هوس من اول نظرة ج2

موقع أيام نيوز

هو ينظر لها بعيون مغرورقة بالدموع هاتفا
برجاء ابوس... إيدك يا ماما... مرااتي...
أومات له سناء بحنو قائلة 
حاضر يا حبيبي بس إنت تعبان و لازم تستريح.
رمى صالح قدميه على البلاط و هو لايزال 
يجاهد حتى يقف على قدميه...كان جسده 
ثقيلا و كأن شاحنة قد داست عليه بالإضافة إلى 
شعوره المفاجئ بالدوار... رغم ذلك كان مصرا على 
الوقوف... أشار للمرضة أن تنتظره خارجا 
ثم طلب من والدته ان تحضر له ملابسه 
من الدولاب و ساعدته في إرتداءها بدل 
ملابس المستشفى.....
كانت سناء تحاول إثناءه عن الخروج من غرفته لكنه كان يتوسل لها أن تدعه يذهب عله 
يجد أي خيط يوصله لزوجته...منظره و هو يبكي 
و يترجى والدته جعل الممرضة تشعر بالاسف 
تجاهه فقط لو رأته و هو بكامل صحته لما 
صدقت أبدا أنه هو نفسه هذا الشخص المحطم
أحضرت له الكرسي المتحرك حتى تسهل حركته
ثم أخذته لغرفة هانيا و التي لحسن حظه كانت مستيقظة... 
أغلقت الممرضة الباب وراءه بعد أن أخبرته 
أن يسرع فحالة هانيا كانت خطړة للغاية و الزيارات ممنوعة... 
حرك صالح كرسيه بصعوبة و إقترب من فراش هانيا التي كانت تشبه المومياء و هي مضمدة بالكامل 
بشاش ابيض خاص بالحروق لا يرى منها سوى وجهها 
فعندما إخترقت في غرفتها وقع فوقها الباب لكنها إستطاعت حماية وجهها الذي لم تطله سوى 
حروق خفيفة و رغم ذلك كانت كانت بقية 
إصاباتها خطېرة ليتحدث 
بصعوبة 
إنت كنت عاوزاني في إيه إنت تعرفي حاجة عن يارا....
ردت عليه هانيا التي عرفته من صوته قبل أن 
تدير راسها نحوه ببطئ ايوا بس أنا عاوزاك توعدني ...
صالح انا هسفرك برا و أدفع تكاليف علاجك كلها 
و هديكي أي مبلغ إنت عاوزاه المهم اعرف مكان 
مراتي....
نزلت دموع هانيا پألم و ندم فما أصابها لم يكن هينا ذلك الحريق لم ېحطم حياتها فقط بل ازال أيضا الغشاوة عن عينيها لتدرك الدوامة الكبيرة التي وقعت فيها... أموال العالم لن تمحي من ذاكرتها 
ذلك الألم الفظيع الذي شعرت به و هي تشاهد 
النيران تحاصرها من كل جانب و هي عاجزة عن إنقاذ نفسها لتقرر إصلاح بعض ما افسدته عل الله يرحمها و يغفر لها بعد أن علمت من خلال حديث الأطباء ان حالتها صعبة للغاية و إن إمكانية 
شفاءها ضئيلة...إستجمعت ما تبقى من قوتها 
لتبدأ في إخبار صالح الذي كان ينتظر أن 
تتحدث بفارغ الصبر 
أنا هحكيلك كل حاجة بس إوعدني الأول 
لو حصلي أي خلي بالك من أمي و اخواتي و قلهم إني بحبهم اوي... 
قاطعها صالح متقلقيش أنا هسفرك برا و هتبقي
كويسة.... 
هانيا بصوت متقطع أروى هانم قلها تسامحني 
أنا ندمانة و مكنتش حاسة بنفسي هي اللي كانت 
زي الشيطان بتوسوس في وذاني ليل نهار... هي 
اللي عملت كل حاجة هي الشيطانة..
صالح باستغراب و حيرة أروى...
هانيا بتصحيح لا فاطمة...
طفقت هانيا تسرد له كل ما حصل بدءا من 
شجار فاطمة و يارا لأول مرة في الحديقة 
وصولا إلى ليلة هربها و مع كل كلمة كانت 
تحكيها كان صالح يشعر بأن قلبه على وشك أن يتوقف عن النبض في أي لحظة ...
كان يتذكر كل تلك الأحداث و كأنها وقعت بالأمس 
بكاءها و توسلاتها في كل مرة يتهمها فيها 
بشيئ لم تفعله.. ضربه و إهانته لها.. أشهر من الظلم و العڈاب كانت تعيشها معه بسبب تلك الحقېرة 
التي لطالما حذرته منها لكنه لم يكن يستمع لها....
أغمض عينيه لبرهة من الزمن حتى يستعيد تركيزه فالتحسر على الماضي لن يفيده بشيئ الان فليجدها 
فقط و بعدها سيصلح كل شيئ عاود فتحهما من جديد حتى يسألها 
قوليلي مراتي فين دلوقتي..
إستنشقت هانيا الهواء عدة مرات
تم نسخ الرابط