الفصل العاشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

عاوز 
خلاص بس من غير تريقة...
لانت ملامحه بعد أن لاحظ دموعها المتحجرة 
في مقلتيها و يندفع قائلا 
لالا إحنا إتفقنا مفيش حزن و لا عياط النهاردة...
و كأن كلماته بدل أن تهدأها زادت عليها
لتطلق يارا العنان لدموعها و شهقاتها التي 
جعلت صالح يلعن نفسه ألف مرة...القساوة التي 
غلفت قلبه على مدار سنوات و عقله الذي 
تشبع بفكرة أنسوه كيف يكون لطيفا 
مع أنثى... تنهد و هو يضحك على نفسه 
لم يعتقد أن الأمر صعب لهذه الدرجة 
يريدها له و معه دائما لكنه لا يريد فقدان 
السيطرة على مشاعره و نفسه مرة أخرى 
فكما يقال لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين 
و هو مؤمن... بأن المرأة ليست سوى كتلة
مشاعر متقلبة لا يمكن فهمها تستطيع أن 
تهبك نفسها اليوم و تتنكر لك في الغد لذلك 
وجب السيطرة عليها جيدا بكل الطرق 
و فتاة كيارا....عنيدة و متمردة لن يكون اللطف
معها خيارا جيدا لو لم تكن مجبرة لما بقيت 
معه لحظة واحدة.... أفكار غبية مبنية على
مغالطات إستنتجها عقل رجل مريض كصالح 
لا يعلم أن المرأة...هي في الأصل وردة يانعة تحتاج لمن يرعاها و يدللها لا أن يقسو عليها و يقمعها.....
رفع يده هو يحدثها محاولا
إرضاءها 
طيب خلاص متزعليش أنا هشتريلك عربية 
كبدة بحالها ليكي و لأم لسان و نص اللي إسمها
أروى دي... كفاية عياط بقى عينيك هتورم و هتضطري بكرة متروحيش شغلك الجديد...
هيقولوا عليكي إيه الشغالين في المطعم إن 
المديرة بتاعتنا مش مسؤولة و بتغيب من أول 
يوم .
مسحت يارا دموعها كطفلة صغيرة قبل حتى 
أن ينتهي صالح من جملته متمتمة بكلمات 
مبعثرة لا خلاص مش هعيط...أنا كويسة 
و مش عاوزة حاجة و لو حابب نرجع 
جوا ناكل اي حاجة على ذوقك مفيش 
مانع.
أدرك صالح أنها تحاول إستجداء عطفه 
حتى لا يحرمها من العمل و أنها مستعدة 
لفعل أي شيئ من أجل ذلك... ليبتسم بخبث 
مقررا إستغلال هذه الفرصة الذهبية لكن ليس 
الان ربما لاحقا...فتح باب السيارة و هو 
يقول لها 
متنزليش من العربية...أنا عشر دقائق و آجي 
مش هتأخر عليكي.. .
إستغربت يارا من فعلته المفاجئة لتحاول إيقافه 
لكنه كان قد أغلق الباب بالمفتاح الإلكتروني... 
حاولت فتح الباب بجانبها لكنه كان مغلقا أيضا.... 
تابعته بعيناها و هو يصعد الدرج ثم إختفى بسرعة 
داخل المطعم...لتمر عدة دقائق أشعرتها بالضجر 
و الخۏف أن يتراجع صالح في قراره و يحبسها من جديد في ذلك القصر... 
دقائق أخرى قضتها يارا تنتظره على أحر من 
الجمر لتتنهد أخيرا بارتياح رغم تسارع دقات قلبها 
داخل قفصها الصدري من شدة إضطرابها... 
جذب إنتباهها تلك الأكياس التي كان يحملها 
في يده و التي كتب عليها إسم المطعم من الخارج 
حتى أنها إلتفتت تتابعه بعينيها عندما إستدار 
وراء السيارة حتى وصل للباب....
ضغط على المفتاح الإلكتروني ليفتح باب السيارة 
و يدلف ثم وضع الأكياس فوق قدميها و هو يقول
بتذمر 
آدي يا ستي سندوتشات الكبدة... أنا خليت الشيف 
أكرم يسيب شغله و يعملهم بنفسه أحسن من سندوتشات الشارع اللي مليانة قرف اوووف ريحتي بقت كلها بصل بسببك .
ضحكت يارا و هي تفتح الأكياس و تستنشق رائحة الطعام التي جعلت لعابها يسيل...أخذت إحدى
اللفافات و فتحتها ثم بدأت تأكل و هي تهمهم بتلذذ 
مممم طعمها يجنن... تحب تذوق.
قربت اللفافة من فمه لكنه أبعد وجهه للجهة الأخرى و هو يقول بتقزز 
شيلي البتاعة دي من قدامي... أنا مش باكل الأكل
داه.
تناولت يارا قضمة أخرى ثم أجابته 
أحسن... اصلا هما مش كثير كنت جبت 
بزيادة .
تناول صالح زجاجة عطره التي يحتفظ بها صندوق السيارة ليرش بعضا منها في الهواء
حتى تختفي رائحة الكبدة و البصل التي كانت 
تملأ المكان و هو يجعد ملامحه باشمئزاز قائلا
تم نسخ الرابط