متي تخضعين لقلبي النهاية
شفتيها للامام اقترب فريد منها ببطء ثم قال بنبره عابثه
-تصدقى انا كمان وحشنى الكرواسون ..
هتفت حياة اسمه بدلال وهى تعض فوق شفتيها بخجل
-فرييييد ..
عبست ملامحه وضاقت المسافه ما بين حاجبيه وهو يسألها بحنق
-هى قالت الفتره الاولى صح !.
هزت حياة رأسها مره اخرى مؤكده بصمت وهى تبتسم له بشماته رفع احدى حاجبيه مستنكرا ثم قال بهدوء متوعدا
رددت حياة من خلفه ممازحه لتثير حنقه
-حاضر مش هقول فريد خالص .. ومش هبصلك حتى من بعيد لبعيد ومش هاجى وراك الجيم .. اتفقنا ..
هتف فريد اسمها محذرا فسارعت تقول مصححه بجديه
-خلاص والله اسفه بس بشرط .. تفضل قدامى ليل ونهار عشان اتوحم عليك براحتى .. ولا عندك مانع !..
-انا اللى عايز افضل جنبك ليل ونهار وكفايه عليا ابصلك بس ..
بعد مرور شهران وبعد وجبه العشاء تفاجئت حياة بزياره السيد غريب لهم بالطبع بعد تلك الحاډثه تحسنت العلاقات بينهم بشكل طفيف واصبح فريد اكثر لينا فى التعامل معه ولكن ليس لدرجه الزيارات العائليه تنحنح والده قاطعا الصمت والتساؤلات وقائلا مباشرة دون تجميل
حركت حياة رأسها نحو فريد الذى كان يقف قبالتها بجمود تنتظر اجابته عاد السيد غريب يقول موجها حديثه لحياة تلك المره
-حياة لو سمحتى .. نيرمين اتغيرت بجد وهى طالبه انها تشوفك واترجتنى كتير .. متبخليش على واحده فى حالتها خسړت كل حاجه ومبقاش حد حواليها بالطلب ده ..
-انا اسفه بس انا وعدت فريد قبل كده انى عمرى ما هتدخل فى اللى بينه وبينها .. بس كل اللى اقدر اقوله ان لو فريد وافق يقابلها هتلاقينى قبله ..
نظر غريب نحو فريد بتوسل منتظرا اجابته وعندما لم يجد سوى الصمت تحرك للخارج بأحباط وأكتاف متهدله .
وفى صباح اليوم التالى وبعد استيقاظهم وتناول حياة للفطور تفاجئت بفريد يقول بجمود
سألته حياة بأستنكار
-هنروح فين !...
اجابها بغموض وهو يتحرك نحو مكتبه
-اجهزى ولما نوصل هتعرفى .
بعد فتره ليست بقليله توقفت سيارتهم امام احدى المصحات المرموقة شهقت حياة بعدم تصديق وهى تنظر نحو فريد الذى ضغط فوق كفها مشجعا دون حديث تحركت معه للداخل بتوتر حتى وصلا إلى غرفه نيرمين دلف فريد الغرفه بعدما استأذن من طبيبها المعالج لزيارتها ودلفت خلفه حياة بتوجس نظرت نيرمين إليهم بدهشه ثم هتفت بعدم تصديق
اومأ فريد رأسه لها بجمود دون حديث تحولت ملامح نيرمين واخذت نفسا عميقا ثم قالت مباشرة بنبره متهدجة
-انا طلبت من بابى يخليكم تزورونى .. بس مكنتش عارفه انكم هتيجوا بالسرعه دى خصوصا بعد اللى عملته فيكم انتوا الاتنين .. فريد .. انا عارفه انى غلطت فى حقك كتير .. وعارفه ان معندكش اى سبب او دافع يخليك تصدقنى ولا انتى يا حياة .. بس صدقونى بعد اللى حصلى وبعد اللى عرفته انا مبقتش عايزه عايزه حاجه من الدنيا .. بس كل اللى محتاجاه اخ واخت يحبونى من غير مصلحه او سبب .. عشان كده بتمنى تسامحونى وخصوصا فريد .. او على الأقل تسألوا عليا بعد ما كل حاجه راحت ..
استمعت حياة إلى حديثها وقد بدءت دموعها فى الانهمار حزنا عليها وهى تراها تجلس فوق كرسى متحرك بعدما استشعرت الصدق فى حديثها تلك المره لذلك قالت بصوت متحشرج
-انا مسمحاكى .. رغم ان اللى عملتيه فيا المرة اللى فاتت كلفنى كتير .. بس ربنا عوضنى ..وده كفايه عندى
رفعت يدها تتلمس بطنها التى بدءت فى الانتفاخ امامها ثم اردفت تقول بصوت باك
-فصدقيني ده السبب اللى خلانى سامحتك .. اما عن فريد فأنا وعدته مش هدخل بينكم تانى .. كل اللى اقدر اقوله انى لو مكانك هعمل اى حاجه عشان يسامحنى .. كفايه سنينك اللى فاتت عدت وانتى محرومه من حنيته وطيبه قلبه ومساعدته ليكى .. صدقينى لو كسبتى فريد فأنتى كسبتى اب وأخ ودنيا كامله ..
صمتت قليلا ورفعت كفها تمسح على عضده برفق ثم اردفت توجهه حديثها له وعيونها تتأمله بأعجاب قائله بعشق
-وعشان انا عارفه فريد اكتر من روحى .. عارفه ان حنانه هيغلب قسوته .. بس انا عشان وعدتك هستنى بره وهسمع قرارك منك بعدين .
انهت جملتها تلك ثم انسحبت للخارج تجلس على اقرب مقعد صادفته وبعد فتره ليست بكبيره خرج خلفها فريد بملامح وجهه خاليه انتفضت حياة من مقعدها وتحركت نحوه بلهفه ثم تمسكت بكفه فى سؤال صامت نظر إليها فريد بجمود ثم قال بأندفاع ودون مقدمات
-معرفتش انسى .. مش عارف يا حياة .. مش عارف مهما حاولت .. بس وعدتها انى هاخد بالى منها ومش هسيبها لوحدها تانى ..
وضعت حياة فمها فوق كفها تحاول كبت دموعها ثم قالت بنعومه لتطمئنه
-كله فى وقته يا حبيبى .. عارفه ان هيجى يوم وتسامح .. متحملش نفسك فوق طاقتها .. عارفه ان حمايتك جزء من حنانك هيكفيها ويزيد .. اما الباقى الوقت كفيل بيه
بعد مرور تسعه اشهر .
وقفت حياة داخل غرفتهم تحتضن بحنان طفلتها بين يديها وتهدهدها بحب فتح فريد باب غرفتهم فسارعت حياة تهتف بسعاده بمجرد رؤيته امامها
-بابى جه .. يا لوكا يا كسلانه قومى قولى لبابى وحشتنى وحمدلله ع السلامه يلا ..
تحرك فريد نحوهم مباشرة وأحطاهم بذراعيه ثم قام بطبع قبله ناعمه فوق جبهه كلا من زوجته وطفلته وهو يهتف بحب
-مليكه قلبى .. وحشتى بابى .. حياة دى نامت !!..
قالت حياة معترضه بغيره
-والله !!. دلوقتى بقت مليكه قلبك وانا ماليش !!.. حتى لما بتدخل على فكره بتسأل عليها هى الاول وبتبوسها هى الاول .. خلاص يا فريد مبقاش ليا لازمه عندك ..
سألها فريد بمرح وهو يحك انفه بوجنتها
-حياة روحى غيرانه ولا ايه !..
اجابته حياة متصنعه الحزن
-اه طبعا غيرانه .. مانا شايفه الدلع كله لمليكه .. لو كنت اعرف كنت جبت ولد ...
حمل فريد طفلتها من بين يديها برفق وقام بوضعها داخل مهدها بحذر ثم عاد ليقف امام حياة قائلا بمكر وهو يغمز لها بأحدى عينيه
-طب ما تيجى نجرب تانى يمكن تجيبى ولد .. وبعدين مين اللى المفروض يغير .. ده من ساعه ما مليكه جت وانتى مش معبرانى خالص ..
اقتربت حياة منه ثم قالت بدلال
-طيب وحشتنى ..
اوقف اجابته بضع طرقات خفيفه على باب الغرفه جعلته يهتف بحنق مستفسرا مما جعل طفلته تستفيق على صوته
-مييين !!!..
اجابته سارة بنبره متعلثمه من خلف الباب المغلق
-فريد بيه .. غريب بيه تحت ومستنى حضرتك ..
زفر فريد بحنق ثم غمغم بضيق وهو يتحرك نحو الباب
-اهو هو ده اللى كان ناقصنى .. مش عارف انا خلفه ايه دى اللى جايه على دماغى ..
دوت ضحكه حياة عاليا وهى تحمل طفلتها التى استفاقت بشكل كامل وعادت لوعيها استعددا
لاستقبال جدها ثم سألته بأهتمام وهى تتحرك بجواره
-حبيبى .. نيرمين عامله ايه بعد ما وصلها خبر إعدام جيهان !.
اجابها فريد بعدما توقف عن السير
-بصراحه اتفقنا محدش يقولها غير لما علاجها يخلص خالص .. انتى عارفه كده كده هى مش بتتحرك ومحدش مسموحله يزورها غير انا وبابا ووائل ..
اومأت حياة برأسها متفهمه ثم قالت بأستحسان
-عين العقل يا قلبى .. ربنا ما يحرمنا من وجودك حوالينا ..
طبع فريد قبله خاطفه فوق شفتيها ثم عاد ليقول مادحا
-وائل كمان طول الفتره اللى فاتت مسبهاش لوحدها .. الدكتور قالى ان وجوده عليه عامل كبير ..
ابتسمت حياة لحديثه بسعادة ثم عادت تقول بأعجاب
-بصراحه يا فريد .. وائل ده طلع صاحب بجد ميتخيرش عنك .. كنت عارفه من الاول انكم هتكونوا صحاب ..
احتنقت ملامح فريد ورفع احدى حاجبيه مستنكرا فسارعت حياة تقول مصححه لتراضيه
-بس حبيبى مفيش زيه طبعا .. فريد قلبى وروحى .. هو واحد بس