هوس من اول نظرة ج2
المحتويات
و هو يراها ټضرب الأرض بقدمها و تتمتم بعدة كلمات غير مفهومة لكنه كان على يقين من أنها
تشتمه قبل تختفي داخل الحمام دقائق قليلة ثم خرجت حاملة
بيدها منشفة صغيرة تمسح بها وجهها بطريقة
عشوائية و سريعة...
فتحت علبة المرطب الشفاف لتضع منها على
وجهها بحركات دائرية ثم أمسكت بشعرها
و ربطته إلى الأعلى حتى تسهل حركتها
متجهة نحو غرفة الملابس لترتدي ثيابها
و تذهب إلى المطعم لكن صالح إعترض طريقها
ليوقفها قائلا
إنت حامل على فكرة المفروض تتحركي
بالراحة...
عبست في وجهه و هي تجيبه هاتفة بلوم
إنت السبب لو كنت صحيتني بدري مكانش
داه حالي..إنت عملت كده قاصد صح عشان
نفى برأسه بينما حطت يداه على كتفيها ليثبتها
فهي كانت تنوي متابعة طريقها بعد إنهاء جملتها
و تحدث موضحا
مش قلتلك الأسبوعين اللي عديتهم في الشغل
لحسوا دماغك... إنت ناسية إن النهاردة خطوبة
هشام.
نفخت يارا وجنتيها بضيق و هي ترفع يدها
لټضرب جبينها مستذكرة
إستدارت نحو الفراش و هي تتثاءب قائلة
الخطوبة بالليل يعني لسه بدري... هنام ساعتين
ثلاثة و بعدين هصحى أجهز نفسي .
أمسك صالح معصمها و جذبها لتقف أمامه من
جديد..توترت بشدة و تغيرت ملامحها الساكنة
ليتجلى القلق عليها عندما شعرت بيديه
تحيطان خصرها و تقربها منه حتى أصبحت أجسادهما ملتصقة...ليتلذذ صالح و هو يستنشق
دمدم بنبرة رغم أنها كانت دافئة إلا أنها
بالنسبة ليارا لم تكن كذلك عالاطلاق
الاسبوع اللي طلبتيه عدا خلاص و إنت لسه
مجاوبتنيش
تلعثمت بينما كانت تحاول التملص منه
مش فاكرة...أنا هحاوبك على إيه
أدرك صالح أنها تتهرب منه لكنه رغم ذلك
تجاهل ماتسعى إليه مذكرا إياها من جديد
جف ريقها و شحب لونها و كأنها لأول مرة تسمع
هذا الاقتراح منه طوال الاسبوع الماضي و هي
تتجاهله و تدعو أن ينسى لكن هيهات
هاهو الان يحاصرها بكل وقاحة و يطالبها
بجواب رغم كل ما فعله بها من قبل..
هتف صالح من جديد مستشعرا ما تمر به
من تذبذب لذلك وجب عليه إستغلال الفرصة
خلينا ننسى كل اللي فات و أي حاجة إنت عاوزاها أنا هنفذهالك بس خلينا نبدأ صفحة جديدة
أنا صح وعدتك إني هسيبك بعد ما تولدي
بس مش واثق إنك هتقدري تعيشي من غير
إبنك... إنت مهما كان أم و الام بتضحي بكل حاجة
عشان ولادها.. حتى لو طلبوا حياتها .
إنطلقت شرارات غاضبة من عينيها نحوه
قبل أن تنتفض هادرة بنفاذ صبر فإذا كانت طريقته
في إصلاح الأمور هي إستغلال عواطفها فهو
مخطئ إذن
اديك قلتها عشان ولادها...أي أم مستعدة
تضحي بروحها عشان ولادها لما تكون
جايباهم بمزاجها من راجل بيحبها
و بيحترمها أما أنا فظروفي مختلفة خالص
و هعتبر نفسي متجوزتش اصلا...و إبني لما يكبر
أكيد هيفهم أنا تخليت عنه ليه.. أحسنله يعيش
من غير أم...
أضاف صالح باستهزاء يعني عاوزاه يعيش
يتيم و مامته موجودة و إلا عاوزة ست ثانية هي اللي تربيه و تكبره و يبقى إبنها بدالك ... إنت واعية بتقولي إيه
طبعا لا أنا لايمكن اسيب إبني يعيش مع مختل
زيك أنا بس مستنية الفرصة عشان إهرب
منك و أربي إبنك بعيد عن عالمك الۏسخ..
كانت تلك الإجابة التي دارت في عقلها ودت لو
أنها تستطيع الانفجار في وجهه و قول كل كلمة
كتمتها داخل قلبها لمدة شهور لكنها تراجعت
في آخر لحظة لتجيبه بدلا بأيجاز سعيا منها
لإنهاء هذا الجدال العقيم... لن تعود له
متابعة القراءة