جنة الظالم الفصل التاسع والعشرون

موقع أيام نيوز

الفصل التاسع والعشرون
مرت عليه الأيام وهو كمن غرس السکين بقلبه يسير بقلب مطعون فى كل مكان
يحاول تمضية كل وقته فى العمل وان عاد للبيت لا يبرح غرفته ليس اكتئابا او هروبا لكنها لم تترك له اى شئ يشتم به رائحتها ولا حتى تى شيرت صغير لم يتبقى منها سوى رائحتها على ملابسه فقد كان دائم الالتصاق بها يشحذ حبها

ولن يجلس كالمچنون يشتم ملابسه البيتيه أمام الكل يكفى ما رؤه من ضعف وذل أمامها
فى اضاءه خافته للغايه كان يتمدد على فراشه يحتضن له إحدى مناماته العالق بها رائحتها وكذلك وسادتها يغرق بهم داخل فراشه ربما يصبرانه على البعد
لم تذق عينه النوم إلا بعد احلام اليقظه التى يتخيلها مازالت معه لجواره وباحضانه يفعل ما كام يفعله
هى لم ترحمه ولن ترحمه حتى لو ادعى التماسك امام الكل لكن جنة فعلت ومازلت تفعل حتى لو ابعدها
دقات على الباب قطعت عليه ذلك الحلم الذى انتظره طويلا بعدما كانت تقف امامه ترتدى ملابس مشابهه لملابسه واوشكت على تقبيله
ليقطع عليه كل ذلك صوت دقات الباب التى جعلته ينتفض پصدمه وغيظ يرى من ذا الطارق الذى قطع عليه حلمه الجميل
اضطر لاخذ نفس عميق يهدئ به حاله وهو يرى ان الطارق لم يكن سوى والده الذى لا يأتى لغرفته الا نادرا
حاول التحدث بهدوء وهو يرى نظرات والده تتفحصه جيدا يستشف بها حالته
سليمان خير يا بابا فى حاجة! اول مره تجيلى اوضتى
رفع شوكت حاجبه يقول بتهكم لا ابدا ولا حاجة جيت اشوف ابنى اصلى تقريبا بقالى اسبوعين مش بشوفوا
تنهد سليمان فقال شوكت وايه! آخرة كل ده ايه
سليمان بۏجع لا طاقة لديه للنقاش قال انا تمام والشغل تمام ماتقلقش
شوكت بتمعن طلقتها ولا لسه
توتر وجه سليمان كيف يخبر الكل انه غير قادر على فعلها
كرر شوكت سؤاله مجددا ماترد يابنى طلقتها ولا لسه
سليمان ها! ااا مافضتش اروح اطلق هحاول افضى نفسى واروح
شوكت بتهكم الله يعينك والله مشغولياتك كتير بس ده الطلاق أسرع من الجواز مش بياخد تلت ساعه
زاغت أعين سليمان ينظر بكل الاتجاهات يعلن كشف والده لأمره خصوصا بعدما قال ده انت حتى مش لاقى وقت تحضن فيها المخدات
بهت وجه سليمان بحرج ووالده يردد بخزى بقا على آخر الزمن سليمان الظاهر بيحضن فى المخدات يوضع سره فى اضعف خلقه
ما فعلته به جنة كثير كثير والله
استدار شوكت يردد بحسم وهو يغادر ياريت زى تعمل زى عادتك فى اى موضوع
تقطع عرق وتسيح ډم
اغمض عينيه يغلق الباب بعد انصراف والده يريد ان يفعل ما قاله لكنه ليس بقادر أصبح بلا سلطان على نفسه جسده او حتى قلبه
بل تلك التى تقبع فى شقة بالزمالك على كورنيش النيل هى فقط المتحكمه الأولى والاخيره
سبها بينه وبين حاله الأف المرات وحاول عدم التفكير بها ويعود يسبها من جديد
لم تترك له شئ دون بصمه منها فحتى أرضية الغرفه استخدمتها لصنع ليله ولا اروع يقشعر جسده فقط حين يتذكرها وهى ممدده أرضا تمتظره باغواء
تبا لها ولما فعلته دلفت لحياته تعيس بها فسادا وهو غير قادر على ايقافها
لا يمتلك حلول أخرى او اختيارات لا يمتلك سوى التمدد على فراشه يحتضن وسادتها وملابسه الذان تعلقت رائحتها بهما يحاول الاستغراق كالمراهقين بحلم من أحلام اليقظه حتى يحنو عليه الله وينام
صباح يوم جديد
خرج زياد من الغرفه التى كانت تقطن بها تهانى فهو يمكث فيها حاليا بعد إعلان تسنيم رفضها القاطع له فقرر ترك لها متسع من الوقت ريثما تتقبله لكنه بأى حال من الأحوال لن يطلقها او يتركها لغيره
خرج من غرفته يذهب بتردد ناحية غرفة سليمان يشفق عليه كثيرا يراه متماسك ظاهريا لكن عينه التى كانت تبرق مسبقا انطفئت منذ ذهاب جنة
وقف يدق الباب حتى فتح له سليمان ينظر له ببرود مرددا خير
رغم نظرة الجمود التى بعينيه إلا أن اشفاق زياد مازال موجود يسأل انت كويس
رفع سليمان رأسه يردد بكبر وعناد اوى
ابتسم عليه زياد سليمان الظاهر لا يولد او يستحدث من العدم هو سليمان واحد فقط ولا مثيل له
ردد سليمان پحده لم ينسى بعد مواجهتهم الماضيه جاى عندى ليه ولا يمكن اكون على علاقه بتسيم هى كمان
ردد زياد بمرح خرج بنبره يائسه باكيه لا حتى لو عندك النيه دى ماحدش بيسلك معاها انا لسه مش عارف امسك ايدها
رغما عن سليمان ضحك زياد ابنه وتربية يده لا يحتاج لأكثر من ذلك كى يتصافا
بضحكة سليمان تأكد زياد من مسامحة خاله له لكن حتى لو حدث فهو بداخله يحمل نفسه ذنب كبير
سأل بتعاطف كبير جنة هترجع امتى
على سيرة جنه تتحرك رأس سليمان وترتفع كأنه يريد أن يثبت قوته أنها لم تكسر كبرياءه بعد
فاقد الشئ يحاول إثباته
فترك الباب وتحرك تجاه المرأه يغلق ازرار قميصه كأنه غير مبالى او مهتم يقول مش هترجع نهائى
قلب زياد شفتيه يحاول كبت ضحكاته وهو يسأل بتهكم نهائى!
ضبط سليمان هيئته يستعد للخروج يظهر انه غير مهتم بإكمال الحديث يقول وكأنه مصر او حتى يملك القدره على ابعادها ايوه نهائى
كان سيخرج من غرفته يترك زياد بها ويذهب لعمله الى ان تخشب جسده وهو يستمع لزياد يقول عن عمد بتلاعب على العموم انا هقابلها كمان شويه اناا وتسنيم
استدار بجسده شيئا فشيئا يقول تقابلوها فين وليه
زياد بمكر عادى بقا يا خالو وبعدين ماتشغلش دماغك بالتفاهات دى دى واحده انت الى قطعت علاقتك بيها واكيد اكيييد مش بتحاول تعرف أخبارها ولا تحركاتها
حمحم سليمان يقول ايوه اه انا ماعرفش عنها حاجه براحتها
خرج سريعا كأنه يهرب منه وزياد يخرج خلفه يضحك عليه يراه قد غادر البيت سريعا ولم ينتظر حتى الفطور
خرج بطريقه للدرج لكنه قابل تسنيم التى خرجت من غرفتها بتأفف اشتاقت بيت والدها وفراشها البسيط مرت فتره غير قليله على مكوثها ببيت الظاهر وللآن لم تتأقلم از ربما ترفض
يسمعها تغلق الباب ولم تراه بعد تردد بمقط استغفر الله العظيم يارب ولا هنعرف ننام فى ام البيت ده
شهقت پصدمه وهى تشعر باحدهم يطوق خصرها بذراعه
اتسعت عينها وهى تدرك أنه زياد يبتسم لها وهو يمشط ملامحها بعينيه يقول باعجاب شديد ما عشان بتنامى لوحدك بالك انتى لو حد رخم زيى كده جنبك كنتى روحتى فى النوم على طول
ابعدت ذراعه عن خصرها تبتسم فى وجهه بسماجه ونفور مردده ممكن بردو عشان هبقى عايزه اهرب من وشك
زياد بخبث طيب شوفتى تعالى نجرب بقا بقالك تقريبا شهر مش بتنامى
تسنيم لأ اجرب إيه انت عايزنى احلم بكوابيس هيبقى فى الحقيقه وفى النوم كمان
تحولت نظراته الماكره لأخرى حزينه وهى سألت هتطلقنى امتى
رفع عينه بها يخبرها ما سيحدث فعليا انا مش هطلقك يا تسنيم حتى لو انتى عايزه
صكت أسنانها تقول پغضب انا عايزه افهم انت بتعمل كده ليه ماتخلصنى وتخلص نفسك
جاوبها ببساطه وصدق انا كده بعمل الصح يا تسنيم انا مابقتش زياد بتاع زمان بقيت بفكر اكتر فكرى انتى كمان هتلاقى إننا اكيد ما اتقابلناش كده وجمعتنا الظروف عشان
تم نسخ الرابط