هوس من اول نظرة الثاني عشر

موقع أيام نيوز

سلمت الراية البيضاء دون أدنى مقاومة أمامها....زفر الهواء عدة مرات و هو يبتسم بسخرية هذه 
المرة من يراه لن يصدق أنه هو نفسه سيف عزالدين يشعر بالتوتر من مواجهة طفلة....دلف للداخل ليجدها تجلس على حافة السرير و قد رتبت شعرها و ملابسها التي بعثرتها أصابعهمنذ قليل... تنحنح بخجل ثم جلس بجوارها 
ليلمحها بطرف عينيه تتراجع بعيدا عنه...
و هذا ما ازعجه بل و جعل أنفاسه تختنق رغم الهواء الذي كان يعبر رئتيه... يعلم و متأكد أن ردة فعلها طبيعية لكنه إنزعج بطريقة جعلته 
يفقد صوابه...ليقبض على مفرش السرير حتى كاد يمزقه....أنا بعتذر.... تمتم سيف بصوت متقطع هادئ 
عكس ملامح وجهه التي تنذر بالانفجار...
انا مش متعود إني أعتذر في حياتي لأي شخص مهما كان غير امي ... بس معاكي إنت كل حاجة بتتغير و متسالنيش إزاي او ليه... اراد تغيير 
الموضوع بسرعة حتى لا يترك لها المجال للتفكير فيه أكثر...إستدار نحوها مضيفا بنبرة واثقة انا كنت جاي 
عشان اتكلم معاكي في موضوع جوازنا اللي قرره جدي... انا كنت متضايق جدا لدرجة إني مقدرتش 
اقعد هنا أكثر عشان كده طلعت... انا اصلا كنت مقرر إني آخذ امي و أرجع أعيش في الفيلا بتاعتي و اسيب القصر... إنت ملكيش ذنب في اللي بيحصل عشان جدي 
دايما كده بيتحكم في حياتنا كلنا... شايفة كل 
اللي بيعيشوا هنا هو اللي بيقرر مستقبلهم.... 
دراستهم شغلهم حتى الجواز هو اللي بيقرره...توقف عن الحديث قليلا و هو يرفع أنظاره نحوها ليجدها تحدق فيه پصدمة قبل أن تشيح 
ببصرها بعيدا عندما إلتقت نظراتهما... أخفىإبتسامته الخبيثة و هو يكمل بتمثيل بارع مدعيا الضعف و إستسلامه أمام جده....اكيد عاوزة تسألي هو إزاي يقدر يتحكم فينا 
كلنا كده... عشان ببساطة كل ثروة آل عزالدين مكتوبة باسمه... القصر... الشركات... كل العقارات 
اللي بنملكها كلها باسمه إلا فيلتي الوحيدة اللي باسمي عشان كانت هدية من بابا الله يرحمه لما 
كان عمري عشر سنين....نامي دلوقتي عشان باين عليكي تعبانة و انا بكرة الصبح حخلي واحدة 
من الشغالين تيجي تلم هدومك ....أخفضت المسكينة رأسها بخجل فهي تشعر 
أنها المسؤولة عن لخبطة حياته كما يقال... أهكذا يكون جزاءه بعد كل ما فعله معها من حركات نبيلة بس أكيد في حل ثاني... إنتي مش تقدري 
تسيبي عيلتك و تروح و كمان شغلك...مش حيكون في عندك شغل .هتفت بصوت ناعم و كلمات مبعثرة بلهجتها الخاصة التي جعلت قلب سيف يذوب حرفيا داخل 
قفصه الصدري لينطق دون تفكير مفيش حل ثاني غير الجواز....اقصد إننا لازم نسيب القصر و إلا حنضطر إننا نخضع لقرار جدي...و إذا 
كان على الشغل فمتقلقيش أنا حبقى أفتحمكتب محاماة صغير على قدي كبداية...صفع نفسه داخليا بندم على ما تفوه به من 
حماقات بعد أن شاهد وجهها الذي تهللت اساريرهفجأة و هي تأيده بحماس صح ...اصلا إنت نسيتي 
الشنطة اللي إنتي إشترتيها...ثمنها تقدري تجيبيمكتب كبير هنا.....كانت تتحدث و هي تحرك يديها 
كالاطفال مما جعله لا يستطيع حتى أن يرمش بعينيه حتى لا تغيب عنه و لو للحظة تنهد سيف بعد أن شعر بغبائه لأول مرة في حياته 
ليشرع في الضحك و هو يدير رأسه يمينا و يسارابيأس و هو يتمتم في نفسه كان يوم اسود 
لما فكرت أشتريها....توقف عن الضحك و هو يقف من مكانه قائلا  
متقلقيش أنا حلاقي حل لكل حاجة ... يلا إنت نامي دلوقتي عشان الوقت تأخر و إنت أكيد تعبانة...إقترب منها رغم شعوره بتوترها ليقبل جبينها بلطف ثم غادر بعد أن تمنى لها ليلة سعيدة .بعد دقائق
تم نسخ الرابط