رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
من اللقب التي تردفه له مع اسمه ابتسم وغمغم قائلا لها ببساطة وسعادة يشعر بها معها
لا باشا إيه جواد بس هو احنا في القسم بعدين مفيش حاجة أنا بس كنت عاوز اقولك متزعليش من اللي مرات عمي قالتهولك قدامنا عشان عارف أنك زعلتي هي طريقتها كدة أنت عارفاها اكيد مش محتاجاني أقولك.
ابتسمت بسخرية وۏجع في آن واحد هل يخبرها بألا تحزن وتنزعج هل يوجد من يهتم لحزنها وأمرها هي قد تناست كلمة الأهتمام وحذفتها من قاموسها بدأت قاموس جديد في حياتها يملؤه الۏجع والقهر الحزن والألم الضعف والبكاء...لكن الأهتمام وما يفعله هو الآن معها لا فقد تناسته تماما.
اندهش من تصرفها المفاجئ الذي باغته لكن سار هو الاخر نحو الداخل وغمغم لوالدته بهدوء
يلا يا ماما كفاية كدة عشان مش فاضي.
تحدثت مديحة معترضة متمسكة بهما
إيه دة ليه ما تخليكم هو انتو لحقتو تقعدوا روح اقعد مع أروى واستنى عصام على ما يجي.
شحب وجه تلك الواقفة على المصعد عندما استمعت إلى اسم عصام يدوى داخل أذنيها شعرت بقلبها يعتصر داخل قفصها الصدري والخۏف بملؤه تبغضه وتبغض عودته إلى المنزل عينيها لا تريد رؤيته و
جلست والدتها بجانبها تربت فوق كتفها تعمل على تهدئة ابنتها المدللة
خلاص يا حبيبتي اهدي أنت بس وهو هيجي هيجي هو يطول حتى دة هيجيلك راكع وبكرة تشوفي أمك قالت والبالة اللي فوق دي انا هتصرف معاها وعصام جاي كدة كدة هتاخد نصيبها طالما غايظاكي هو احنا عندنا كم أروى ما عاش ولا كان اللي يضايقك ويزعلك.
أنت زيك زي سما...أنا زي سما يا ماما بيقولي إني أخته هو شايف نفسه على إيه دة.
اتسعت عيني والدتها وتمتمت بخبث ماكر يشبه نواياها الداخلية التي زرعتها في نفوس ابنائها
هتعرفي تربيه وهيجيلك لحد عندك اهدي أنت بس واتفرجي على اللي أمك حبيبتك هتعمله.
ظلت تخطط مع ابنتها في الوصول لجواد وكيفية الإيقاع به ليصبح في النهاية تحت سيطرتها تكون ابنتها سعيدة معه لكنها تناست أمر هام هو طبيعية شخصية جواد الصارمة الحادة التي مهما فعلت لن تستطع أن تسيطر عليه ولا أحد يقوى على فعلها...
عاد عصام إلى المنزل كان مثل عادته اليومية ثمل كان سيتوجه إلى أعلى حيث توجد هي ليفرض سيطرته وقوته عليها لكنه تفاجأ بوالدته التي كانت تجلس في انتظاره مع شقيقته تحدثت والدته بجدية مشيرة له بيديها أن يقف أمامها
عصام استنى تعالى هنا عاوزينك في حاجة أنا وأختك بخصوص الوسة اللي مرمية فوق دي.
سار على مضض متوجه صوب والدته كما أشارت وغمغم بخشونة وعدم ترتيب لما يتفوهه
طالعته بسخرية وعدم رضا تلوى شفتها بسخط وهتفت ترد عليه بصرامة شديدة وحدة
لأ بقولك إيه اتعدل كدة يا عصام معايا ركز في اللي بقوله أنا زي ما جوزتهالك عشان تعمل فيها ما بدالك أقدر اخفيها خالص وأنت عارفني كويس.
اعتدل في وقفته أمامها وأغمض عينيه بضيق ثم. طالعها بعدها وغمغم متسائلا بجدية
وزعت بصرها الحاد عليه من أعلاه إلى أدناه وتحدثت بعد ذلك بمكر وخبث
الوسة بتاعتك اللي فوق دي مزعلة أختك وخليتها ټعيط وأنت عارف كله إلا أروى ونزلت
تتمايص على ابن عمك لما جه انهاردة بسهوكتها دي إيه مش عارف تلمها وتكسر رقبتها.
شعر بالڠضب يشتعل بداخله زمجر بصوت غاضب مرتفع متحدثا بلهجة مشددة حازمة
خلاص يا امي أنا هطلع اتصرف معاها كدة كدة وهتشوفي اطلع بقى ولا في حاجة تاني
حركت رأسها بيأس وسخرية مشيرة له بيدها ان يسير من أمامها متمتمة بغيظ ساخر
روح الحق اطلع الحق أصلها هتطير ماهي متلقحة فوق كدة كدة.
أغمضت عينيها بقوة تخفي صورته من أمامهما ومن ذهنها ابتسم هو معجب بملامح وجهها التي تبدلت تماما برؤيته ضحك بصوت صاخب رنت صوت ضحكاته في أذنيها جعلتها تمنت لو أنها ألا تستمع في حياتها بدلا من أن استمع لصوت ضحكاته المقززة.
في صباح اليوم التالي..
عاد جواد إلى المنزل للتو بعد ليلة شاقة قد عمل بها العديد من الأعمال الهامة وجد الجميع يجلسون يتناولون فطورهم كان سيدلف على غرفته في صمت تام من دون أن يتحدث معهم ألا أن والدته استوقفته متمتمة بحنان
تعالى يا حبيبي افطر شكلك تعبان.
بالفعل كان الإرهاق يبدو على قسمات وجهه وعينيه بوضوح هو لم ينم من ليلة أمس وأيضا عقله الذي انشغل بتفكيره بها بعدما رآها مرة أخرى كل شئ كان يدفنه قد تجدد من جديد يشعر وهي أمامه بالعجز والضعف يريدها لكنه لم يستطع يجب أن يخفى كل ذلك بداخله ولا يريد أن يجعل أحد يعلمه تنهد بصوت مسموع يخرج من
متابعة القراءة