الافاعي
بكف قوي جعلها تبتلع كلماتها المتبقية رفعت يدها ببطئ و وضعتها على وجنتها اليسرى وهي لا تصدق فعلته معها ولكن ما زاد الأمر سوء هو عندما سحبها من رسغها وأخذ يهزها بانفعال وهو يقول پغضب أسود وتوعد
مش أنا اللي يتقالي الكلام ده ...مش أنا اللي وحدة ست تطول لسانها عليه ...سامعة .....بقولك ساااامعة انطقي !!!!!!
شاطرة ...قالها بإطراء مخيف وهو يمسك فكها بيده الأخرى وأخذ يحركه يمينا وشمالا وما إن دفعها بعيدا عنه پعنف حتى تركها وخرج من المكتب
رجفت شفتيها پصدمة من كل ما حدث معها دخلت إلى المرحاض الملحق في مكتبها بخطوات متعثرة وأخذت تغسل وجهها بيدين تنتفض وكأن مرض الرعاش قد أصاب كل عضلة فيها من هول الموقف
عند هنا وجن چنونها وكأنها الآن استوعبت ماحدث لها ...سحبت المنشفة وجففت وجهها ثم خرجت من مكتبها لا بل خرجت من القسم كله متوجهة الى مكتبه بآخر طابق ...وهي تفكر كيف تجرأ على ضربها
وصلت الى هدفها واستغلت عدم وجود السكرتير لتفتح الاباب على الفور دون استأذان لتجده يقف بالمنتصف يتكلم بالهاتف ويعطيها ظهره...لم تنتظر انتهاء مكالمته او حتى معاتبته ...ف السن بالسن والعين بالعين والبادي اظلم ...
ذهبت نحوه بسرعة وسحبته من ذراعه وما إن الټفت باستغراب حتى وجد كفها الصغير يستقر بكل قوتها على وجنته ... ليتجمد الاخر بمكانه كالذي انكب عليه دلو من الماء المثلج في فصل الشتاء ....
سحبت يدها منه پعنف ثم رفعت سبابتها بوجهه وهي تصرخ به بانفعال اوعى كده بقولك ...والله ثم والله لو رفعت ايدك عليا مرة تاني لقطعهالك وأدفنك بمكانك فاهم ....
ابتعد عنها وسند جبينه على خاصتاه وهو يقول
بلهاث بحبك
حبك برص ياقليل الأدب والله أنا رايحة أقول ل بابا على عمايلك دي ...قالتها پغضب وبنبرة تهدد بالبكاء من فعلته الوقحة معها ...
اخذ يضحك عليها من كل قلبه فهي تتذمر كالأطفال
ولكن سرعان ما تلاشت ملامحه .. لحظة ...هل ميرال ذهبت الان تركض لمكتب والدها حقا
نظر سعد الى ياسين بستغراب ممزوح بشك وقال لها
هو في ايه يا حبيبتي مالك مين اللي زعلك بالشكل ده
ياسين ..قالتها پبكاء لتجد الاخر يقاطعها وهو يقول
ماكنش قصدي يا آنسة أنا بس حبيت أهزر معاك
سعد بضيق هو في إيه مالها ميرال يا ياسين باشا
ياسين بكذب حبيت أعرف غلاوتك عندها بس فقولتلها باباكي تعب من باب الهزار يعني وقبل ما أوضح ليها إني بهزر لقيتها جريت على هينا وهي بټعيط
رفع وجهها بين يديه وهو يقول بعشق خاص بها حبيبة ابوها ياناس ...خلاص يقلبي أنا قدامك
أهو وصحتي زي البومب
نظرت ميرال بضيق ل ياسين ثم التفتت نحو والدها مرة أخرى وقالت قول لشريكك مايهزرش معايا تاني
ياسين بتدخل سريع قبل أن يرد الآخر عليها
خلاص ياستي أنا آسف....حقك عليا
أسفك مرفوض
نظر لها سعد بعتاب ميرال مش كده ...هو أنتي من امتى كنت قليلة ذوق مع حد
ميرال پاختناق وهي تمسح دموعها أنا قليلة ذوق مع اللي يستاهله ...من بعد إذنك يابابا انا هستأذن أرجع البيت
سعد بقبول ماشي يقلبي تعالي أوصلك البيت
لاء مافيش داعي هخلي السواق يوصلني
طيب يا حبيبتي خدي بالك من نفسك
كان ياسين يقف بعيدا عنهم ويراقبهم بتمعن ...وما إن تركتهم وخرجت حتى كاد أن يلحق بها ولكن سعد أوقفه وهو يقول بجدية وغيرة
سيب ميرال بحالها وماتقربش منها تاني
تنهد بصبر وقال بتصنع كنت بهزر معاها مش أكتر
قطب جبينه وقال أنا مش صغير عشان أصدق اللي قولته من شوية
بس ده فعلا اللي حصل وبصراحة تفاجئت من ردة
فعلها ...هي مش صغيرة عشان تيجي وتجري عليك
بالشكل ده ...دي عندها ٢٨ سنة
ليرد عليه سعد بغيرة أب مركز في عمرها كده ليه وبعدين أنا ربيتهم كده ...حياتي عبارة عنهم وحياتهم عبارة عني ...وياريت تكون حذر بتعاملك مع ميرال بعد كده ولو نهيت أي تعامل مابينكم يكون أحسن ... لأنها حساسة جدا فوق ماتتصور زي ما أنت شايف كده وأنا مش بستحمل عليها الهوا مش بقى زعلها ودموعها اللي اغلى من حياتي
علاقتك ببناتك غريبة ...مش شايف إن خۏفك عليهم مبالغ فيه وتعلقهم فيك بالطريقة دي شئ أغرب
ماحلتيش غيرهم ولا أغلى منهم عشان أخاف عليهم
وليل ونهار بدعي إن ربنا يبعد عنهم ولاد الناس اللي عايزة تخطفهم مني وتبعدهم عن حضڼي ...قالها سعد بغيرة صريحة فهو لاحظ محاولات ياسين الممېته للاقتراب من ابنته الكبيرة
لوى ياسين فمه وقال بضجر قبل أن يتركه ويخرج
ربنا يتقبل منك ...ويخليهملك
حياة سعد بناته ....وحياة بناته هو ....معادلة متبادلة لا يفهمها ولا يقدرها إلا القليل
مساء في فيلا الجندي
فتح الباب ودخل بتعب وجهد جسدي بعد يوم عمل طويل و حافل ....نظر حوله بستغراب ف المكان نظيف جدا وهادئ جدا والإضاءة قليلة تكاد أن تكون معډومة
نظر الى ساعة يده ليجد أن الوقت مايزال باكرا على النوم ....تنهد وذهب نحو السلم ليصعد ولكن قبل ان يصل لفت انتباهه ضوء المطبخ مضاء هذا يعني بأن معشوقته هناك
أخذته قدميه نحو المطبخ ليبتسم بحب حقيقي وهو يسند نفسه على إطار الباب ما إن رأها تتنقل بين الرفوف تنظفها ...ولكن ما لفت انتباهه وجعله يقطب جبينه باستغراب هو تأفؤفها العالي وضجرها الواضح وهي تتوجه للمغسل وأخذت تجلي الأطباق بطريقة
وكأنها ټنتقم منهم
اما داليا كانت حالتها حالة شعرها مرفوع بإحكام على شكل كعكة ...ثيابها واسعة أو دعنا نقول بإن هذه ثياب ترتديها وقت حملة التنظيف فقط
أخذت تغسل الأطباق وتلمعها وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة وكأنها تحاول أن تخرج كل ما بداخلها بهم ....كانت في عالم آخر حقا لم تشعر بذلك الذي أخذ يراقبها ولا حتى شعرت.. عندما بدأ يقترب منها
ماله حبيبي زعلان من إيه ...وما إن همس بكلماته هذه وهو يحاوط خصرها من الخلف وډفن رأسه بعنقها حتى شهقت پخوف وهي تقول بعتاب
حرام عليك يا سعد وقفت قلبي
سلامة قلبك يقلبي أنتي ...مالك مين اللي مدايقك ومزعلك عشان جيتي تطلعي غيظك بالأطباق المساكين دول
رمت ما بيدها والتفتت له وقالت
انت اللي مدايقني
اناااا ...ليه عملتلك إيه
أبعدت نظرها عنه بزعل وقالت
ماهو المصېبة ماعملتليش حاجة...من يوم ما رجعنا وانت مطلعني من حسباتك خالص...كل حاجة بتفكر فيها وبتعملها ألف حساب وكتاب إلا انا ...
خلاص يا حبيبتي حقك عليا أنا فعلا مقصر معاكي
داليا
بعدم اقتناع أيوة يعني دلوقتي إيه ...أعمل فيهم إيه الكلمتين دول ...
مرر كفه على وجهه بأرهاق وقال
طب قولي عايزاني أعمل إيه وأنا أعمله ...
بصراحة أنا تعبت وعايزة شغالة تساعدني في شغل البيت
نظر لها سعد برفض لهذا الطلب وقال
أجيب شغالة ليه إن شاء الله ...والبيت في ست وبنتين ...وكل وحدة فيهم تقدر تفتح بيت لحالها
ولا هو بطر وخلاص
بنات ايه بس ....ده وقت الشغل الكل بيهرب ...
ميرال برا البيت طول اليوم ولو رجعت بتكون تعبانة و سيلين تكون زي الحصان الرهوان وهووووب وقت الشغل ألاقيها جالها مغص فظيع وبتجري تستخبى بأوضتها
ضحك بحب على ذكرها وهو يقول إيه ده هي العفريتة لسه بتهرب من شغل البيت ده أنا قولت انها كبرت وعقلت شوية ...
سيبك من ده كله ...وقولي هتعملي اللي أنا عايزاه
زفر أنفاسه بقوة وقال داليا أنتي عرفاني مش بحب حكاية الشغالين دي ولا بستنظفهم ...ومش بستطعم الأكل إلا من ايدك ولا نفسي تتفتح إلا لما أشوفك أنتي والبنات بترتبو السفرة مع بعض
ولا بقدر ألبس هدمة عليا لو ماكنتيش انت اللي غسلاها وكوياها بيدك ليا...أنا بحب اهتمامك بيا
ليه عايزة تحرميني منه
حاوطت عنقه بذراعيها وأخذت تقول بتوضيح
أحرمك ايه بس دي أحلى لحظات حياتي وأنا بخدمك فيها ...ده أنا مستحيل أسمح بيوم حد يعملك حاجة غيري ....بس أنا عايزة شغالة تساعدني بتلميع الفيلا بغسل الأطباق ...ياحبيبي افهمني العيشة هنا غير الشقة اللي كنا عايشين فيها
المكان كبير وفي نجف كتير وتحف وحاجات كتير أوي محتاجة مسح كل يوم وتلميع وأنا لحد ما أخلص ده كله يبقى يومي خلص ...
وبعدين مافيهاش حاجة يعني لما تشتري راحتي وأنت الحمدلله مقتدر وقادر إنك توفره
...هااااا قولت ايه ....وافق عشان خاطر دودو بتاعتك ...ولا أنا ماليش خاطر عندك
الأمر لله ....موافق ....بس بشرط تعامليها بما يرضي الله و تكون بس للتنظيف ...حاجتي وحاجة البنات ماتجيش جنبها والأكل محدش يعمله غيرك
داليا بفرحة كبيرة وأنا موافقة ...روح يا سعد ربنا يريحك زي ما هتريحني من الهم ده
طب هاتي ده وروحي رتبي الباقي عشان نخلص بسرعة ولا هنقضي اليوم كله هنا ....قالها وهو يفتح لها ربطة المريول من خلف ظهرها ثم جعلها تنتزعها ليرتديها هو ثم أبعدها قليلا ليتولى هو الغسل عنها
لا ماينفعش أنت كمان تعبان هات عنك
تعبي بيروح لما بشوفك بس ياست بيتي ...قالها وهو يضع رغوة سائل الغسيل على وجنتها و وجهها لتضحك من مشاكسته لها ...
سعد بتساؤل البنات فين مش معقوله يسيبوكي كده
تنهدت داليا بحيرة والله ما عارفة مالهم النهاردة راجعين قالبين وشهم وعدل ع أوضهم دول حتى لا تغدوا ولا تعشوا وأنا من خنقتي لوحدي قولت أعمل حملة تنظيف
سعد بشرود ماعرفتيش مالهم
داليا بجهل لا والله ...كل ما اسألهم بيردو بحاجات تافهة ماتخشش بعقل طفل
سعد بقلق نخلص وأطلع أشوف حكايتهم إيه
لا خليها لبكره سيبهم ياخدو مساحتهم ...مش عايزين نخنقهم بخوفنا عليهم
طب هيجيني نوم ازاي وهما كده لازم أفهم مالهم
سيبلي حكاية النوم ده عليا أنا ....قالتها بشقاوة وهي تقف الى جانبه بعدما قبلته بعمق من وجنته بقوة ثم أخذت ترتب الأطباق النظيفة بمكانها الخاص
وما أن انتهوا حتى احتضنها من كتفها وأخذ يصعد الدرج معها ليجدها تقول بمغزى طب إيه ...أكيد بعني المساعدة دي مش لله ...عايز قصادها حاجة صح اعترف ...اعترف
كنت هاااا كنت ناوي آخد حاجة بس بعد اليوم ده ...
من الشركة للمطبخ..... ده أنا أبقى جدع أوووووي لو عرفت أقلع القميص حتى ...أنا آخري دلوقتي أقولك تصبحي على خير ....قال الأخيرة وهو يريد أن يدخل غرفتهم بهروب منها ولكن منعته ما إن أمسكته من ذراعه
والله أبدا لازم أكافئك بعد تعبك معايا ...واذا كان ع القميص أنا هتولى المهمة دي ...قالت الأخيرة وضحكت ما إن وجدته ينفجر بالضحك عليها
ليجرها من رأسها نحوه ويقبل جبهتها وهو يقول
بحبك يادودو
وأنا كمان بحبك يا سقف بيتي وفرحة عمري ...
بس بردو مش هسيبك ...تعالى بس ...الليلة يعني الليلة ياعمدة افهمها بقى ...قالتها وهي تسحبه معها للداخل ثم أغلقت الباب خلفهم
ستوووووب