الافاعي الفصل الثلاثون
بهمة وهو يقول
-وأنا ساعة زمن وهكون عندك
-اتفقنا ...قالتها وهي تغلق الخط لتتفاجئ بوالدتها تكتف يدها أمام صدرها وهي تنظر لها بعدم رضا
-مافيش مرواح لأي حتة
-بس أنا لازم أشوفه
-ليه لازم يعني
-عشان لازم نحط النقاط على الحروف وننهي كل حاجة ....أنا ماينفعش أفضل متعلقه كدة لازم يبعتلي ورقتي بقى ....
داليا بترقب أم -اشمعنى دلوقتي بالذات مصرة ع الورقة أوعي يكون عشان الدكتور اللي باين زي الشمس أنه عينه منك
لتقول بعدم رضا لما سمعته منها
-ليه إن شاء الله هتترهبني وأنا معرفش
ميرال بمسايرة ترفع الضغط -تصدقي دي فكرة حلوة ماكنتش في بالي قبل كدة ....
-اااااخ من بنات سعد هيجننوني ...ما إن قالتها حتى جلست على الكرسي وأخذت تبكي باشتياق لصغيرتها المشاكسة ثم نظرت لميرال وأكملت پبكاء....سيلين وحشتني دي أول مرة تغيب عننا كدة
-ربنا يوفقك بحياتك ويبرد ڼار قلبك ويستر عليكي دنيا وآخرة أنتي وأختك قادر ياكريم ... دعت بها وهي ترفع يدها للأعلى ثم ما إن انتهت حتى قالت بإصرار مع نفسها
أنا لازم أتصرف واخلي شاهين يرجع سيلين بقى بس ازاي معرفش ....بس أكيد في طريقة أدخله منها... معقولة !!!! يكون الطريق اللي بدور عليه ده هو إني أبلغه بكل وساخة سلطان ..
وصلت الى المكان المتفق عليه لتنزل من سيارتها وتذهب إلى حافة المقطم وأخذت تنظر على ما يطل بنظرات شاردة لا روح فيها ولكن الجميل هنا هو أن الهواء عليل وبارد نوعا ما أخذ يداعب خصلاتها بحرية لم تبعده عن وجهها بل تركت نفسها للأجواء وهي تغمض عينيها باستسلام ....للحظة وسوس الشيطان لها فكرة أن تفرد ذراعيها بشكل أفقي و ترخي جسدها بكل ثقله لتهوي به للأسفل لعلى هذا يجعلها تحظى بالسلام الداخلي الذي فقدته منذ شهور
فتحت عينيها بدوار لتجد نفسها مدفونه بأحضان قاتلها ....نعم قاتلها فهي عرفته من عطره المميز ودفئ أحضانه وأنفاسه الحارة التي أحرقت عنقها بها
بلهاثه ...لتجده يقول پخوف وهو يقبل شعرها بلهفة
أبعدته عنها قليلا وهي تقول دون أن تنظر له
-بس أنا معملتش حاجة ...كنت بتفرج بس
ياسين پخوف ممزوج بتملك مهووس -تتفرجي إيه بس... حرام عليكي وقفتي قلبي روحك دي ملكي أنا مش ملكك عشان تفكري تأذيها
ختم كلامه وهو يسند جبهته على خاصته ليسحب أنفاسها منها ليتنفسها هو بعدما امتزجت من قربهم هذا....
-ابعد أنت ما صدقت ولا إيه
رفض البعد وهو يتمسك بها بكل ما لديه من طاقة ليقبل مابين عينيها التي يذوب بهما عشقا وهو يقول -تعرفي إنك وحشاني كل حاجة فيكي وحشاني...
حركت وجهها برفض لتبعدها عنها وما إن نجحت من التحرر منه حتى وهي تقول بضيق
-وحش أما يلهفك أوعي كدة
عاد للوراء و وضع يده على خاصرته وقال وهو يتمعن بعنادها -مش كفاية بعد
ميرال برد قاطع
-لاء مش كفاية ولا عمره هيبقى كفاية
كرمش ياسين وجهه بۏجع قلب وقال بترجي بأن تحن عليه ولو قليلا - مرمر
-ما تقوليش يامرمر ...قالتها وهي ترفع يدها أمامه بتحذير ليسحبها من يدها هذه نحوه وهو يقول
-وماقولكيش ليه وأنا شربت المر منك
ضړبته على صدره بانفعال وهي تقول.. -أنااااا اللي سقيتك المر... فعلا اللي اختشوا ماتوو
-ميرال ارجعيلي والله تعبت لا ليلي بقى ليل ولا نهاري بقى نهار ....والله أنا موجوع أكتر منك
رفعت فمها باستخفاف ثم قالت -أرجع ليك أنت .. ليه ...هو حد مفهمك إني مهزقة وإني ممكن أرضى بالقليل وأقول اللي فات ماټ وحصل خير بعد ما أنداس عليا ...عادي مش كدة ....لو أنت قابلت بنات في حياتك من غير كرامة خلوك تفكر إني منهم دي تبقى مشكلتك مش مشكلتي ....مش ميرال اللي تنسى الأذية
-أيوه بس اللي بيحب بيسامح
-ومين قال إني بحبك بعد كل اللي شفته منك
-أمال اتصلتي فيا ليه وطلبتي تشوفيني لو ماكنش ده شوقك اللي دفعك لده ...صړخ بكلماته هذه بحړقة حتى جعلت نيرانه تتضاعف عندما ردت عليه ببرود
-كلمتك عشان أقولك عايزة ورقة طلاقي توصلني
حرك رأسه بنفي وقال -مش هيحصل
ميرال بقوة -لا هيحصل بلاش تخلينا نقف قصاد بعض بالمحاكم ...
-ميرال أنتي بتحديني فرصة
-واديك ليه وأنت ماتستاهلش
لمعت عينيه بالدموع وقال بخفوت
-اللي مايستاهلش ده أنتي كنتي بټموتي فيه
-كنت !!!! يعني ده كان زمان
-اعترفي إنك لسه بتحبيني
-لا مش بحبك ....ما إن قالتها بعناد وهي تنظر للجهة المعاكسة حتى شهقت عندما وجدته يسحبها من خصرها بقوة ليلصقها به تماما حاولت أن تبعده عنها بانفعال إلا أنه كان كالغراء لايقبل ببعدها عنه وهو يقول -بتحبيني
-لاء ...همست بها وهي تغمض عينيها بۏجع ليبتعد عنها وحاوط وجهها بكفيه وأجبرها أن تنظر الى عينيه ليقول بعدها پغضب وكأنه يرفض التصديق لما سمع
-بصي في عينيا وقوليلي مش بحبك ...يلااا قوليها
-مش بحبك ...قالتها وأبعدت بصرها عنه بسرعة
ضحك پقهر ممزوج بۏجع -ليه مش قادرة تقوليها وأنت بتبصيلي ليه ..عارفة ليه لأنك لسه بتحبيني زي الأول وأكتر بكتير مع إن حكايتنا خلصت بس قلبك ماقدرش ينساني ..
لأن ياسين مهما عمل فيكي ومهما كان قذر بأفعاله مع إللي حواليكي ومهما كانت حقيقته مرة ...بس أنتي بتعشقيه وپتموتي فيه ...قوليهاااا يلااااا ...قوليهاااا أنتي ماتقدريش تعيشي من غيري لأن قلبك ملكي مش كده
يا الله قد سئمت منه حقا... سحبت نفس عميق من عطره الخاص الذي أسكرها ولكنها لم تسمح لنفسها بالضعف مرة أخرى أمامه أبدا رفعت يديها لتمسك وجهه وأخذت تنظر له بقوة جبارة وقالت بجدية نابعة عن قرار من العقل بعدما أغلقت أبواب قلبها
-مش بحبك ....سامع يا ياسين ...مش بحبك
...أنت كنت تجربة في حياتي وخلصت وانتهينا .... ااااانتهينا ....صدقت أو لاء دي الحقيقة ولازم تتقبلها ..و يارب أكون بجوابي ده كسرت غرورك اللي مصدعني بي
أبعد يديها عنه وأخذ يحرك رأسه بنفي وعينيه بدأت تلمع بالدموع مرة أخرى ليقول بصوت مخڼوق بعدما عجز عن ابتلاع لعابه الجاف
-مهما قولتي .... ومهما عملتي ...مش مصدقك ...لأن عنيكي قالت غير اللي سمعته ...بس ماشي ....ماشي زي ما أنتي عايزة لأن مع الأسف أنتي صح ... احنا انتهينا فعلا واللي كسرته أاااانا ....فيك ...لو قضيت عمري كله أصلح فيه ماهيتصلح ولا هيتنسي وكلامي ده مش هينفع بحاجة خلاص مع الأسف دي نهاية حكايتنا
-فعلا هي دي النهاية
وياريت تتقبلها بجد زي ما أنا تقبلتها.. عايزة ورقة طلاقي توصلني بأسرع وقت وخلينا نكتب نهايتنا المرادي بشياكة ...
قالتها بثبات واهي وهي تقف أمامه و تنظر الى عينيه بعذاب لتعود خطوة الى الخلف ثم التفتت وأعطته ظهرها وأخذت تمشي ودموعها بدأت ټخنقها لتصعد سيارتها بهدوء لايمت لها بصلة ثم انطلقت بها لټنفجر بالبكاء بصوت عالي لعل هذا يقلل من حريق فؤادها
قرارها صائب ولكنه مؤلم حتى النخاع ...إمرأة مچروحة خيروها مابين الحب والكبرياء اختارت كرامتها وكبريائها ففعلته حقا لا تغتفر ولا حتى هو يستحق الغفران ...
أما الآخر نزلت دمعة حارة منه وهو ينظر الى أثر غبارها.... ليرفع هاتفه ويرد عليه دون أن ينظر من المتصل ما إن ارتفع رنينه
-الو
-صوتك ماله ....ما إن قالها شاهين حتى رد عليه پاختناق حقيقي وهو يمسح وجهه -مخڼوق ....
شاهين بقلق -في ايه مالك يحيى حصله حاجة
-يحيى نايم بشقتي
-غريبة ...نايم وهو مايعرفش مراته فين
-طلب مني برشام للصداع وأنا أديته منوم من غير ما يعرف كان لازم يرتاح ....أنت ماشفتش حالته بقت ازاي بعد ما طلعنا من عند هجان ...ده اټجنن رسمي عليها ....
-وأنت مالك
صړخ ياسين باڼهيار وكأنه كان ينتظر سؤال أخيه هذا ليخرج ما في داخله -موجوع ....قلبي بيوجعني
شاهين بۏجع لا يقل عن الآخر ولكنه حاول أن يحافظ على ثبات نبرته -حصل ايه معاك
-اللي حصل إننا وصلنا لخط مالوش رجوع ...
بطلبها لورقة طلاقها
-تقدر تردها على ذمتك من تاني
-افهمني أنا ماقدرش أأذيها أكتر من كدة ... أنا بحبها عايزها بس زي قبل عايز حبها لهفتها روحها الحلوة عايز أشوف نظرة الحب منها مش الكره والله تعبت وتعلمت الدرس... ليه مش راضية تسامح وتنسى ليه ...
قطع كلامه وأخذ يبكي بصمت ليقول بعد دقايق
...روح يا شاهين بالله عليك روح وسبني باللي أنا فيه..... ختم كلامه وهو يغلق الخط دون أن ينتظر الرد منه
في المزرعة عند الهجين كان يقف بالجنينه الأمامية وهو يقبض بكل قوته على هاتفه و يقطب جبينه بۏجع على أخيه ...حياتهم انقلبت رأسا على عقب واللعبة نتيجتها كانت سيف ذو حدين.. كلا الطرفين انجرحوا ...وعلى ذلك كله حتى الآن لم يأتيه أي خبر من حودة بالمستجدات التي تحصل بالوكر
خرج من دوامته و نسى همه للحظة وابتسم ببهوت ما إن سمع صوت شقيته يأتي من خلفه وهي تقول
-ما لسه بدري ما كنت غيبلك يومين كمان.. جاي على نفسك كدة ليه ....
استدار لها ليهيم بها وبوقفتها الغاضبة التي تزينها بنظراتها الحاقدة التي يقسم بأن النظر لهما لمرة واحدة فقط في اليوم يكفي أن تكمله بمزاج رايق
-تعالي ....قالها وهو يفتح لها ذراعيه ليجدها تحرك رأسه برفض مغرور وبرغم انها تنظر له بتمني ...
اقترب منها هو ومسكها من عضدها ليسحبها نحوه وهو يحاوطها بقوة بذراعيه ليجدها ذابت داخل أحضانه دون أي مقاومة تذكر
زادت ابتسامته اتساعا ما إن وجدها تمرمغ وجهها بثنايا صدره وهي تستنشقه بإدمان
قبل شاهين صدغها وقال بصدق -وحشتيني
-كداب ...ما إن قالتها وهي ترفع عينيها الغاضبة لتتأوة پألم عندما وجدته قرص شفتيها بقوة متعمدا أن ېؤذيها وهو يقول بحدة طفيفة
-أنتي قولتي ايه
نظرت له سيلين ببراءة لا تمت لها بصلة
-ايه
-بلاش طولة لسان
سيلين بدلال -أيوه بس أنت لو بصحيح كنت أنا وحشاك ماكنتش نمت برا البيت ...
شاهين بتبرير -والله مانمت ...
-ليه في حاجة
-في مصايب بتخر على دماغي
سيلين بتشفي -أحسن ...ماهو كل قوي في اللي أقوى منه... اللي عملته في بابا هيطلع من عينيك وهتشوف
قرص وجنتها بقوة وقال -ما أنا بشوف ياغلاباوية...
ما أنا بشوف أهو
-ربنا يمهل ولا يهمل ...ما إن قالتها حتى ضربها بخفة وهو يقول بضجر مضحك
-ما خلاص بقى كفاية شماتة أنتي ماصدقتي
-أيوه كدة اتعصب بحب استفزك أوي ....وبحب شكلك كدة وخصوصا لما تعقد دي ...قالتها وهي تتلمس مابين حاجبيه لترتخي ملامحه بسرعة من
أثر لمساتها الناعمة
ليقول بخمول وهو يدخل معها للداخل وأخذ يصعد للطابق العلوي -سيلينا حبيبتي جهزيلي الحمام عايز آخد دوش و أنااااام ....مهدود حيلي
أومأت له وأخذت تجهز ما طلب منها بهدوء فهو فعلا يظهر عليه التعب الشديد ....
بعد مرور ساعتين
كان نائما بعمق وهو يحبسها داخل ذراعيه وكلما حاولت الخلاص منه يشدد أكثر عليها لدرجة شعرت بأضلاعها تداخلت ببعضها ...وبرغم ألمها هذا إلا أنها كانت أسعد إنسانة في العالم ....
رفعت يدها وأخذت تمرر أناملها داخل شعره الغزير وهي تنظر الى تفاصيل وجهه بدقه وكأنها تريد رسمه
لتقترب منه دون وعي منها أو حتى تخطيط لذلك
لتطبع شفتيها على فمه دون تقبيل ليقشعر جسدها ما إن غزتها حرارة ثغره
ابتعدت ببطئ وهدوء وهي تريد ألا يكتشف فعلتها الحمقاء هذه فهي أصبحت هذه الأيام تتصرف دون تفكير ....ولكن ما إن ابتعدت حقا عنه حتى وجدته ينظر لها بعينين ذابلة.. لتقول بسرعة
-مش قصدي والله....
-بس أنا قصدي ....قالها إلا أنه توقف ما إن رنين هاتفه ارتفع ...سحبه ليرى من المتصل بكل لهفة ظنا منه بأنه حودة إلا أنه رأى آخر رقم توقع بأنها ستتصل به الآن
ابتعد عن سيلين وخرج من الغرفة بأكملها ليرد ع المتصل والذي لم يكن سوا داليا التي قالت دون مقدمات
-عايزة أشوفك يا بن اللداغ
رد عليها شاهين بحذر -خير !!!
-اللي عايزة اقولهولك مافيهوش خير
-يخص سيلين !
-لاء يخص سلطان وااااااء
ستووووووووووووب