الفصل العاشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

مكنتش عارف إنك مفجوعة كده...و بعدين 
إنت مسموحلك تاكلي نص ساندوتش بس...سيبي 
الباقي لأروى.
همهمت يارا بأعتراض و هي تلملم الأكياس 
نحوها لا.. الاكل داه بتاعي مليش دعوة 
متنساش إني حامل و لازم أتغدى كويس و بالنسبة 
أروى فعندها جوزها يجبلها اللي هي عاوزاه.
حرك صالح السيارة لتأخذ طريقها نحو مدينة 

الملاهي التي قرر أن تكون مفاجأته الثانية 
لها ليضحك باستمتاع و هو يلتفت لها بين 
الحين و الآخر يراقبها و هي تأكل على طبيعتها 
لأول مرة منذ سنوات....
توقفت السيارة ثم ترجل صالح ليفتح لها 
الباب لتنزل...ثم تناول احد الأكياس من الحارس 
ليخرج قارورة مياه صغيرة و يفتحها و يعطيها لها قائلا 
خذي إشربي... .
وضع الكيس في السيارة ثم أعطى المفتاح للحارس 
ليركنها في مكان مناسب...لينتبه ليارا التي كانت 
متجمدة في مكانها و تنظر أمامها ببلاهة ممسكة 
بقارورة الماء في يدها اليمني و الغطاء في اليد الأخرى .... 
ضحك بخفة عندما سألته 
صالح... هو إحنا فين
وضع صالح يده على ظهرها حتى يحثها على 
التحرك قائلا تعالي متوقفيش زي الصنم كده 
قبل ما أنادي عصام يجيب العربية....
إستدارت نحوه معترضة بعد أن أفاقتها كلماته
المحذرة لتنبس بلهفة 
لالا.... عربية إيه أنا مقلتش أي حاجة 
إستنى شوية عشان أشرب شوية مية عشان 
ريقي نشف و حاسة إني هيغمى عليا من المفاجأة .
أغلقت القارورة ثم بسعادة و هي 
تحول نظراتها هنا و هناك لا تعلم بأي لعبة 
ستبدأ...قطبت جببنها بإستغراب بعد أن إنتبهت
إلى خلو المكان إلا من بعض العمال الذين 
عرفتهم من خلال زيهم الموحد...لتسأله 
هو المكان فاضي ليه
ضربها صالح على رأسها بخفة قائلا 
يمكن عشان عشان في حد حاجز المكان 
كله .
إنت صح تحدثت و هي تبتسم بينما لم 
يجبها صالح الذي كان مشغولا بتقييم 
مختلف الألعاب الموجودة هنا حتى 
يختار لها لعبة مناسبة لحالتها بإعتبارها
حامل...لتقاطه و هي تصرخ بحماس 
صالح أنا عاوزة أركب اللعبة دي.
أشارت بيدها نحو الأعلى و تحديد ا نحو لعبة ليرفع عينيه ناحية لعبة الأفعوانية مضيفة بنبرة راجية 
عشان خاطري عاوزة أجربها... أنا عمري ما رحت 
مدينة الألعاب حتى لما كنت صغيرة...بليز شوية بس
حتة صغننة قد كده.
حتى تحثه على الذهاب 
نحوها لكن صالح أوقفها قائلا بحزم 
إنت ناسية إنك حامل.. الظاهر إني فعلا 
غلطت لما جبتك هنا إنت مش اللعبة دي 
عاملة إزاي مش هتتغيري أبدا و هتفضلي طول
عمرك مستهترة.
كان غاضبا بالفعل... لم يكن يتوقع أنها بهذه 
الانانية تريد اللعب و الاستمتاع و لا يهمها حياة 
ذلك الطفل القابع في بطنها...عضت يارا 
شفتيها بعد أن إنتبهت فهي لم تكن 
تقصد أن تضر صغيرها لكن فرحتها لرؤية 
كل هذه الألعاب أنساها عقلها....
تحدثت بأسف لتعتذر منه 
عشان خاطري متزعلش مني أنا مش 
قصدي أذيه ماهو كمان إبني زي ماهو إبنك 
و اكيد بخاف عليه أكثر منك... كل الحكاية 
إني تحمست زيادة و بعدين أنا أصلا مستحيل 
أجرب اللعبة دي...يلا تعالى نركب الدودة 
الحلوة دي.. يا خړابي داه حتى لونها أخضر .
كانت تحاول أن تنسيه ما تفوهت به منذ 
قليل و هي تصفع نفسها داخليا على 
هذا الخطأ الشنيع الذي كادت ترتكبه كيف 
لها أن تنس أنها حامل... لوهلة شعرت بالخۏف 
ألهذه الدرجة هي أم مهملة أم أنها بداخلها لازالت 
ترفض وجوده في حياتها.. ألم تتفق مع صالح 
أن يطلقها مقابل ترك الصغير له و السؤال الأهم 
هل ستستطيع التخلي بهذه السهولة عن قطعة من قلبها للأبد....
شعرت بعبراتها تنهمر على وجنتيها لتتشبث 
بأحد الحواجز مخافة أن تتعثر بعد أن 
أصبحت عاجزة عن الرؤية أمامها بسبب 
غمامة الدموع التي علقت بجفنيها... إنتبه لها 
صالح ليسند جسدها محيطا كتفيها بذراعه 
بينما عيناه تتفرسانها بدقة ظنا منه أنها قد 
أصيبت بأذى ليهتف بلهفة
تم نسخ الرابط