فراشه في جزيرة الدهب

موقع أيام نيوز

بالمثل اللي بيقولك لا تبقى طري تتشكل ولا ناشف تتكسر
يعني ايه
يعني خليكي لونه ماتقفيلهاش على الواحدة فتعرف انك ند ليها لازم ولابد تكسره عشان هي تستمر ولا تبقي طوع وسهله فتتاكلي وتبقي هلهولة ومركونه...لأ...الست لازم تكون شخصيه عشان يبقى لها طعم وعازه إيشحال بقا لو كانت ملكة! المهم ټضربي وتلاقي لحد ما تعملي لنفسك ارضيه صلبه تقفي عليها ويبقى ليكي شعبيه ساعتها لا أنجا ولا مليون واحد أو واحده هيقدروا يقفوا قدامك.
سرحت رنا تفكر في حديث وفاء لكن عادت تقول
بس...لا لا...أنا بخاف..بخاف منهم.
زمت وفاء شفتيها تفكر ثواني ثم قالت
أنا بيتهيألي انك محتاجة تشوفي حد متخصص تتكلمي معاه يدلك ازاي تحلي نفسيتك دي بس الموضوع هيطول فانتي تكسبي وقت يعني بلغيهم انك موافقه وكده كده جواز ملك فهياخد وقت و ورق وتحضيرات.
شردت رنا من جديد تفكر هل هي بالأساس تريده أم لا بينما هتفت وفاء
مش هتحكي لنا بقا عرفتيه ازاي وبعدين السفريه بتاعت الشركه ايه حصل فيها ...هو صحيح الموضوع اتكتم عليه جامد بس احيانا كده كام حد بينكشوا فيه لكن من ورا منه الكل خاېف منها.
خليهم يفضلوا خايفين عشان تركب وتدلدل ونزلهم طول ماهم ساكتين أنا خلاص الشغل في الشركه دي مابقاش لازمني
اه طبعا ما الي علي علي...قولي بقااا ايه الي حصل معاكي.
صمتت رنا لثواني ثم بدأت تقص على مسامعهما قصتها العجيبه.
خرجت من البيت على استعجال متجهه ناحية الورشه فتنبيه وفاء لها بأن تدير بالها على زوجها بالتأكيد خلفه خطب ما فوفاء نبيهه وحسيسه حتى لو لم تفصح عن سبب حديثها.
لذا تعجلت في الذهاب وما إن وصلت حتى التقطت سبب كلام وفاء
فقد كانت رشا تقف لجوار زيدان بجانب ماكينة تقطيع الخشب تحدثه وهو منهمك في العمل يتجنب الرد المستمر عليها بعدما طلب منها للمرة العشرون ان تعود للبيت محاولا تذكيرها ان هذا المكان لعمل الرجال فقط ولا يصح ان تقف ابنة عمه هكذا أمام العمال لكنها لم تنصاع لكلامه و وقفت تحاول فتح أي سبيل للحديث معه.
لتدخل حوريه وقد علمت ان كل سبل الذوق لن تجدي نفعا معها رشا أصبحت كالسيف ان لم تقطعه قطعك... لن تجلس تشاهدها تتسرسب لحياة زوجها وهي تقف تشاهد وتتحسس الكلمات خوفا على مشاعرها وعلى صداقتهم التي القتها رشا تحت قدميها ولم تعتبر.
فتهادت في خطواتها تتقدم من زوجها ثم تضمه لها قائلة
مساء الورد يا زيزو...خلصت يا حبيبي 
خلصت اه
نظر لها بتوتر فصوتها الناعم المتدلل لن يخفي نظرات عيونها القاتله ليكمل
وكنت طالع دلوقتي 
مانا لاقيتك اتأخرت جيت لك يا حبيبي ...ايه ده ررششا... ماعلش ماخدتش بالي منك...بتعملي ايه هنا وسط العمال يا حبيبتي
نظرت لها رشا بضيق ثم قالت
جيت اسلم على ابن عمي ايه في مانع
ليه يا حبيبتي مش مكفيكي سلام السلالم الي بتستنيه عليها في الطالعه والنازله ! عيب بنت زيك تيجي تقف في ورشه كده قدام الرجاله
شوف مين اللي بيتكلم ...طب مانتي واقفه اهو
أنتي هتقارني نفسك بيا
شبكت ذراعها في ذراع زيدان بتملك واضح ثم أضافت متغنجة
أنا أبقى مرات المعلم يا حبيبتي.
ابتسم زيدان باتساع....لأول مره يحب التملك وان يتحكم فيه أحدهم.
نظرت لهما رشا بغيظ فيما أكملت حوريه
يالا يا حبيبتي روحي وماتعمليش بقا كده تاني عشان عيب أنتي بنت عايزين نجوزك وبما انك بتحبي مرات عمك وعمك قوي كده وبقيتي بتخدميهم برموش عينيهم فأيه رأيك نجوزك محمود اه..ايه رأيك
جحزت عينا رشا وهي تراها تلتف محدثه زيدان قائله
دي حتى رشا يا حبيبي كانت دايما تقول ان محمود ده هايل وعاجبها اكتر حد في ولاد عمها مش كده يا رشا فاكره كلامك على محمود وزيدان ...يالا اهو بقا خالي دلوقتي وممكن تتخطبوا وأنتو الاتنين تصلحوا حال بعض.
ضحك زيدان ساخرا وفطن مقاصد حوريه التي لم تنطقها...هو لم ينسى ابدا كم مره تقدم والديه لخطبة رشا وهي دوما كانت ترفض ليعلم ان حدثه صحيح والسر كله في حوريه وبغيرة الفتيات منها.
ليلف ذراعه حول ظهر حوريه ويقول بتملك
يالا يا حبيتي عشان عايز اطلع بيتنا أريح شوية 
يالا يا حبيبي.
ليغادر كل منهما دون ان يعيرا رشا أي إهتمام وقد فطنا اللعبة وهي كذلك فطنت كشفهما لها لذا إنسحبت على بيتها تجر أذيال الخيبة والغيظ خلفها.
دلفت للشركة بلا مبالاة أو أهتمام للتأخير هذا أخر يوم لها ستأخذ الراتب وتطير.
ذهبت في طريقها للحسابات تنظر من بعيد على مكتب عاصم لتتنهد بحزن دفين لكنها قررت المضي قدما وإتمام مهمتها فآنى لها به ...لن ينظر لها...معركتها خاسرة محسومة النتيجه قبل الدخول في حرب حتى لذا فضلت الخروج بكرامة يكفيها ما جرى.
بينما في مكتب عاصم جلس يهز قدميه ويديه بتوتر ورفع سماعة الهاتف يتواصل مع البوفيه يسأل من جديد
وفاء لسه ماجتش
جت يا فندم ومشيت 
ازاي ده
ماعرفش هي جت سلمت علينا وبتقول ده آخر يوم ليها هنا وراحت تستلم مرتبها.
أخر يوم!!!!!! نزلت الكلمه عليه لجمته فأغلق الهاتف بوجه العامل و وقف عن مكتبه يغادر مسرعا لعند الحسابات يبحث عنها.
كان يسير في طرقات الشركه بسرعه وتجهم لفت انتباه واستغراب الموظفين وصدموا وهم يرونه يخرج خلف وفاء يناديها
وفاء...وفاء أستني.
لكنها كانت كمن يهرب من قلبه فتسارعت خطواتها لا ترغب في المواجهة تخشى على قلبها ان يظهر الإعجاب في عيناها ويقابله هو بالسخريه هو بالتأكيد قادم خلفها يحاسبها على التأخير وتركها العمل دون إذن منه...ستبلغه في الهاتف ولتفر منه حاليا...تبا لها لقد وقعت في الممنوع.
كادت ان تقترب من الطريق العام توقف سيارة أجرة لتصدم به قد وصل لعندها بسبب طول ساقيه فقطع المسافه وجذبها لعنده يهزها پغضب يسأل
هو أنا مش بنادي عليكي ايه الطريقه دي ومش بتردي عليا ليه ويعني ايه هتسيبي الشغل !!!!
حاولت الهرب من النظر لعيناه وقالت بتوتر
ماعلش كنت مستعجله قوي وماكنتش سامعه حضرتك
حاول سحب نفسه ليهدأ ويهدأ من توترها الواضح ثم همس بحنو 
ممكن افهم مالك وعايزة تسيبي الشغل ليه
مانا مش هفضل طول عمري شغاله في بوفيه حقي أشتغل بشهادتي أنا بس الي كنت مضطره لكن الحمدلله الظروف خلصت 
طبعا حقك وأنا عشان كده طلعت امر انك تسيبي البوفيه وتتنقلي الحسابات
بللت شفتيها متوترة...حرام عليه ...لما يحدثها بكل حنو وإحتواء يجلعها طامعه فيما لن يحدث ابدا.
لتقول بغصه حكمت قلبها
مش هينفع أصل أنا خطيبي مش عايزني أشتغل
نعم!!!!!!!! أنتي اتخطبتي
إحتداد عيناه وتحول صوته الحنون لأخر غليظ أربكها فقالت
لسه...في عريس كويس متقدم لي
وأنتي وافقتي
لسه
لسه! والله امال رافض تشتغلي ازاي أنتي بتكذبي
دب الړعب في أوصالها فهي بكل التفاصيل كاذبه
ايوه بكذب .... بكذب في كل حاجه كل حاجه بعملها كڈب سيبني امشي مالكش دعوه بيا.
كانت تتحدث بهيستيريه وجسدها ينتفض ليخفق قلبه من أجلها ويحاول تهدئتها
خلاص براحه اهدي..تعالي نتكلم 
مش عايزه أتكلم مالكش دعوة بيا سيبني في حالي انت موقفني ليه أصلا أنا مش شغاله عندك
اهدي يا وفاء أنا ماكنش اقصد أهدي
أنا هاديه وعايزه امشي
أستني يا وفاء...أنتي ليه ماقولتليش ان متقدم لك عريس 
وهقولك ليه
وافقتي عليه
اه...عنئذنك
كادت ان تتحرك ليوقفها 
استني عندك أنا بكلمك
وقفت تنظر
تم نسخ الرابط