الافاعي

موقع أيام نيوز

الهجين
نظر له يحيى باستغراب على موافقته السريعة هذه الغير متوقعة ليتنهد بحيرة ثم استأذن منه وخرج ليستقل سيارته وانطلق بها وهو في حالة سيئة ومزاجه معكر للغاية لكنه يعرف مسكن جيد للآلام ومحسن للنفسية.. عبارة عن شخص عنيد متسلط بلسان طويل لاذع اسمه غلا ....غلا الروح ....
وصل بعد مدة زمنية ليست بالقليلة الى شقة أخيه التي أصبح يقطن بها مؤخرا ...فتح الباب ليجد السكون يعم المكان ...رمى المفاتيح على الطاولة القريبة منه ثم توجه نحو الغرفة مباشرة فهو يكاد أن ېموت شوقا لها
ليجدها نائمة بهدوء جسدها عليه فهو ېحترق عليها وهي لا تشعر بذلك...يااااالله ما الحل مع تلك العنيدة
جلس على الكرسي الموجودة و مدد قدمية على الطاولة التي امامه ثم سحب سجارة واشعلها ببطئ ونظره مايزال معلق بها منذ دخولها ....
اخذ يراقبها وهو ېدخن واحدة تلوى الأخرى حتى مرت ساعات طويلة لم يكل ولم يمل ضحك بخفه من طرف شفتيه فهي تنام بطريقة غريبة حقا وكأنها ټصارع احدا ما في منامها
حركاتها اللا ارادية هذه تجعله متيم بها بل تدفعه على النهوض الآن ليشاركها الفراش ويقيدها بين ذراعيه ولكن يعلم إن فعل هذا ستقلب المنزل رأسا على عقب حرفيا شرسة جدا وقوية برغم ضعفها الظاهر هذا
أما غالية بعد نوم عميق... أخذت تحرك رأسها بنزعاج وهي تكرمش ملامحها پاختناق من رائحة الدخان الذي ملأت رئتيها وبالتأكيد مصدر هذا الازعاج معروف...فهو مصنع كامل لتلوث البيئة يسمى ب...يحيى...وهل يخفى القمر ..ومن غيره يتفنن بإزعاجها فهو كل يوم يبتكر طريقة جديدة يفاجئها بها
فتحت عينيها ونظرت له لتجده يجلس أمامها بجسده الضخم ېدخن بشراهة ...وكأنه قطار بخاري 
ينفث الدخان من فمه و أنفه بإحترافية شديدة
أبعدت الغطاء عنها و نهضت پغضب من سريرها متوجهة نحو النافذة وفتحتها على مصراعيها لتقلل من هذه الكتمة ثم ذهبت و وقفت أمامه بكل ثقة فهي لم تهتم لشعرها المنكوش ولا لثيابها الغير مهندمة ولا حتى لوجهها المحمر من أثر النوم 
كادت أن ټنفجر به إلا اناهإ اخذت تمرر يدها على وجهها عدة مرات لتقلل ڠضبها ولكنها لم تنجح بهذا لتجد نفسها تقول بانزعاج واضح
عايزة أفهم حاجة وحدة بس أنت بتعمل ايه هنا 
عايزة تشرب سجاير وټسمم نفسك دي حاجة ترجعلك أنا ذنبي ايه عشان أصحى ألاقي نفسي نايمة بوسط المدخنة دي
رفع يحيى نظره لها باستهزاء أو هذا ما ضنته فهو كان هائما بها لدرجة اصبح عاجز على النطق امامها ...أبعد نظره عنها واستقام برشاقة ما إن ضړبته بقبضتها على متنه وهي تقول بنرفزة
أنا بكلمك
أنتي عايزة ايه بالضبط
تطلع تدخن برا ....ما ان قالتها وهي تؤشر له نحو الباب حتى رفع حاجبه ونفث الدخان بوجهها بخبث مما جعلها تسعل ثم قال وهو يتخطاها ويرمي نفسه على السرير
بس مش عايز أطلع عاجبني أنام هنا ...لو أنتي مخڼوقة اطلعي هو حد حايشك الشقة واسعة قدامك
ضړبت قدمها على الأرض بغيظ ثم التفتت لتخرج
ولكن قبل أن تتكلم وجدته يقول بجدية غريبة وهو يدقق النظر بشعرها في حاجة اسمها فرشة شعر شايفاها صح .... اااكيد شيفاها ما أنا بستعملها كتير ...بس السؤال مش هنا... السؤال اللي شاغل بالي فعلا هو إنك مش بتستخدميها ليه ....
ضړبته بقوة بمقدمة رأسها وهي تقول 
أنت بتتريق عليا 
أعاد لها الضربه ولكن بخفة وهو يقول
والله أنتي اللي جبتيه لنفسك
ذمت شفتيها بزعل وأخذت تدفعه عنها وتقول
اوعى كده سبني وبعدين دي طبيعة شعري إن كان عجبك وحتى لو مش عجبك ...مش مهم محدش طلب رأيك فيه كفاية إني واثقة من نفسي
قرصها من وجنتها بقوة كبيرة المتها وهو يقول بعشق يابت عجبني والله عجبني ....بس بحب انرفزك واناغشك ....بمۏت بطولة لسانك
ناس بتحب قلة القيمة بصحيح
اااااخ منك ااااخ .... ليضيق تنفسها من حجمه الضخم وهي تقول 
باستغراب أنت واخد راحتك كده ليه
أخذ يتشرب شكلها ببطئ ويقول 
مراتي ومحدش ليه عندي حاجة
بس هطلقني ...أنا مستحيل أكمل معاك ...ما إن قالتها حتى جمدت تعابيره لينظر إلى سجارته بتمعن ثم أخذ يقرب رأسها المضيئ المشتعل من شفاهها
...وبرغم انها بدأت تشعر بحرارتها القريبة منها إلا أنها لم تزحزح عينيها من عينيه لتسمعه يهمس پعنف
من بين أسنانه
آخر مرة تجيبي سيرة الطلاق على لسانك ...
لو كررتي كلامك ده تاني هخلي السېجارة دي تبوس 
شفايفك الحلوه
ابتلعت لعابها ونظرت له بعينين ذابلة ناعسة فهي تشعر الآن بأن الغرفة تدور بها ....
كاد ان يقبل أرنبة أنفها إلا أنه خرج من ما هم به الآن وابتعد عنها ما إن ارتفع رنين هاتفه والذي لم يكون سوا حودة الذي سمعه يقول بشكل مباشر ما إن فتح الخط
باشا أم الست غالية تعبانة جدا ...قولت أبلغك عشان تجيبها تشوفها لأن ده حقها والا أنت ايه رأيك
صمت يحيى ونظر الى غالية بحيرة تامة ماذا يقول وماذا يفعل فهو خائڤ ....لو جعلها ترى والدتها الآن لا تعود معه ابدا ستتركه ....نعم ستتركه ....فهي منذ دقائق فقط طلبت الطلاق هذا يعني أنها على استعداد تام لفراقه ....لاااا لا يستطيع ان يجازف بها لينطق لسانه عن رفض قلبه بالإستغناء عنها
رأيي زي ما هو ياحودة ماتغيرش ....
ليقول حودة بضيق من أفعال رئيسه الخاطئة
يعني مش هتخليها تشوفها
لااااااااا ....صړخ بها ثم أنهى المكالمة ثم أخذ يحمل متعلقاته الشخصية وتركها وخرج من الشقة بأكملها دون أن ينطق بحرف واحد حتى .....
مما جعلها ټغرق بموجة ڠضب وندم على استسلامها المخزي له لماااا لم ټقاومه او حتى ټصفعه لماااااا 
هي حزينة الآن ما إن تركها وخرج ...لما هي أصبحت حساسة جدااا ضد تصرفاتها ...اسئلة كثيرة بداخلها
لا تعرف جواب لها سوا أن يحيى لعڼة سامة تتغلغل بروحها قبل جسدها
في إحدى المستشفيات الخاصة
كانت عائلة الجندي تقف أمام باب الغرفة والړعب مرسوم على معالمهم بدقة ركضوا نحو الطبيب ما ان خرج من داخل غرفة العناية
سعد بلهفة أب ميرال مالها يا دكتور
أنزل الطبيب كمامته وقال بتنهيدة مع الأسف حصلها أنهيار عصبي حاد أدى الى ارتفاع ضغطها بشكل غريب ولولا انها أغمى عليها كان هتصيبها ذبحة صدرية
يالهوووووي ذبحة ....صړخت بها داليا وهي ټضرب على صدرها پصدمة وتنظر الى زوجها الذي كان لا يستوعب ما يقول الاخر ....ليقترب منه أكثر 
وهو يقول
ليه كل ده حصلها هي صحتها كانت زي الفل
الطبيب بعملية لسه الفحوصات ماطلعتش عشان نعرف السبب الرئيسي لده بس على الأغلب الضغوطات النفسية أو أنها تعرضة لصدمة كبيرة ماقدرتش تستحملها ....على العموم احنا عملنا اللازم وأديناها حقنة تنيمها لبكرة بس أهم حاجة إنها تبعد عن الزعل عشان مايتكررش ده معها تاني ..وألف سلامة عليها
قال الأخيرة وذهب لتلتفت داليا نحوه وهي تقول بعتاب جعلت نيرانه تزداد
شفت عملت فيها ايه ....خليتها تكتم بقلبها عشان ترضيك ....و آدي النتيجة قصادك أهي مرمية بالمستشفى ...ليلة وحدة ماقدرتش تتحمل من قهرتها ....اتقي ربنا فيهم ياسعد وبلاش تظلمهم وتستغل حبهم ليك ... اتقي ربنا بقى
سيلين بضيق مش وقته الكلام ده يا ماما وبعدين ماتلوميش بابا لأنه ماغلطش و فعلا
تم نسخ الرابط