الافاعي

موقع أيام نيوز

...تخجل من نفسها من رغبتها هذه ولكن عليها أن تكون صريحة مع ذاتها ...ياسين يروق لها حقا ...
عمرها الآن 28 سنة ولكن ماتشعر به الآن يثبت بإن روحها ماتزال مراهقة ...إصراره عليها يشعرها بأنوثتها وبأنها مرغوبه جدا ...
سرحانة في إيه ...ما ان قالتها داليا وهي تجلس إلى جوارها حتى شهقت ميرال بصوت عالي وكأن والدتها كشفت كل أسرارها ومشاعرها وماكانت تفكر فيه مما جعل داليا تنصدم من رد فعل إبنتها لترفع يدها وأخذت تمسح على رأسها بحب وهي تقول
بسم الله عليك ...مالك ياحبيبتي
ميرال بتوتر 
مافيش بس ماخدتش بالي لما ډخلتي عليا عشان كده خفت مش أكتر
نظرت لها داليا وقالت
وضعك مش عاجبني 
ميرال بإستغراب
ليه أنا عملت إيه 
لتقول داليا بحيرة
ماعملتيش بس سرحانة طول الوقت ومش معانا ودايما قاعدة لوحدك ...مالك ياحبيبتي
مافيش ...قالتها وهي تنحني بجذعها العلوي لتضع رأسها بأحضان والدتها ...لتبتسم داليا على فعلتها هذه وأخذت تداعب خصلاتها بحنية وبعد مدة لم تتعدى الثلاث دقايق ...قالت بخفوت لإبنتها وهي تراقب ردة فعلها
الحب حلو مش كده
كلماتها البسيطة هذه جعلت ميرال تنهض بفزع وهي تقول پخوف
حب إيه ده ...قصدك إيه
زوت مابين عينيها وقالت بإستغراب 
مالك خفتي كده ليه
ميرال بلامبالاة مصطنعة
وهخاف من إيه يعني
معرفش أنا اللي بسألك ...ما إن قالتها حتى إلتفتت لها ميرال وقالت بضيق من نفسها ومن ما حولها
ماما
ياقلب أمك ...تعالي ...قالتها وهي تسحبها إليها لتعيدها إلى أحضانها وأخذت مرة أخرى تلعب بخصلاتها ...
الحب حلو ياميرال وحلو أوي كمان بس لو كان في النور ...اللي يحبك ييجي يكلم باباكي مش يكلمك إنتي ولا يقرب منك إنتي ...
نظرت لها ميرال بشك
إنت شكلك تعرفي حاجة 
أومأت لها بنعم وقالت
شفته من بعيد لما جا عندك وكلمك جنب البسين وكان باين أوي أنه معجب بيكى
ميرال بإستفسار
و رأيك إيه في اللي شفتيه
تنهدت الأخرى وقالت
رأيي إنك تحطي ليه حد ...لأنه شكله كده واخد راحته معاك خالص وكان قاعد قريب منك أوي وده غلط ...ياسين باين عليه مش سهل وكل حركة هو بيعملها بيكون عارف هو بيعمل إيه وإنت مش هتعرفي تقفي قصاده
سحبت نفس عميق وهي تقول بإختناق
مش فاهمة عايزة توصليلي إيه 
إنتي وهو معادلة غير متكافئة ...هو ذكي جدا وعنده دهاء يقدر يلف دماغك بكلمتين بس... والدليل سرحانك اللي من شوية ده
ميرال برفض وضيق لما سمعت
أنا مش غبية وعارفة اللي قصادي عايز إيه
داليا بهدوء
ياحبيبتي إنتي ذكية جدا بس نقية وماعندكيش خبرة والبنت بتكون ضعيفة وحساسة قصاد نظرة ولا كلمة حب.. فعشان كده إبعدي عنه وبلاش شغلك مع باباكي ده لإنك هتكوني قريبة من التاني و زي مابيقوله الباب اللي يجي منه الريح نسده ونستريح
ميرال بإستنكار
ياماما أنا مش صغيرة وبعرف أوقف اللي قصادي عند حده لو دايقني ياريت تثقي فيا
أنا بثق فيك بس
ميرال بمقاطعة
مافيش بس ...وإتأكدي إني عمري ماهخذل بابا ولا هخون ثقتكم بيا
وأنا متأكدة من ده ...ولو هو جد معاك هتلاقيه كلم باباكي عنك وطلبك منه ولو كان نيته لعب وقتها هتلاقيه زهق من صدك ليه وبعد من نفسه وراح يدور على غيرك
رفعت ميرال أنفها بمكابرة وأخذت تقول بعدم إهتمام كاذب 
ياماما إنتي بتقولي إيه أنا في الحالتين مش عايزة سواء كان جد أو لاء ...مين ده أصلا عشان أقعد وأستنى هو نيته إيه معايا
لتقول داليا بتمنى أن تكون صادقة بما قالت 
ربنا يقدملك اللي فيه الخير ويبعد عنك شړ الناس 
إنت وأختك يارب
آمين
أنا جعانة يابشر .....يامامي ...انت فين ..كانت تنادي بصوت عالي وهي تنزل الدرج لتتوقف أمامهم وتكتف يدها وأخذت تنظر لهم بنظرات متفحصة وهي تسألهم
... إيه الأجتماع المغلق ده ...
لترد عليها داليا
ولا اجتماع ولا حاجة وقوليلي إيه الغاغة اللي عملاها دي
جعانة ...ما إن قالتها سيلين وهي تمسك بطنها حتى 
نظرت داليا بإبتسامة نحو زوجها الذي أخذ ينزل وهو يقول 
بنوتي الحلوة مالها مين اللي مزعلها
سيلين بدلع وبكاء مصطنع وهي تذهب نحوه تستعطفه بعينيها جعااانه ياناس ...الرحمة
كاد أن يتكلم سعد إلا أن داليا غمزت له بمعنى انتظر وأخذت تقول بلا مبالاة مصطنعة
المطبخ قدامك أهو إعملي اللي يعجبك هو حد حايشك
هو أنا هستحمل لحد ما أطبخ ...بقولكم جعانة ...يرضيك يابابي الكلام ده ...قالتها وهي تمسكه من ذراعه ليقرص وجنتها وهو يقول
حبيبة قلب باباها عايزة إيه ...
سيلين بشقاوة
بيتزا إيطالية سخنة وجبنة سايحة عليها كده إمممم بذمتك ماجعتش إنت كمان ع السيرة
ضحكت ميرال عليها فهي تعرف ماذا تريد ..لينظر لها سعد بغيظ وهو يسألها
ودي طبعا عايزة تطلبيها من المطعم مش كده
أومأت له بنعم وهي تقول
أيوة
ضربها على رأسها بخفة وهو يقول جتك أواه ... إحنا قولنا إيه في آخر مرة ...
أخذت سيلين تدلك رأسها بضيق وهي تقول برفض
إحنا ماقلناش حاجة هااا
بقى كده ....ما إن قالها بحدة حتى ذمت شفتيها واخذت تقول بدلال لتجعله يوافق
يا بابي نفسي رايحالها هتستكترها عليا ...ده أنا حتى اللي هدفع
رفع حاجبه وقال
بجد ...وهتاخدي فلوس منين عشان تدفعي
سيلين بصراحة
من جيبك طبعا يابابي
عض سبابته وسحبها نحوه كالحرامي من ثيابها وهو يقول
أعمل فيكى إيه مابتسمعيش الكلام ليه زي أختك
سيلين بتوضيح لذيذ يعشقه والدها يابابي مش كل حاجة هتكون زي ما إحنا عايزين لازم تكون نص ونص ...نص عاقل وهادي وراكز زي ميرال والنص التاني مچنون زيي ...الدنيا مابتديش كل حاجة حلوة ولا إيه ...مش ده كلامك
سعد وعينيه تلمع بعشق أبوي
والله ثم والله ربنا أداني أحلى حاجة في الدنيا لما رزقني ببنوتة زيك كده ...
لتقول سيلين وهي تحاول إستغلال هذه الفرصة 
وبمناسبة الكلام الحلو ده مش هتطلبلي أكل
سعد برفض قاطع وصريح
لاء
بردو ...قالتها وهي تلوي شفتيها بزعل إلا أن سعد هذه المرة لم يخضع لنظراتها المتوسلة وأصر عليها أن تدخل المطبخ وتطهي بنفسها لهم هذه الليلة ...عند قراره هذا أخذت ټضرب قدمها على الأرض برفض لهذا الظلم من وجهة نظرها إلا أنها رضخت في الآخر وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة لتذهب معها ميرال لتساعدها وهي تضحك عليها
ليجلس سعد على الأريكة بعدما ذهبوا وهو يضحك عليهم ...نظر إلى زوجته التي كانت تجلس بعيده عنه 
ليضرب بيده على المكان الذي بجانبه بخفة بمعنى تعالي إلى جانبي وبالفعل ما إن فعلها حتى ذهبت داليا له ودون مقدمات أدخلت نفسها بأحضانه مستغلة عدم وجود الفتيات لينظر لها سعد بحب ثم أخذ يقول بمشاكسة
شكل حضڼي وحشك أوي
داليا وهي ټدفن نفسها فيه أكثر وتقول
أوي أوي ...أنت بتقول فيها
سند ذقنه على أعلى رأسها وقال بأسف
مقصر أنا بإهتمامي صح
داليا بتفهم
أنا عذراك ياحبيبي ربنا يعينك مشاغلك مش شوية
حاوطها بذراعيه بقوة ثم أخذ يقبل جبينها وهو يقول
إستحمليني الفترة دي لغاية ما أرتب أموري وأستقر ...
والله الشغل فوق راسي ...ده حتى لسه في حفلة بعد بكرة إتورطت فيها ولازم اروحها
إبتعدت عنه وقالت
هتاخدنا معاك ...صح 
إعتدل بجسده وقال
بصراحة مش حابب إنكم تيجوا
بس سيلين متحمسة لما عرفت وهي قاعدة بتفكر هتلبس إيه ...وميرال كمان عاملة حسابها تحضر معاك بصفتها مديرة قسم الحسابات
سعد بضيق
مين اللي قال لهم أصلا
أنا ...وما إن نظر لها بعتاب حتى أكملت ...والله أنا أتكلمت عادي فهما فهموها إني ببلغهم عشان يجهزوا نفسهم ...وبعدين فيها إيه لما نروح كلنا مع بعض اللي فهمته إن الحفلة محترمة
وبعدين ياحبيبي بيني وبينك ...البنات كبروا سيبهم يشوفو الناس والناس تشوفهم بلاش الكتمة دي مش يمكن نصيب وحده منهم يتفتح وربنا يبعتلها إبن الحلال ونفرح بيها
كلامها كان كالصاعقة لزوجها الذي فتح عينيه وقال پصدمة
نفرح بإيه ...لاطبعا بعد الشړ ...ده أنا اللي يفرحني بجد هو إني أشوف بناتي قاعدين حواليه كده وماليين عليا البيت وأشبع منهم
بعد الشړ هو الجواز بعد الشړ ياسعد ...ما إن قالتها وهي تفتح فمها بذهول حتى أكد الآخر على ذلك
طبعا شړ طالما هيبعدهم عني إنت بتقولي إيه 
..مافيش جواز على الأقل من هنا لعشر سنين و الحكاية دي يا هانم تشليها من دماغك وأوعي تفتحيها قدام وحده منهم بلاش تزرعي الكلام ده بدماغهم وتفتحي عنيهم على الحاجات دي من دلوقتي ..
عشر سنين يا سعد ...أنت بتتكلم جد عايز بناتنا يبقوا عوانس
سعد بفرحة وتمني
ده هيبقا يوم المنى
داليا بعدم تحمل
لاااااا أنا هقوم أساعدهم أحسن من ضغطي يترفع أكتر من كده
نظر سعد الى أثرها وهو يقول بضجر مضحك
ده أنا ضغطي اللي إترفع ...قال جواز قال بقا أنا أكبر وأدلع وأسهر على مرضهم وأخاف عليهم من الهوا عشان في الآخر اديهم لواحد منعرفش قرعة أبوه منين
تصدق معاك حقك منطق بردو ههههههههه 
بعد منتصف الليل في الوكر
عند غالية كانت تجلس عند الشباك تراقب هذه المنطقة الغريبة بفضول ...كل شئ هنا مختلف ...أطفال متسخين بثياب قديمة متآكلة وكأنهم شحاتين وشباب نور الرحمة مسروق من وجههم تعابيرهم كالمجرمين تماما ...
الشيء الغريب الذي لاحظته أثناء مراقبتها طول النهار بأنها لم ترى أي فتاة هنا أو حتى سيدة عجوز ...كان اليوم هادئ جدا... اصوات قليلة.. حركة تكاد أن تكون معډومة
ولكن ما إن غابت الشمس حتى بدأت الرجال بالظهور كالنمل ...نعم فقط رجال ...لحظة ....لحظة ..لقد لفتت نظرها إمرأة كانت تقف في شرفة العمارة التي تقع أمامها وما إن ركزت بنظرها عليها حتى وجدتها تغمز لأحد من الشباب خلسة ثم أخذت تؤشر له لكي يصعد لها وبالفعل تسلل لها... لينزل بعد ساعة من الزمن وهو يغلق أزرار قميصه ثم ذهب بعيدا..
انتفضت من مكانها وهي تقول بقرف من مافهمت 
اعوذ بالله ... أستغفر الله العظيم يارب ...
أخذت تنظر حولها بإختناق إلى أركان هذه الشقة المظلمة فهو منعها من إضاءة النور لكي لايعرف أحد بوجودها هنا... 
.يالله ماهذا العڈاب ...أين هي الآن ...هل ماتزال داخل مصر ...أم سافر بها الى أرض الفساد
أخذت تفكر أين هو الآن زوجها المبجل فهو ما إن ضربها في الصباح حتى خرج ولم يأتي لحتى الآن ..إنسان غير مسؤول تركها وخرج وفي المطبخ لايوجد طعام تكاد أن تفقد وعيها من الجوع فهي لم تأكل منذ عقد قرانها أي من ليلة أمس
وقفت بسرعة متأهبة ما إن سمعت صوت قفل الباب يفتح لتجده يدخل وهو يحمل أكياس كثيرة بيده ليضعها على الأرض بعدما أغلق الباب خلفه ليضغط بعدها على زر الاضاءة لينتشر النور بالمكان
إلتفت بجسده ليقف برهة عندما وجدها تقف بمنتصف الصالة تنظر لها بكره واضح استفزته به ليقول بأمر ممزوج بعجرفة وكأنها خادمته حقا
تعالي شيلي الحاجات دي وجهزي العشا لغاية ما آخد حمام ...يلاااا إتحركي.. مبلمة كده ليه
دون أن ترد عليه تقدمت وحملت الأكياس عن الأرض وذهبت بها إلى المطبخ لتجد بإنه قد أحضر طعام جاهز معه
تم نسخ الرابط