الافاعي الفصل الخامس والثلاثون
المحتويات
مابيده ونظر له وقال -والشغل ده كله مين اللي يعمله
-الموظفين طبعا ....أنت بتعمل شغلك وترجع تدقق حرف حرف من ملفات شغلهم
أعاد نظره للملف وقال -العقود والأوراق دي ماينفعش نعتمد فيها عليهم لازم تدقق صح
-خلي مدير المكتب هو اللي يعمل كدة
-أراجعهم أنا للتأكيد ...ما أنت عارف إني مش بثق بحد
وخصوصا في حكاية الشغل
أغلق الملف و وضعه فوق الآخر وقالما أنت بتدور على مراتك بقالك سنين عرفت تلاقيها
ضړب فخذه بحړقة وهو يقول -ااااخ فص ملح وداب ...يا ما نفسي أمسك سعد من رقبته وماسبهاش إلا لما أدفنه جنب سلطان... بقى يحرمني منها ويلوعني عليها بالشكل ده ده أنا ماسبتش مكان ما دورتش فيه في لوس انجلوس ...
-ايوه متأكد ...ده أنا شفت كشف أسماء المسافرين بعنيا ...
رفع طرف فمه بستنكار وقال -ازاي تقدر تسافر من غير موافقتك هي لسه مراتك بنظر القانون ....
ياسين بحيرة -ماهو ده اللي هيجنني
-لأنك غبي عشان كدة ماقدرتش توصلها
-ليه بتقول كدة
-لأنه ببساطة هي مش برا مصر ...
-مش يمكن يكون خدعة
-أنت كنت شاكك كدة من الأول صح
-ايوه ....ما إن قالها ببروده المصطنع حتى اڼفجر به الآخر بغيظ
-وماقولتش ليه وأنت شايفني كل شهر والا شهرين بسافر هناك وأدور بنفسي ده غير رجالتي اللي طلعت عينيهم على أنهم يلاقولي خبر منهم
رفع منكبيه وقالماقولتلكش لأنك ماسئلتنيش
-أنت اللي خدعك غرورك بنفسك لدرجة إن غباءك طغى عليك
-مقبولة منك ....بس ايه
-ايه
-مش هتدور عليهم جوا مصر
تنهد بحزن وقال بنفي -لاء
-لاء ليه .....معقولة نسيت سيلينتك ....ولا خاېف تلاقيها بعد الوقت ده كله تكون نسياك واحتمال تكون اتجوزت كمان وخلفت من جوزها وااااااه
-يخربيتك ...ما براحة ياعم ... وبعدين لو بتغير عليها كدة ازاي هتتحمل لو طلع كلامي صح ...سيلين عنيدة وقوية وممكن تتجوز بس عشان تأذيك
-ماتقدرش تتجوز غيري ....هي بنظر الناس لسه ما تجوزتش... وبنفس الوقت هي متجوزه بس مافيش ورقة تأكد كلامها ....
-لا
ياسين بذهول -اااايه الجبروت ده ....أنت ازاي تعمل فيها كدة وقال بيحبها قال أومال لو كنت حالف تأذيها كنت عملت ايه ...
-كان لازم أضمن إنها ماتكونش لغيري حتى لو سبتها
-أاااناني ...أنا صح مش بطيقها بس أنت جيت عليها أوي بالنقطة دي ....أنت كدة ماخلتش أي خط رجوع مابينكم ....أنت مافكرتش بحالتها لما تعرف بده حيحصلها ايه
-لاء مافكرتش بده كله ...غير إنها ماتبقاش لغيري
-تبقى تستاهل اللي هيجرالك منها ياهجين ...
مشكلتكم أنت ويحيى إنكم ماتعلمتوش من غلطي واللي حصلي و آدي النتيجة واحد عايش زي المكنة للشغل بس والتاني ھيموت وتبصله بنظرة رضا ....
صمت وأخذ ينهج بضيق من أفعال اخوته فهو قد تعلم من درسه إلا أن الآخرين لم يتعظوا منه.... ليقول بعد ما مرت ثواني من الصمت
عارف مشكلة ولاد اللداغ إيه ...هو إنهم اعداء نفسهم
محدش يقدر يأذينا احنا اللي بنأذي نفسنا بنفسنا
أنا رايح لمكتبي وأنت خليك كدة أوعى تلين... وقال ايه بيحب ماهر عشان كدة مايقدرش يبص بعين سيلينا بعد اللي حصل ...ده بدل ماتحتويها أكتر لأنها طلعت من لحمك ودمك ....
اااسمع غلطة الشاطر بألف ياشاهين وأنت غلطتك هتدفعها أضعاف الشاطر ده
قال كلامه هذا ثم تركه وخرج مخڼوق شوقا لتلك القاسېة التي هجرته جسد دون روح ...
أما شاهين أخذ يبتلع لعابه پاختناق حقيقي والدموع ملأت عينيه حزنا لا أحد يفهمه لا أحد ...لو بقت معه لتأذت ...منه قبل أن تتأذى من غيره ...هذا غير عڈاب ضميره تجاهها من كل ما افتعله بحقها كان يجب أن يحررها من سجنه لتعيش وتعود لحياتها السابقة
أغمض عينيه بسكون وما إن تخيل طيفها يحوم حوله لتقبله حتى نزلت دمعه منه بهدوء ليهمس لها وكأنها موجودة فعلا
-وحشتيني ياعشقي
رفع يده ودعك وجهه بقوة ثم نهض وهو يحمل متعلقاته الشخصية وخرج من مكتبه لا بل من الشركة بأكملها متوجها للمزرعة الخاصة به
يريد أن يذهب ويرمي نفسه بذكرياتها التي تحاوط ذلك المكان بكل زاوية منه
مساء بشقة صغيرة ولكنها جميلة ودافئة ذات تصميم راقي جدا ولكنه بسيط ...
-وبعدين بقى خيلتيني ....قالتها والدة غالية وهي ترى ابنتها تأخذ الصالة ذهابا و إيابا لترد عليها الأخرى
-هما تأخروا كدة ليه ...يكونش وعي بحته كدة ولا كدة ويحيى مخبي عليا عشان كدة لسه ماجابهوش
-بلاش وسواس اتعوذي من الشيطان الرجيم يابنتي
دي مش اول مرة يعني يروح مع أبوه وبعدين ده بېموت فيه أنتي مش شايفة أنه متعلق فيه قد إيه
-وده اللي مخوفني
-ليه خاېفة ياقلب أمك أنتي
-خاېفة ياخده مني ويضغط عليه فيه عشان أرجعله
-وأنتي ليه تخليه يعمل كدة وتوصلو للمرحلة دي
ما ترجعيله وتلمي عيلتك لأن اللي أنا شايفة أنه مستحيل يسيبك لو حتى اضطر يخليكي طول عمرك متعلقه كدة ....
-أنا أرجعله مستحيل
-يابنتي بلاش عناد فكري فيها بالعقل... السنين بتفوت والعمر بيجري وأنا مش دايمالك كتير ...أرجعيله ده بيحبك وبيموت فيكي ...ارجعي خلي ابنكم يكبر معاكم أنتم الاتنين كفاية متمرمط مابينكم
-أنا ويحيى انتهينا ماننفعش نرجع لبعض أنا ماعنديش أدنى استعداد إني اعيش من تاني اللي عشته معه زمان
أم غالية بانزعاج من ابنتها -خليكي بعنادك ده وشوفي هتخسري قد ايه ..جوزك حلو و ألف من تتمناه ومستعدة تتحمل طبايعه اللي مش عجباكي دي ...
ولو أنتي ساندة ظهرك بحبه أحب أقولك بكره يزهق منك ويروح لغيرك ويتجوز ويعمل بيت وعيلة ليه وأنتي خليكي كدة زي بيت الوقف ....
غالية پصدمة فهي لم تفكر بهذا -يتجوز ده ايه ....والله لو عملها مش هبقى على ذمته لو وقف على شعر راسه
-عادي يطلقك وياخد بلال منك وابقي احلمي بشوفته
غالية بضيق -أنت ليه بتقولي كدة.... ليه بتحبي ټحرقي دمي
-أنا بوعيكي ....تقدري تقوليلي لو هو خد ابنه منك تقدري تعملي ايه ....لا عندك لا أب ولا حد... ولا حد ممكن تعتمدي عليه ولو عندك كمان مش هيقدروا يقفوا قصاد نفوذه وخصوصا أخوه الكبير محامي مشهور إيده طايلة يعني لو عملتي فيها إيه ماهتشوفيه لو هو رفض
وقفت غالية وأخذت تعض أناملها پقهر شديد فكلام والدتها محق جدا ...التفتت نحو الباب بلهفه ما إن سمعت صوت الجرس يرتفع
ركضت نحو حجابها وما إن ارتدته بسرعة حتى ركضت نحو الباب لتفتح بابتسامة واسعة ظنا منها
بأن الطارق صغيرها
ولكن خاب ظنها ما إن وجدت جارها الجديد وهو يقول بابتسامة لزجة -السلام عليكم
غالية بضيق حقيقي منه -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...اتفضل في حاجة
-أنا اسف ع الأزعاج بس حبيت أتعرف عليكم
غالية باستنكار -نعم حبيت ايه
مد ايده لها ليصافحها وهو يقول -أنا أحمد ...الباشمهندس أحمد ...حبيت أتعرف عليكم ...الجار للجار برضوا ....وأنا
متابعة القراءة