الافاعي الفصل الخامس والسادس
المحتويات
إحتضنت حقيبتها الصغيرة ما إن رأته يدخل و يقترب منها ليسحبها معه إلى الأعلى وكأنها دمية يحركها كيفما يشاء كانت شقته بالطابق الثاني وصل إلى بابها وفتحها ليدخلها قبله أو بالمعنى الأصح دفعها أمامه
أخذت تنظر إلى المكان كانت الأرضية سيراميك أبيض ولكن قد تحول لونه من عدم التنظيف إلى تصبغات الرمادي الممزوج بالبني ...كان يوجد غرفة واحدة وصالة وحمام ومطبخ مساحتة صغيرة
تنهدت بصبر مع أن الصبر ليس من شيمها ذهبت وجلست على الأريكة بعدما رفعت أمامه تلك الثياب من طرف أصابعها ورمتها بعيدا بإهمال
وما إن خرج حتى وجدها ماتزال جالسة بمكانها ولم تغير ثيابها بعد ...ليتجاهلها وكأنها غير موجودة ودخل إلى الغرفة ورمى نفسه على السرير بإرهاق ونعاس فهو لم ينم منذ يومين بسبب الشحنة التي وصلت أمس
بعد مرور ساعتين من التساؤلات لم تجد لها أجوبة سحبت حقيبتها وأخرجت لها ثياب مريحة لتذهب إلى الحمام لتغتسل وتغير ثيابها وما إن خرجت حتى إرتدت أسدالها وفرشت سجادتها وجلست عليها تنتظر أذان الفجر.. ولكن الغريب لم تسمع صوت أي أذان مع إن الوقت قد فات !!!
ولكن ما إن تأخر الوقت وبدأ النور يشق الظلام نهضت
من مكانها ودخلت عليه لتقف إلى جانب السرير تتأمله
كان ينام في وسط الفراش على بطنه وهو يفرد ذراعيه إلى الأعلى يرتدي بنطال قطني رياضي أسود مع تشيرت ربع كم أسود ..كان هناك شخير بسيط يصدر منه على مايبدو بإنه لم ينم جيدا منذ أيام
عشان ربنا يباركلك في يومك
كان تتكلم بصوت هاديء مريح للأعصاب وبرغم نومه العميق إلا أن نغمتها الناعمة أيقظته وجعلته يفتح عينيه وهو يرفع وجهه لها ويقول بصوت مبحوح وناعس
هي الساعة كام
ماتخافش لسه في وقت ع الشروق هتلحق صلاتك
إخفي من وشي أحسلك
عديم الذوق ...تمتمت بها وهي تخرج من الغرفة ثم توجهت إلى الأريكة لتستلقي عليها بتعب لتغمض عينيها بإختناق وهي تحاول أن تهرب من تفكيرها المستمر إلى النوم
أشرقت الشمس تعلن عن يوم جديد لتستيقظ بإستغراب على صوت صړاخ يأتي من الخارج وهو ينادي على ذلك المغفل الذي ينام في الداخل ولكن قبل أن تذهب نحو الشرفة لتجد من هذا الذي ېصرخ فصوته مألوف بالنسبه لها... حتى وجدت يحيى يخرج من داخل الغرفة
ويذهب نحو الشرفة بسرعة ولكن سرعان ما إن إبتسم بانتصار ممزوج بخبث عندما رأى غريمه ېحترق بڼار لا آخر لها
كان رامي يقف في منتصف المكان يعلن عن وجوده
والرجال المسؤلون عن أمن الوكر تكتفه وتمنعه بأن يصعد
للآخر ...
هذا المنظر جعل يحيى يرتوي غليله ويتحمس لما هو قادم ... إلتفت إلى الداخل وأغلق باب الشرفة ثم توجه نحو الباب لينزل ولكنه إلتفت الى تلك التي تقبع بالصالة ليرفع سبابته لها بتحذير
حسك عينك حد من اللي برا يلمح ضلك
ختم كلامه وخرج لينزل على السلم وما إن وصل للتجمع أمام العمارة حتى قال بصوته الخشن وهو يمشط شعره المبعثر بأنامله الطويلة
سيبوه هو طور عشان تكتفوه كده
صړخ رامي بغل شديد وهو يحاول أن يخلص قيده من هؤلاء
موتك على إيدي ساااامع على إيدي
ضحك يحيى بحقارة وإنتشاء لم يشعر به من قبل
أكيد وصلك الخبر صح ....طب إيه !!! مافيش مبروك ..تؤ تؤ تؤ ...قالها وهو يغمز له من طرف عينيه ثم إقترب منه وهمس له عند أذنه ...ده حتى إمبارح كانت ډخلتي ياجدع
بحركة مباغته وقوية حرر نفسه منهم ليلكمه پعنف على فكه ...فكلماته كانت عبارة عن بنزين تم سكبه على الڼار ...حاول أن يضربه أكثر إلا أن رجال الوكر سرعان ماكتفوه مرة أخرى ليمسح يحيى طرف فمه وهو يبتسم بخفة لتتحول إلى ضحكات شامتة ولكن سرعان ما إختفت وتغير وجهه إلى التجهم وهو يقول بصوت عالي
سيبوه مش عايز حد يدخل مابينا ...وبالفعل نفذ رجاله الأمر وإبتعدو عنهم قليلا ولكنهم كانوا متحفزين للتدخل في أي لحظة
إقترب رامي منه وما إن كاد أن يلكمه مرة أخرى حتى مسك يده بقوة ولواها إلى الخلف ليضربه بمقدمة رأسه على أنفه ثم سحبه نحوه قبل أن يقع و أخذ يكيل له لكمات متتالية ثم دفعه بعيدا عنه وسرعان ما سحب عصا من الخشب الثقيل ليضربها بجانب وجه الآخر أكثر من مرة ثم رماها خلفه وهو ينهج پغضب بشكل ۏحشي
ولكن ما إن وجده يقترب منه مترنحا وهو ېنزف من كل مكان حتى جلس يحيى نصف جلسة بسرعة ليعالجه بركلة على إحدى ركبتيه ليجعله طريحا على الأرض متأوها ولكن حتى التأوه هذا حرمه منه ما إن ضغط على حنجرته بحذائه بقوة ېخنقه بها ثم أخذ يقول بصوت جهوري شرس
المرة الجاية ماتحطش راسك براس أسيادك ...وعقابك
هيكون إنك تعيش ...قطع كلامه و إبتعد عنه وإنحنى بجذعه ليسحبه من مقدمة ثيابه بحركة مهينة ثم أكمل بهمس ...وحبيبة قلبك في حضڼي ...
لفظه من يده پعنف ثم إلتفت ليصعد إلى منزله ولكن قال قبلها بأمر
إرموه برا الوكر زي الكلب
كل هذا حدث أمام عينيها فهي كانت تقف خلف شيش الشباك المغلق لاتصدق كل ما رأته...يالله ماهذا المكان الذي هي فيه الآن إلتفتت بسرعة إلى الخلف ما إن سمعت صوت الباب يفتح لتذهب نحوه پغضب فقد طفح الكيل حقا ولم يبقى هناك مجال للصمت وقفت أمامه ومنعته من العبور
إنت مين وعايز مني إيه ...إتجوزتني ليه
لم يرد عليها وأخذ يتمعن بشكلها جميلة وناعمة ولكنه كان يفضلها أن تكون قبيحة فالمنطق لديه يقول كلما زاد جمال الأنثى زاد غبائها ... النساء بالنسبة له شړ لا بد منه لذلك قاعدته الأولى والأخيرة للتعامل معهم هو أن تأخذ ماتريد منهم ثم ترميهم
قطعت سيل نظراته الوقحة وهي تعيد سؤالها بغيظ
بقولك إتجوزتني ليه
إبتسم بعجرفة فقد فهم كلامها بشكل آخر يروق
متابعة القراءة