هوس من اول نظرة ج2
دون مرح مردفة
باستهزاء
طب خلي بالك ياعم المروض لا الشرسة
تاكلك...و لو إني مليش في لحم الحمير...
قوس علي شفتيه بشبه إبتسامة على
طريقتها في الحديث قائلا بتأكيد
لا ما تقلقيش... عندي خبرة في التعامل
مع الحيوانات البرية....
زفرت إنجي بنفاد صبر و هي تشعر بأن
وجوده في حياتها قد أصبح يوترها لتلخلص
طب بص من الاخر كده سيبك
مني...لا تعملي فيها مروض وحوش و مستذئبين
و لا جن و عفاريت عشان اللي في دماغك
داه ما ياكلش معايا...صدقني لو حطيتك في
دماغي مش تاخذ في إيدي غلوة و انا بصراحة
مش هاين عليا العيون الحلوة دي ټتأذي...
إنت لسه متعرفنيش كويس ميغركش منظري
أشارت له بأن يقترب منها قليلا ثم همست
بجانب أذنه بصوت كفحيح الافعى
اصل أنا اللي الشيطان بيتعلم مني...ديل
إستقام علي في جلسته ليعود كما كان
في حين لم يزده كلامها سوى تشبثا
بها...
حرك رأسه دلالة على رفضه لمقترحها لتمط
إنجي شفتيها مدعية الأسف عليه قائلة
سلام يا بيبي .
ظلت نظراته تتابعها و هي ترتدي نظارتها
الثمينة ثم جمعت متعلقاتها الشخصية و غادرت
بهدوء بينما عقلها كان مشغولا بنسج خطة
جديدة للتخلص منه كما فعلت بهشام....
في جزيرة سيف.....
توقفت سيلين عن الركض لتنحني بجسدها نحو الإمام مستندة بكفيها على ركبتيها و هي تلهث
ساقيها المجروحتين و كأنها الان فقط وعت
لنفسها انها كانت تركض منذ ساعات ....
رفعت راسها نحو الأعلى ثم دارت حول نفسها
عدة مرات... لا شيئر حولها سوى تلك الأشجار
العملاقة التي تحجب عنها ضوء الشمس...
كانت تجهل موقعها بالضبط فقد مرت بنفس هذا
المكان منذ حوالي نصف ساعة تقريبا و هذا
في هذه الغابة الملعۏنة....
سقطت على ركبتيها غبر آبهة بتلك الاشواك و الاغصان التي إخترقت جسدها جراء إصطدامها
بالأرض... ظلت دقائق طويلة في مكانها
تحاول إستجماع باقي قواها حتى تستأنف
ركضها من جديد بحثا عن أي مخرج من هذا
المتاهة التي علقت بها...
توقفت عن السير لتنتزع بعض الاشواك الكبيرة التي
لتستمع فجأة لصوت زئير...
شهقت بړعب و هي تدير عيناها في جميع الاتجاهات
بحثا عن مصدر الصوت .... يا إلهي هل هربت
كل هذه المسافة لتكون وجبة تلك الأسود المتوحشة
التي يربيها زوجها المختل...
تعالت شهقاتها و هي تبكي پقهر متذكرة كيف
تمكن من خداعها برقته و إبتسامته الساحرة
حتى يوقعها في شباكه... و كيف إستغل مرض والدتها و حاجتها للمال حتى يتسلل رويدا
رويدا إلى داخل عقلها و قلبها حتى أصبح يسيطر
عليها كالدمية ببن يديه....
لطالما خذرها آدم منه عندما أخبرها في أول
لقاء لهما انه لم يكتسب لقب الشبح من
من فراغ...لكن آدم قد قد قتل على يدي زوجها....
زوجها الذي ظنت انه بريئ و انه ضحېة
لعائلة جاحدة و قاسېة... البارحة فقط
قررت أنها سوف تبدأ حياة جديدة معه لكن
يبدو أن القدر كان له رأي آخر ليجعل
الغشاوة تنزاح من أمام عينيها و تكتشف
حقيقته.....
سمعت صوت الزئير من خلفها لتلتف
نحو مصدر الصوت لكنها لم تجد سوى
المزيد و المزيد من النباتات و الأعشاب
فجأة رأت ظلا يتحرك من بين الأشجار
لتحبس أنفاسها بترقب بينما دقات قلبها
كانت تتعالى بصخب مفزع داخل قفصها
الصدري....
ليظهر أمامها سيف بابتسامته اللئيمة
التي كانت تزين ثغره...لم تشعر سيلين
بنفسها و هي تقع على الأرض من شدة
رعبها بعد أن فشلت في الوقوف على
قدميها مكتفية بالتحديق به و هو يتابع
تقدمه نحوها بخطوات بطيئة مستمتعة....
وضعت سيلين يدها على فمها لتكتم
صوت بكاءها من شدة الړعب عندما ظهر
من وراءه أسد ضخم...حركت
راسها بنفي
و هي ترمق سيف بنظرات متوسلة و هي
تتخيل انه قد احضره ليلتهمها....
طقطق سيف أصابعه ثم أشار نحو الأسد بحركة معينة لينصرف مختفيا بين الأشجار كما جاء
قبل أن يلتفت مرة أخرى نحو سيلين و هو يضع
يديه في جيوب بنطاله....
دار حولها ثم توقف وراءها لينحني جاذبا
إياها من شعرها حتى أجبرها على الوقوف....
لم تشعر سيلين بالالم بسبب تخدر جسدها من
شدة الخۏف الذي عانته منذ قليل...اغمضت
عيناها باستسلام و هي تستمع لصوت سيف
الغاضب
عاوزة تهربي مني...
إنهمرت دموعها بعجز و هي تبعد يدها عن
فمها سامحة لشهقاتها بالتحرر...بكت بصوت عال
بعد أن إنهارت جميع حصونها لتلف جسدها
بصعوبة
بظهره بكلتا يديها...حركتها تلك جعلت سيف
يطلق سبابا لاذعا قبل أن يحرر خصلات شعرها
الملطخة بالاتربة و الغبار... ضمھا نحوه مربتا
على رأسها حتى تهدأ... فإرتجاف جسدها لم
يكن طبيعيا و هذا ما جعله يقرر تأجيل معاقبتها
لوقت لاحق... فمهما تظاهر بالقسۏة أمامها إلا
أنها في الاخير تبقى أميرته المدللة....
يتبع