الافاعي فصل الثالث
المحتويات
إنت عارف إني ماليش فالطريق ده
رفع سلطان كفه أمامه وهو يقول
وأنا ماجبرتكش عليه ...ألعب باللي يجي على هواك وسيب الباقي يلعب زي ماهو عايز
بس اللعب ليه قواعده وأصوله
ده عندك إنت بس عندنا إحنا كل شئ مباح
صمت قليلا بترقب ثم قال بتساؤل وترقب
ياسين غاطس فين بقاله أكتر من شهرين مسافر ومش عارف هو بيعمل إيه وكل مابكلمه بيلف ويدور وبيقولي إنت ليك النتيجة
ده قاعد يلعب بسعد وبناته زي العرايس والخيوط كلها في إيده عمال ياخدهم شمال ويمين وكأنه ماصدق إنه عتر فيهم عشان يدوقهم الويل بألوانه
هيرجع إمتى
ياسين بيقول قريب جدا وساعتها هتنزل إنت ع الملعب ياوحش مع إني بختلف معاك فالأسلوب بس انا عارف ان محدش هيبرد قلبي في سعد غيرك
هو ينزل بس مصر وهيبقى اللعب مني ليه والضړب في اللي زيه حلال
ضحك سلطان بإنتصار خفي وقال بإعجاب بكتلة الشړ الذي أمامه
يعجبني فيك حنيتك مع أعدائك يا إبن سامر ...
لوس انجلوس ...مساء في أحد الأبراج العالية بالتحديد بشقة سعد الجندي كانت ميرال مستلقية على بطنها وهي تحتضن وسادتها ونظرها شارد في نقطة وهمية بعيدة الهدف وعقلها كان يعيد ماحدث معها اليوم في الشركة وكيف إضطرت أن تستقيل لتضع حد لذلك الحقېر
أخذت تفكر وتفكر حتى نهضت بتأفف وكسل من مكانها وذهبت تنظر إلى وجهها الباهت بالمرآة لترفع خصلات شعرها المشعثه بإهمال إلى الأعلى ثم توجهت إلى الصالة بإستغراب ما إن سمعت صوت سيلين العالي أتي من الخارج خرجت من غرفتها بإستغراب وهي تقول في إيه بس يا سيلي صوتك عالي كده ليه
فتحت ميرال فمها پصدمة من إنفعال أختها الغير مدروس هذا لتتجاهلها تماما وتذهب نحو والدها الجالس يراقب الأخرى پصدمة لا تقل عنها لتقول بتريث
خير يا بابي
سيلين پغضب
خير ااايه بس ...ده عايزنا نسيب هنا ونرجع مصر ...بذمتك ينفع يقرر كده فجأة ...وإحنا لازم ننفذ مش كده
سيلين بصوت أعلى من سابقه عايزة تجننيني انت كمان ولا إاايه ...أسباب إيه اللي هتخليني أسيب حلمي بعد ما إتحقق
وتسبيه ليه إنت ممكن تشتغلي هناك بس قبلها ماعرفناش ليه بابي خد القرار ده ...ما إن قالتها ميرال حتى نهض سعد من مكانه وهو يقول پغضب يرعد وقهر كبير لا يوصف وعينين يزينهم الخذلان
جفلت بمكانها و إبتلعت لعابها بصعوبة وكأن كلامه هذا جعلها تفوق من ماكانت عليه لتستوعب فظاعة خطئها
لتقول بتوتر وتردد وهي تنظر إلى عنينه الغاضبة
بابي أناااا
رفع سبابته أمامها يرفض بأن يسمعها
مش عايز أسمع صوتك ولا أشوف وشك قدامي لحد ماتتعلمي الإحترام الأول ....ياخسارة....سامحيني يا سعاد سامحيني معرفتش أربي بناتك صح ..ياخسارة ...
نظر إلى زوجته داليا من طرف عينيه وقال بأمر ...
جهزي نفسك على أخر الأسبوع ده إحنا مسافرين واللي عايزة تجي معانا أهلا وسهلا واللي مش عايزة تنسى إن ليها خال ...قال كلماته الأخيرة ثم تركهم وخرج من الشقة بأكملها
لتنظر سيلين إلى أختها و والدتها الروحية ودموعها عرفت طريقها على وجنتيها شفتم قال إيه
أومأت لها ميرال برأسها بضيق من تهورها وهي تقول
أنا شفت صوتك العالي وطريقتك بالكلام اللي زي الزفت وقلة احترامك لينا كلنا
رجفت شفتيها عدت مرات لټنفجر بالبكاء بعدها وهي تقول
مش قصدي والله أزعله ...أنا في الأول فكرته بيهزر بس لما أكدلي إنه بدء يجهز أوراقنا برج من نفوخي طار وإن تعبي في السنتين اللي فاتو هيروح كده كان لازم يقدر موقفي ويفهمني مش يزعل مني بالشكل ده
جلست داليا إلى جانبها وأخذت تملس على شعرها وهي تقول بعتاب طفيف وزعل
مقهورة ياسيلين على تعب سنتين من عمرك يروح كده ...طب إحنا نعمل إيه دلوقتي لما شفنا إن تعب عمرنا كله راح لما وقفتي في وشه وعليتي صوتك عليه وفضلتي شغلك وحلمك على راحت والدك ...ومحترمتيش حد فينا
كان ممكن تقعدي معاه وتتكلمي بهدوء مني كلمة ومن ميرال كلمة على كلمتين منك وحبة دلع كنا هنقدر نغير فكرته بس تهورك ده خلانا أمام أمر واقع ولازم ننفذ لإني أنا عارفة سعد مستحيل يتراجع بعد اللي حصل ...
كنت ضد فكرته بس بعد اللي شفته أنا أول واحدة هشجعه ع القرار ده لأنه صح ...إحنا لو مرجعناش إنت هتضيعي مننا يا سيلين ..إن كنا لسة في أول الطريق وفضلتي شغلك علينا بكره لما تكبرى شوية كمان إحتمال كبير ترمينا لو وقفنا عائق لطريق وصولك
أنا أسفة ...قالتها بشهقات متفاوتة وهي تمسك يدها
أسفك مرفوض ...إنت مش صغيرة عشان تغلطي وإحنا نسامح من غير ماتتحاسبي بس أقول إيه بدلع سعد ليكي ...
واااآه على فكرة نزولك معانا مصر إجباري مش إختياري زي ماقال باباكي ..أنا بناتي مايعيشوش بعيد عني في بلد غريب ...قالتها داليا ونهضت متوجهة إلى غرفتها وما إن أغلقت الباب خلفها حتى إقتربت ميرال من أختها وقال بهدوء
تعرفي إن بابا عنده حق بقراره ده ...إحنا لازم ننزل مصر كفاية علينا كده هنا
نظرت لها سيلين بإستغراب من بين دموعها
ليه بتقولي كده
رفعت منكبيها بحيرة وقالت بشرود
لأني مش مرتاحة هنا ...ومن يوم ماجيت ع البلد دي وأنا عايزة أرجع
وبرغم السنين دي كلها عمري ماحسيت بالإنتماء للأرض دي ولا عرفت أتأقلم معاها
طيب ...دلوقتي قوليلي أصالح بابي إزاي
نظرت ميرال بتساؤل
أفهم من كلامك إنك إخترتي رضا بابي على حلمك
سيلين دون تردد
أكيد طبعا ...!!!
ضړبتها على كتفها وقالت وطالما أكيد عملتي الغاغة دي كلها ليه
رد فعل من الصدمة مش أكتر واللي حصل من شوية كانت ساعة شيطان ربنا مايعيدها ..وبعدين سمعتي مامي قالت إيه أنا هسافر معاهم بمزاجي او ڠصب عني وإنت عارفة هي عمرها ما هتسمحلي أبقا هنا لو عملت إيه دي مش بعيده تسحبني من شعري لحد المطار
والله تسلم يدها لو عملت فيكي إيه لأن محدش قادر عليكي غيرها وبتخليكي على الصراط المستقيم
بصراحة يتخاف منها ...
ماهو لازم تحمر عينها عليكي وتاخد دور القسۏة طول ما بابي مطلع عينك بدلعه اللي يشوفك يقول عندك ١٧ سنه بتصرفاتك دي مش ٢٤ سنة
وأنا جازيت تعبه صح مش كده ....قالتها بدموع جديدة وهي تعض شفتها ندما على فعلتها النكراء بحق والدها
نهضت ميرال وقالت
كلنا بنغلط ...حاولي تعتذري منه
سيلين بترقب
وياترى هيسامحني لو إعتذرت
ميرال بتأكيد
بابا بيحبك أكتر من روحه ...ااااكيد هيسامحك ...قومي نامي وبكرة الصباح رباح
سيلين برفض
نوم إيه وبابي و زعلان
متابعة القراءة