هوس من اول نظرة ج2

موقع أيام نيوز

شفتيها باستياء و شفقة نجحت في 
التسلل إلى مشاعرها لكنها على الفور نهرت 
نفسها لترتدي قناع اللامبالاة مرة أخرى 
لتسير نحو الحمام حتى تغسل وجهها
و يديها ثم تعود... 
نشفت وجهها الشاحب بآلية قبل أن تنتبه فجأة 
إلى وجود أغراض رجالية في الحمام 
كجل إستحمام خاص بالرجال و كذلك
أدوات حلاقة...رمت المنشفة من يدها على الفور 
ثم فتحت الإدراج لتجد المزيد من الأغراض 
الأخرى التي عرفت انها لصالح فهي نفس
تلك الأنواع القديمة التي كان يستخدمها كماركات
الصابون و الشامبوان.... 
غادرت الحمام لتدخل غرفة الملابس و التي 
لم تخيب ظنها حيث كانت مكتضة بملابسه
مما جعلها تتأكد من أن هذا الجناح له... 
ضمت شفتيها پغضب إستطاعت السيطرة 
عليه و دحره إلى آخر نقطة في عقلها 
و هي تقف بعيدا تسأله 
ممكن تدلني على أوضتي عشان انا 
كمان تعبانة و عايزة أنام...
إلتفت نحوها بعد أن أخرجه صوتها من 
غمرة أحاسيسه و هو لازال يتأمل ملائكته
الصغار و هما نائمين بأمان...أشار لها نحو 
علبة البيتزا و زجاجة الماء التي أخضرها
معه من الأسفل و هو يجيبها 
تعشي الأول و بعدين غيري هدومك
و نامي مع الاولاد هنا... أنا هقعد معاهم شوية 
و بعدين همشي في أوضة تحت نظيفة بس 
صغيرة مش هتكفيكي إنت و العيال عشان كده 
جبتكوا هنا الليلة و بكرة إن شاء الله 
هغير ديكور الفيلا و أجيب عفش 
جديد...
حمل الطفلين ثم وضعهما في منتصف السرير 
و دثرهما جيدا و هو لا ينفك يقبل كل منهما
قبلات متفرقة على يديهما و رقبتهما 
و في كل مكان مستنشقا رائحتهما التي 
مثلت له أروع من عطور العالم جميعا...
تنهدت بصبر و هي تأخذ علبة البيتزا 
حتى تأكل منها القليل لكنها إكتشفت انها 
كانت جائعة جدا بعد أن حرمت من طعام 
غدائها بسبب إقتحامه للمطعم...إنتهت 
لتأخذ بعض الملابس من الحقيبة 
و تدلف حتى تغير ثيابها و لم تنس طبعا 
وضع الحجاب...
رغم ضيقه من تصرفها إلا أن صالح كان حريصا
على أن لا يشعرها بالضيق مهما فعلت فهو
لحد الان لا زال لا يصدق أنها موجودة معه
في مكان واحد و قد عادت لتنير حياته
الكئيبة من جديد و معها طفلين لم يكن ليحلم
بوجودهما حتى..نزع حذاءه ثم تمدد بجانب
صغيريه مستندا على ذراعه مقربا وجهه منهما
و كل مرة يلتقط يد أحدهما يقبلها و يستنشقها
مما جعل يارا تعجز عن طلب خروجه... تثاءبت
بنعاس و هي تقول انا هنزل أنام في الاوضة
اللي تحت و إنت نام مع الاولاد..
سارت باتجاه بالباب لكن صوته الرخيم أوقفها
إستني...
إلتفتت لتجده يشرف عليها بجسده الضخم
و ملامحه الحادة الوسيمة التي لطالما أرقت
منامها بتلك الكوابيس المخيفة... شهقت
بړعب ظهر جليا من خلال قسمات وجهها
المذعورة و هي تتراجع إلى الخلف رافعة
عينيها الخضراء نحوه و التي بدأت و كأنها
رأت وحشا أمامها....
و على الفور أدرك صالح أنها لازالت تعتقد أنه
سيعاملها كما في الماضي ليتراجع بخطواته
هو أيضا إلى الوراء مبعدا يديه وراء ظهره
و هو يقول باعتذار 
انا آسف مكانش قصدي...انا بس كنت
هقلك إني مينفعش انام مع الاولاد عشان هما 
مش متعودين عليا و يمكن يصحو بالليل
عاوزينك....انا هنزل خلاص و لو عزتي أي 
حاجة إندهي عليا... تصبحي على خير .
اخفض رأسه ثم سار باتجاه الباب تاركا 
يارا تسترجع أنفاسها و هي لا تصدق انه 
ذهب بهذه السهولة و تركها...سالت دموعها 
و هي تتخيله يجبرها على النوم بجانبه 
كما في الماضي مرددا كلمات عشقه المزيف في 
أذنها...لقد نقلت لها سارة أخباره طوال تلك 
المدة التي كانت تسمعها من أمير زوجها و علمت 
انه هو الاخر ټعذب كثيرا بعد إختفائها لكن 
ذلك لك يكن ليشفع له عندها فهو المسؤول 
الأول و الاخير عن عڈابها لأكثر من خمس سنوات....
دلفت إلى الحمام بعد أن اخذت بعض 
الملابس البيتية من الحقيبة
تم نسخ الرابط