فراشه في جزيرة الدهب الفصل التاسع والعشرون

موقع أيام نيوز

بالحرملك من جديد
لتفطن ان حديث الهاتف شيء والواقع شيء ثاني وما زاد الأمر سوءا هو وجود أنجا معه الآن لتكتمل الصورة وتعود بها لتلك الأيام التي أستعبدت فيها
ورن بعقلها جملة حفرت في عقلها وقد ذكرتها للتو (أي فتاه تلك التي قد ترفض أن تصبح ملكة)
لتعلم أنها كانت تدفع الأمور دفعا حتى يتم الأمر لأنها فرصه ذهبية بغض النظر ان كانت تلك الفرصة والتي هي ذهبيه بالفعل ستجعل منها فتاة سعيدة أم مجرد ملكة تحكم
وهل ستحكم بالفعل أم ان الأمر بوجود أنجا ومثيلاتها سيمرر عيشتها ويجعلها طوال يومها تحارب من اجل البقاء وكل صباح تستيقظ فيه حيه على قيد الحياه وبفراش الملك يعتبر فرصه جديدة وقد أهدت يوما آخر تعيشه لتظل طوال يومها ذاك تحمل هم الغد وهل ستحياه أم لا
تجلس تفرك يديها وقولونها العصبي يتلوى مع معدتها بينما تتسآل عن أي مؤامرة تحاك لها في الخفاء
فيغرف القصور الملكية لا توجد تلك الوشوش الباسمه والفساتين البراقة المصحوبه بتاج رفيع الشأن فحسب بل هناك خبايا يشيب لها رأس الوليد
طالعها راموس بابتسامة سعيدة وهو يطالع طلتها الساحرة وهي تهل عليه بها من غرفتها فقد خرجت عليه بحله ذكرته بأيامه معها في فراشه بالمملكة حينما كانت ملكه أو ظن هو ذلك
لكن تلاشت بسمته وتبخرت الفرحه تنسحب من على شفتيه كما تنسحب الروح من الجسد وهو يلاحظ تسمر قدميها بالأرض وبهوت وجهها ونظراتها الهلعه من عيناها الدامعه التي تقلبها بينه وبين أنجا
هوى قلبه وعلم أنه على حافة الهاويه وخلفه طريق مسدود وهو يلاحظ تشبث يدها بالكرسي المذهب بجوارها ثم تراجع قدميها خطوة للوارء تفكر بل ترغب في اللوذ بالفرار الآن تحت نظرات أنجا التي بدأت تنصرف عن ما تفعله هاتان العقربتان من جوراها لتركز بصرها على فريستها التي على مايبدو مړعوبه منها تلاحظ نظراتها الموزعه عليها وعلى الملك لتدرك أنها تضعهما الأن بصوره واحده داخل نفس الإطار بعقلها
أنجا تعلم الكثير عن علم النفس والفراسه وهو ما يمكنها من التلاعب بالبشر بسهوله دون الحاجة لمجهود كثير
هنا ابتسمت من جديد وغضت الطرف عن تصرفات فوزيه وفوقيه ستتحملهم لا بأس فالقصة محسومه
لذا انصاعت لتصرفاتهما و وقفت تقول بلغتها عن عمد رغم كونها تعلم العربيه
اهلا بملكتنا المستقبلية
وأعطتها نظرة نظرة سامه خبيثة أربكتها بعدما تعمدت التحدث بلغتها لتعيد ذاكرتها لتلك الأيام التي قضتها عندهم جاريه فتزيد من ضغطها النفسي
لتبتسم بجانب فيهها وهي تلاحظ تجمد جسد تلك القبطية وشحوب وجههاتكويرها يدها على شكل قبضه كأنها تحاول تمالك نفسها
تحت أنظار الملك الذي جلس يترقب أي ردة فعل جيدة تنبأ بأن القادم سيسير كما أراد
كذلك فوقية كانت تتابع ابنتها وقد انصرفت عن ما تفعله شقيقتها بتلك الحرباء تركز بالنظر على رنا مفكرة أنها لم تبالي بسؤال ابنتها عن رغبتها بتلك الزيجة بسبب برمجة عقلها على أن تلك الزيجة لا ترفض لكونه ملك
الملك يتطلع لها بلهفة ينتظر أي ردة فعل جيده في صالحه حالته مٹيرة للشفقة يبتسم لها يحسها على التفاؤل كأنه يشجعها ويخبرها ان القادم مختلف
تلاشت ابتسامته شيئا فشيئا حتى إنمحت وهو يلاحظ تلك الخطوة المتراجعة والتي كان سيعقبها خطوات اكثر للخلف باتجاه غرفتها لولا خالتها التي لاحظت ما يجري وبسرعة بديهه منها وقفت تقول
تعالي يا حبيبة خالتك سلمي على خطيبك
توترت نظراتها وهي توزعها بينهم فاستقر أحيانا على من دعى "بخطيبك" الذي طالعها بتأهب وتوتر يسأل هل يسمح للأمل بالتدفق داخله من جديد أم لا لكنه كان بالفعل منتظر
وأنجا تتطالعها بنظرة واحده مفادها "قربي لو تقدري"
توقفت فوقيه عن مسايرة شقيقتها والمشى تبع رؤيتها فابنتها بها خطب ما
من يقل ان رنا الذكيه الطالعه المتطلعه الشغوفه قد ترفض زيجه مثل تلك
ان بالقصه قصه بالتأكيد
جذبتهم فوزيه في حديث سريع عن التحضيرات و الأوراق المطلوبه و راموس عينه لم تنزاح عن رنا يراقبها بقلب مفتور فحبيبته تخاف منه ربما لولا انه ملك لكانت رفضته
شرح بعقله يتذكر ذات ليلة حين أخبرته انه رجل وسيم وياليته لم يكن ملكا
ليتوه بعقله مجددا يسأل هل ترغبه كما سيجن عليها ام أنها ستوافق لتصبح ملكة لو لم يكن ملكا هل كانت ستتزوج أو ربما لو لم يكن كذلك لأحبته كرجل وتزوجته عادي وأغرمت به كذلك ولم تخشى حياته الملكية وما حولها أو لكانت قصتهم لها مسار آخر أيسر وأفضل حاليا
لينتهي اللقاء قسرا بوقوف رنا فجأة بهلع حين ذهب الحديث عن موعد سفرهم للمملكة
هنا العودة لم تستطع ولم تتحمل وقفت مړعوبه وهرولت بخطى سريعه تجاه غرفتها توصد الباب عليها جيدا بالمفتاح
ليبهت وجه كل منها راموس وعقله يستوعب كلمة واحده (أهلا بك في نقطة الصفر من جديد)
كان طريق العودة لمستقرهم في القاهرة صامت تماما الملك يجلس مهموم وأنجا بجواره عقلها يعمل ويدور كمكينة ألمانية
إلى أن قطعت الصمت وسألت الملك
ما رأي ملكنا فيما حدث
تنهد بۏجع ثم أغلق عيناه وهو
ماذا حدث! أنا لم أر شيئا
رفعت أنجا عيناها له وسألت
ألم تر
قاطعها يقول بكبرياء مجروح
لم أرى
رفع رأسه يسندها على الكرسي من خلفه وقال
أنا أريدها أنجا أريدها تحت أي ظرف وأي مسمى
سحب نفس عميق ثم نظر لها وأمرها كأنه يعطيها أمر مباشر في احد الأمور العامه
تممي هذه الزيجه أنجا هذا أمر من الملك
هزت أنجا رأسها تحاول السيطرة على استدارة عينيها من الصدمه تستوعب الوضع وأنها لن تقدر على عرقلة أو إيقاف تلك الزيجه تقول
امرك مولاي
وبداخلها ېصرخ(ياويلتي)
دلفت فوقية لغرفة وحيدتها بعدما دقة الباب دقة واحدة لترى رنا مازالت بملابسها كما كانت لم تبدلها تجلس وعيناها مسلطة على الضوء المنبعث من شرفة غرفتها كأنها تطالع إلا شئ لكنها منعزله عن الواقع
لتتقدم فوقيه وتجلس بجوارها فتشعر بها رنا وتنتبه لها ثم تعتدل لتصبح في مواجهتها
فتمد فوقيه يدها على شعر رنا تمسح عليه وتسألها
مالك يا رنا
فتنظر لها رنا تسألها بعيناها سؤال واحد مستغربه بالأساس سؤال والدتها فقالت
مالي!! مالكم انتم!! بتتعاملوا مع كل حاجه حاصله كأنه عادي قاعدين قدام ملك وكأنه واحد من ع الناصية متقدم لي ولا الست الي معاه الي تعتبر تاني كلمة من بعده في بلدهم بتعاملوها ولا اما تكونوا بتعاملوا أم إحسان جارتنا
لتدخل فوزيه بتلك اللحظه متدخله تقول بحسم
امال هنعمل لها ايه يعني دي وليه منفوخه على الفاضي عايزه بس الي يشكمها قال يا فرعون أيه الي فرعنك قال مالقتش حد يلمني دي وليه عايزه السك فوق نفوخها
فرمقتها كل من رنا و فوقيه بصمت وعدم رضا لتقول فوزيه
مالكم كده عاملين زي الي واكل سد الحنك في ايه ماتهيصوا كده احنا عندنا فرح يا عدوين الفرح
لتقول فوقيه
فرح ايه يا فوزيه أنتي مش شايفه شكل البت عامل ازاي ولا وشها انحطف ازاي لما شافتهم
الله امال يأختي الكلام في المحمول لوش الصبح والكركر مرمر دي كانت لإيه ولا لمين
نكست رنا رأسها تقول بينما تهزها وتهزي مقره
الكلام في التليفون حاجه ولما شوفته قدامي حاجه تانيه
جينا بقا للكلام الي مايأكلش عيش 
لتسأل فوقيه
أنتي مش عايزة تتجوزيه
تم نسخ الرابط