الافاعي

موقع أيام نيوز

ده ....روحي ياغلاتي ربنا يرزقك بحبي عشان أشوفك محروقة بڼاري زي ماحرقتيني بنارك ...وخليتي ليلي نهار ونهاري ليل
قال الأخيرة ثم تخطاها وخرج ظنت لوهلة بأنه خرج من الشقة بأكملها ولكن لم تسمع صوت الباب يفتح أو حتى يغلق
خرجت لتنظر أين هو... لتجده مستلقي بكل أريحية على الأريكة و هو يضع يده السليمة على عينيه لتدخل الى والدتها پغضب وهي تقول
شفتي دعا عليا ازاي وراح نام برا ولا كإنه عمل حاجة
شفت يقلب أمك شفت ....بس أنتي اللي بتكابري ومش عايزة تشوفي كل الحب اللي شايله ليكي 
سامحي يابنتي وعيشي معه
ماما يحيى مش زي ما أنتي متوقعة ...ده مليان ذنوب ومعاصي ماينفعش إني أفتح معه بيت
حاول تصلحي حاله
أصلح إيه والا إيه بس أنتي ماتعرفيش أنا شفت معه ايه ....ده أنا شفت معه العجب ...حتى لو قعدت قصادك دلوقتي عشان أشرحلك اللي عشته وشفته معه مش هلاقي كلام يوصفه ...ااااخ يا أمي ...
ده أنا شفت ضړب وشتيمة وقلة قيمة وحبسسسس بأنواعه وحاجات تشيبك.. خلتني أكبر على عمري ده عمرين ده غير الړعب والجوع ...ده أنا كنت باكل وجبه وحده كل يومين تلاته ....ده ساعات بغيب عن الوعي من جوعي ولما كنت بشوف رغيف ناشف بآكله زي المفجوعة وأبلعه بسرعة عشان مايشوفنيش لأن كرامتي ماتهونش عليا أقوله إني جعانة
كانت تتكلم غالية عن ما عاشته پقهر لم تشعر بدموعها التي غسلت وجهها ولم تلاحظ دموع والدتها التي نزلت پانكسار قلب أم على ماحدث بفلذة كبدها لترمي نفسها بأحضانها ما إن فتحت يدها لها لتحتويها بحنانها
ولكن كان هناك شخص آخر نزلت دموعه معهم وهو ما يزال مستلقي على نفس وضعيته بالصالة فصوتها كان واضح له برغم انخفاضه ...شهقاتها شقت صدره قبل أن ټجرح حنجرتها بها ...أما أنينها ذبحه للوريد
مسح وجهه ثم نهض من مكانه وأخذ يحمل متعلقاته الشخصية وخرج على الفور فهو لم يعد يتحمل سماع صوت بكائها هذا ...غاليته تبكي ....غلات روحه تبكي .... لېحترق هو ب لآلئها ...
دقت الساعة الواحدة صباحا في فيلا الجندي بالتحديد بغرفة ميرال التي خرجت للتو من الحمام وأخذت تجفف شعرها المبلل ثم رمت نفسها بكسل على فراشها فهي مرت بيوم طويل ومتعب حقا
نظرت الى خاتمها الذي يلمع بيدها لتبتسم بحب وهي تقبله لتعض بعدها على شفتيها بحالمية لتزداد ابتسامته اتساعا ما إن وجدت إضاءة هاتفها يعلن على اتصال منه
ياسيني ...قالتها بهمس وهي تغمض عينيها ما إن فتحت الخط ليبتسم الآخر بشړ ثم قال
وحشتيني
وأنت كمان ياحبيبي
لو فعلا أنا حبيبك انزلي
ميرال باستفهام أنزل فين 
أنا تحت قصاد البوابة مستنيكي ...ما إن قالها 
حتى رفضت على الفور لا ماينفعش أنزل خالص
ياسين بغدر عايز أشوفك بس و أقولك على حاجة مهمة و أروح أنام... أنا مانمتش من أول امبارح
ما أنا كنت طول الحفلة معاك ما قولتش ليه اللي كنت عايز تقوله
هو أنا لحقت أشوفك أصلا من الدوشة اللي كنا فيها دي وبعدين كل مخطوبين يطلعوا يتعشوا سوا بعد كتب كتابهم أو يقعدوا ساعة زمن كده مع بعض 
يعبروا فيها عن فرحتهم بارتباطهم ...اليوم ده مميز أوي محبتش ينتهي كده عشان كده رجعتلك تاني
ياسين من غير زعل وعصبية والله بابا مش هيرضى
ليقول بهسيس ماكر ومين قالك ان باباكي هيعرف أصلا ...كلها خمس دقايق أشوفك فيها وأقولك تصبحي على خير بطريقتي وتطلعي تاني أوضتك 
لا من شاف ولا من دري هاااا قولتي ايه
ميرال بقلق أنا خاېفة
مني
لا مش منك طبعا بس
من غير بس ...يا لا انزلي أنا مستنيكي ....قالها وأغلق الخط دون أن يسمع ردها عليه لترمي الهاتف باهمال وأخذت تعض سبابتها بتفكير ماذا يجب أن تفعل
نهضت بعد تفكير دام لثواني وأخذت تغير ثيابها ببنطال جينز أسود بوديل كلاسيكي مريح مع بدي أسود بكم طول ولكن عنق البدي كان واسع للغاية يظهر من خلاله عظام الترقوة بسخاء ....أما شعرها الرطب رفعت خصلاته الأمامية بتوكة صغيرة
ذهبت نحو الباب وفتحته لتخرج رأسها منه وأخذت تراقب الأجواء لتجد الهدوء هو سيد الوضع الآن والظلام يعم الفيلا..... ف الوقت متأخر الآن وبالتأكيد ذهب الجميع للنوم
أخذت تنزل الدرج بخطوات سريعة ولكن دون أن تصدر صوت لتفتح الباب الداخلي لتركض بخفة كالحرامية نحو البوابة الحديدية ولكن ما جعلها تتبطئ بخطواتها هو عندما وجدت الحرس ينهضون 
باستغراب ليتقدم منها أحدهم وهو يقول باستفسار
في حاجة يا هانم
فركت ميرال كفيها ببعضهم بأحراج 
هاااا لاء مافيش ده بس ياسين برا
أوامرك يا هانم هنفتحله البوابة فورا ...ما إن قالها الحارس بعملية حتى رفضت وهي تقول
لاء أنا اللي هطلعله هاخد حاجة منه وأدخل على طول
بس اااء
بس إيه ده أنا هطلع لجوزي مش لحد غريب
خلاص ياهانم اتفضلي ...قالها الحارس بقلة حيلة 
وهو يفتح لها البوابة
خرجت بتردد وهي ټلعن حظها واصرار ياسين على رؤيتها بهذا الليل والوقت المتأخر فهي حقا شعرت بالأحراج من هذا الموقف الذي وضعت فيه لأول مرة
اقتربت منه وطرقت زجاج النافذة لينزله وهو يقول 
بأمر اطلعي يالا
ميرال باستعجال ياسين ماعنديش وقت لازم أرجع بسرعة قبل ما حد ياخد باله إني نزلت
نظر لها ياسين بانزعاج ميرال !!!!!! اطلعي ...أكيد مش هكلمك وأنتي واقفة بالشارع كدة
اعتدلت ميرال بجسدها ثم أخذت تنظر له تارة وتارة أخرى تلتفت و تنظر نحو منزلها..... لتعض شفتها السفلية بتفكير وبحركة طاىشة منها ذهبت إلى الجهة الأخرى وصعدت إلى جانبه بسرعة وما إن استقرت حتى سمعت صوت إغلاق الأبواب إلكترونيا 
لينطلق بها بسرعة نحو المجهول

تم نسخ الرابط