ما تظهر عليها ثم تركتها وذهبت الى الأسفل
في الحديقة الأمامية كانت تمشي حافية القدمين على العشب الرطب ..تنظر بين الحين والآخر الى البوابة الرئيسية تنتظر رجوع والدها وهي تفكر پضياع بما يجب أن تقرر ذهبت نحو الأرجوحة الكبيرة وجلست عليها بتعب وهي لا تزال تائهة بكل ما يحدث ...لأول مرة تشعر بأنها عاجزة عن الفهم مايدور حولها ياترى ماهو هدفهم الرئيسي من كل هذا
ولكنها لم تصل لشئ سوا أن الأخوة اللداغ كالفيروس أصابها هي وعائلتها وبالتأكيد سيكون هناك خسائر فادحة لهم ...خرجت من أفكارها و تحليلاتها هذه على صوت أختها وهي تدفع الأرجوحة بخفة وتقول بحب
صباح الخير ياسيلي
صمتت وانتظرت ردها ولكن كان السكون سيد الموقف وهذا ما جعل ميرال تذهب وتجلس الى جانبها داخل الأرجوحة وهي تقول بعدما تنهدت
حتى أنتي زعلانة مني ...ليه مافيش حد بيفهمني
رفعت سبابتها بوجه أختها وأخذت تقول بعصبية
ناتجة عن خۏفها عليها انا كل مرة اجي وأقولك خدي بالك من دول ...أنا مش مطمنه ليهم ...ده باين إن وراهم مصېبة ...وبعد تحذير ليكي اجي الاقيكي بتحبي سي زفت ومش بس كده ...لااااا تقفي قصاد بابا كمان عشانه أنتي اټجننتي
ختمت كلامها ومسكتها من رسخها قبل ان تنهض وتتركها لتقول بعدها خلااااص أنا آسفه لأني زعقتلك بس ياميرو احنا عيلتك وبنحبك أكتر من
أي حد والله كل اللي بنعمله ده من خوفنا عليكي
أنتي عمرك حبيتي يا سيلي ...ما إن قالتها ميرال حتى أشاحت لها سيلين بذراعها وهي ترد عليها وتقول لاء ومش عايزة اتزفت على عيني
ابتسمت ميرال ورفعت منكبيها وقالت 
يبقى ببساطة مش هتفهميني
نظرت لها سيلين بعدم تصديق أنا اللي عايزة أفهمه حاجة وحدة بس فين ميرال أختي العادية الراسية 
اللي تصرفاتها رزينة وخطواتها محسوبة
أنت ليه محسساني إني ارتكبت چريمة لما حبيت 
وأنتى يوم ما تزفتي ماتلاقيش غير ده 
وماله ده ....ياسين إيه عيبه إنسان مكافح شهم عرف يبني نفسه من الصفر ...واللي أهم من ده كله بابا بيحبه وبيثق في وبيعتمد عليه بكل صغيرة وكبيرة
نهضت سيلين وقالت بأعصاب مشدودة
وأهي الثقة دي احنا بندفع تمنها دلوقتي كل شي بيضيع مننا شوية شوية ...الفلوس طارت ع القرض.. المخازن احټرقت ...وياعالم هيحصل ايه بعد ده كله
بس كل الخساير دي تهون قصادك ....احنا مش هنستحمل خسارتك ياميرال ...بابا مش هيستحملها
لو مفكرة أنه بيحيني أكتر منك تبقي غلطانه دايما بشوف نظرة الفخر بعينه لما بيبصلك بلاش تخلي النظرة دي مکسورة ....أبعدي عنه اسمعي مني ااااااابعدي عنه لأن كل المصاېب اللي بتحصلنا دلوقتي بسببه هو وأخوه
ميرال بتفاجؤ من هجوم اختها بهذا الشكل عليه
سيلين !!!!! بلاش كرهك ليهم يوصلك لده ....كل اللي خسرناه لحد دلوقتي هما كمان خسروا زيه ...
وماتنسيش إن بابا وياسين هما الاتنين مع بعض بمركب وحدة وزي ما شايفة الاتنين بالمركز دلوقتي 
فبلاش كرهك ليه يخليكي تعلقي عليه كل اللي بيحصل ...ف لو أنتي شفتي حاجة غلط على أخوه ماتحاسبيش ياسين عليها... كل إنسان وليه طبعه
قالت الأخيرة وكادت أن تدخل إلا أنها التفتت لها مرة أخرى وقالت ...وااااه ياسين اللي مش عاجبك كلمني وطمني على بابا وقال إن كل شيء تمام وأنه هيحل كل حاجة بنفسه ....كلمني لأنه عارف غلاوة بابا عندي قد ايه فمستحيل يأذيه فبلاش تخلي الأفلام اللي بتشوفيها تأثر عليكي
اقتربت سيلين منها وقالت بحزن عليها 
ياااااه لدرجاتي بتثقي فيه 
جداااااا
ابتعلت لعابها وقالت طب بتثقي فيا 
أاااكيد
عشان خاطري ...ابعدي عنه لو بتثقي فيا ابعدي 
ما إن قالتها سيلين حتى قابلتها الأخرى بنظرة عتاب ممزوجة بۏجع... فالجميع يريدونها أن تبتعد 
عن حب عمرها لما لا أحد يفهمها ...ولكن قبل أن تنطق برفض حتى التفتتا معا نحو البوابة التي فتحت بشكل الكتروني ودخلت من خلالها سيارتين معا
بابااااا ....صرخوا بها وهم يركضون نحوه كالأطفال
تم نسخ الرابط