متي تخضعين لقلبي النهاية
المحتويات
بسبب السلام الداخلى الذى اجتاحها بمجرد اقترابه منها وعلمها انها فى حمايته وبين ذراعيه
وبعد فتره من الصمت تحدثت تسأله مستفسره بأهتمام
-انت كويس صح !.
زفر فريد مطولا بضيق ثم اجابها بحيره
-صدقينى لو قلتلك مش عارف ..
رفعت حياة رأسها تنظر إليه ثم مدت أناملها تتلمس برفق ذقنه ووجنته قائله بتوجس
-انت مش مبسوط !..
-محتاج اقولك !..
هزت رأسها نافيه ببطء وهى تحدق داخل عسليتيه ثم اجابته هامسه
-عينيك قالت ..
اخذت حياة نفسا عميقا ثم اردفت تقول بنعومه
-انت عارف ان ثقتى فيك اكبر من ثقتى فى نفسى .. مجرد وجودك معايا بيدينى الثقه والامان .. حتى صوتك كفايه ..
فتح فريد فمه ليجيبها فسارعت حياة بوضع أصابعها فوق شفتيه قائله برقه
لانت ملامحه وانفرجت أساريره وتناسى للحظات ما مرا به وتمتم يقول پذعر
-كنت هعيش ازاى لو جرالك حاجه ..
كانت حياة على علم بصراع مشاعره الداخلى لذلك طبعت قبله فوق شفتيه ثم قالت هامسه لتطمئنه
-مجراليش حاجه .. واكبر دليل انى قدامك سليمه انى مضطره استحمل البتاعه اللى بتوجع دى ..
لاحت شبح ابتسامه فوق شفتيه ثم سألها بأهتمام وهو يقترب برأسه منها ويستند بجبهته فوق جبهتها
اجابته ممازحه
-الحاجه الوحيده اللى مخليانى مستحملاها انك جنبى .. وبعدين انا اضحك عليا .. انا مكنتش اعرف ان من اولها أبر كده
اتسعت ابتسامته وهو يتأمل شفتها السفليه المچروحه من اثر لطمه نجوى ثم رفع أنامله يتلمسها وهو يسألها بأهتمام
-بټوجعك ..
ثم سألته مستفسره بقلق بعد تذكرها
-فريد .. بابا ..
-شششش .. بابا معاه ولما يخرج هيطمنك ..
عادت حياة لتستند برأسها فوق كتفه فى انتظار انتهاء محلوبها الطبى وبعد انتهاء جملته بعده دقائق دلف والده للداخل متنحنحا مما جعل فريد ينتبه له بحواسه ثم سأله بهدوء
-ايه الجديد !..
اجابه والده بنبره خاليه
-متقلقش الړصاصه طلعت سطحيه طلعوها واتعاملوا مع الامر .. يقدر يطلع بكره عادى .. لو حياة تحب تطمن عليه هو اتنقل اوضه عاديه ..
-شكرا .. وشكرا على كل اللى حضرتك عملته النهارده ..
ابتسم لها غريب بأقتضاب ثم عادت ملامحه للجمود قبل ان يلتفت بجسده نحو الخارج استعدادا للخروج ضغطت حياة فوق كف فريد لتحثه على اللحاق به وعندما لم يتحرك من جوارها هتفت اسم والده بخفوت تستوقفه
-اونكل غريب .. ثوانى فريد عايز يقولك حاجه ..
-البقاء لله ..
ابتسم له غريب ابتسامه باهته ثم قال بهدوء مصححا
-نيرمين مماتتش .. انا بس قلت كده قدام جيهان عشان اوقفها عن اللى بتعمله .. بس فى الحقيقه هى رجليها حصلها مشكله ومبتقدرش تحركها بمعنى ادق يعنى "اتشلت عن الحركه " ..وانا دلوقتى رايح لها .
ضغط فريد فوق شفتيه بأسف ثم عاود يقول بنبرته المتصلبة
-لو احتاجت تتعالج بره بلغنى وانا هخلصلك كل المطلوب فى اسرع وقت ..
ربت غريب فوق ساعده بأستحسان ثم اجابه بأمتنان وهو يتأمل ابنه بفخر
-عارف انى دايما اقدر اعتمد عليك ..
اومأ فريد له بعينيه مؤكدا ثم عاد يتحدث على مضض
-انا كنت عايز .. عايز اشكرك انك وقفت تدافع عنى وعن حياة ..
نظر غريب من فوق كتف فريد محدقا للفراغ ثم قال بنبره ذات مغزى بعدما اخذ نفسا عميقا
-ده دين وكان لازم يحصل من بدرى .. رغم انى اشك ان ممكن يجى يوم واسدده وارتاح منه .
فهم فريد ما يرمى إليه بجملته تلك لذلك حاول تجاهلها وأردف يقول بنبره شبهه متردده
-غر.. بابا .. حياة حامل ..
ساد الصمت لبرهه نقل غريب خلالها نظراته المشدوهه عده مرات بين فريد وحياة ثم ابتسم هاتفا بعدم تصديق وبعده كلمات متفرقه
-حامل !!! انت !!! حفيد !!! اخيرا ..
ابتسمت حياة من ارتباكهم ومن ردود افعالهم المتشابهه ولصراع المشاعر ذلك المتباين فوق وجوههم والذى أنهاه غريب اولا بأخذ فريد داخل احضانه بحب اما عن فريد فقد تعامل مع والده بجموده المعتاد رغم لمحه الدفء التى لاحظتها حياة داخل عينيه بعدما عاد يجلس جوارها فى صمت.
بعد انتهاء المحلول الطبى اصرت حياة على الاطمئنان على والدها قبل ذهابها دلفت إلى داخل غرفته بتوجس تحاول السيطره على التوتر الذى انتابها بمجرد مطالعه محياه امامها هى لم تخبر فريد حتى الان ولا تدرى كيف تخبره فداخلها لم يرد اخباره عما حدث رغم علمها التام بخطأ ما تفعله ربما بسبب حرجها وربما بسبب خۏفها من رد فعله او ربما من اجل الاثنين معا وهذا هو الاقرب للصواب فرغم كل شئ هو لازال والدها وبداخلها تتمنى بشده ان يكون موقفه الاخير تجاهها وحمايته لها بدايه جديده لعصر جديد بمعامله جديده اعتدل والدها من نومته بمجرد رؤيتها تدلف الغرفه ويدلف فريد خلفها مستعدا للقائهما تنحنت حياة محاوله تنقيه حلقها والسيطره على ارتباكها ثم سألته بنبره خافته وهى تخفض رأسها للأسفل متجنبه النظر نحوه
-عامل ايه دلوقتى ..
اجابها والدها بأنكسار
-الحمدلله .. اخدت عقابى ..
رفعت حياة رأسها بترقب شديد وضيق فريد عينيه فوقه ثم سألته بأرتياب
-قصدك ايه !..
اجابه عبد السلام بخزى وهو مطأطأ الرأس
-انا عارف ان اللى هقوله ده هيضايقك ومش ضامن تأثيره عليك هيكون عامل ازاى بس مهما كان رد فعلك انا متقبله .. لانى كنت السبب فى اللى حصل .. جيهان اتفقت معايا ان اجبلها حياة لحد عندها واخد فلوس مقابل انها تجر رجليك وبعدها تسيب حياة بس مصدقتش معايا .. او هو ده اللى انا كنت فاكره هيحصل ومحصلش .. بس وعهد الله ما كنت اعرف ان الموضوع فيه كده مفيش اب عايز ېموت عياله .. انا عارف انى ظلمت حياة كتير وضايقتها اكتر بس عمرى ما اتخيلت انى آكون السبب فى مۏتها او موتك .. اموتها ازاى ودى بنتى !!! .. دى مفيش حاجه توجع الاب اكتر من عياله .. عشان كده انا ندمان وبتمنى من ربنا يسامحنى على اللى عملته ده والفلوس اللى اخدتها منها انا مش عايزها .. خدوها اتصرفوا فيها .. هو فى ايه فى الدنيا اهم من عيالى ..
بدءت دموع حياة فى الانهمار بسبب سماعها لحديث والدها لم تسامحه نعم جزء كبير بداخلها لم يستطع نسيان ما فعله بها على مدار سنوات وجزء اخر يذكرها بالايه الكريمه "وبالوالدين احسنانا " تنهدت بحزن ثم قالت بأقتضاب
-متشغلش بالك يا بابا .. المهم اننا كلنا بخير دلوقتى .. وهبقى اطمن عليك تانى ..
انهت جملتها تلك ورفعت رأسها تنظر إلى فريد بملامحه الغاضبه ثم طلبت منه بصوت متحشرج من اثر الدموع
-ممكن نمشى دلوقتى ..
لم يصدر من فريد اى رد فعل بل اكتفى بتحريك كفه للامام فى اشاره منه لتتقدمه تحركت حياة للخارج بخطوات مثقله وبمجرد خروجها من
متابعة القراءة