فراشه في جزيرة الدهب بقلم سوما العربي
المحتويات
الفصل الثالث والعشرين
وصلت طائرة الملك للندن ودلف لقصرفخم هناك خصص له كانت زيارة رسمية نقلها التليفزيون وأذيعت على كل وسائل التواصل الإجتماعي ناقش خلالها الملك عدة مشاريع هامة جدا بين البلدين ومرت الساعات..مقابلات تليها إجتماعات الملك لا يرغب في نيل قسط من الراحة...وكأنه...لا يريد الإختلاء بنفسه.
نظر له سفيره بلندن قائلا
تنهد راموس وهو يلقي التقارير الورقيه من يده ثم قال
أريد العمل حتى يغلبني النوم وأنا جالس.
نظر السفير حوله ثم اقترب من الملك و دنا منه قائلا بصوت منخفض
ملكنا بحاجة لبعض الوقت من الراحه و المتعة.
لا أريد.
اعتدل السفير في وقفته عند دخول وزير الخارجية فقال راموس
تعال يا شندهار هل من جديد
كل الأمور تسير وفق رغبات جلالتك يا مولاي لقد أبرمنا الاتفاقية ومن بعدها سنغادر إلى فرنسا ثم ألمانيا ومن بعدها إيطاليا ثم مصر والجزائر و.....
قاطعته أعين راموس الحمراء حين رفع رأسه بحدة فجأة ثم قال
تبادل وزير الخارجية النظرات مع السفير لا يفهمان سبب غضبه فسأل الوزير
ما هي
مصر
كيف
افعل كما أمرتك.
لكن كيف يا مولاي مصر دولة مهمة لا يمكننا فعل ذلك.
شدد راموس على كلماته
أرسل لهم مندوب من الرئاسة أو وفد
هز السفير رأسه مستنكرا ونظر للوزير الذي قال
أقترح عليك التفكير في الأمر مجددا يا جلالة الملك مصر دوله قويه تعتبر أقوى دولة في منطقتها يحكمها رئيس قوي لن يقبل بفعلتنا وربما يتسبب ذلك في قطع العلاقات بين الدولتين وكما قلت لجلالتك مصر دولة مهمة جدا لدرجة أن كل دول المنطقة لديها قواعد عسكرية أمريكية إلا مصر.
وفكر بالأمر هو يعلم أن كل ما قاله وزيره صحيحا فتمكن منه الڠضب فلقد طغى جانبه الشخصي على كونه ملك وصار يتصرف گ المراهقين وكأنه صبي أرعن وتقلد حكم البلاد لدرجة صنع عداوة بينه وبين البلد التي تحمل جنسيتها فتاة رفضته.
ضاقت عيناه و زفر پغضب شديد وهو يلقي الأوراق من بين يديه
جن جنون عاصم ...تلك السيدة مستفزة بأمتياز أنها نفس المرأة التي قضمت لحم كتفه منذ ثانيه وقبلما تنتهي منها كانت تصرخ وتحسبن عليه داعيه الله أنها يسخطة بقدرته.
لم يشعر عاصم بنفسه إلا وهو يقذفها بأحد الأطباق فقذفته على الفور بفازة خزفية قديمة الطراز ليسقط عاصم على الأرض فاقد النطق والحركة.
هيييييييييي
شهقت بفزع حتى أستقامت نص إستقامة على الفراش.
أخذ الأمر منها وقت تعدى الدقيقتين حتى تستوعب ...الأصوات المألوفة للباعة المتجولين في الشوارع مع صوت مكينة قطع الأخشاب في ورشة صناعة الأثاث و صوت أولاد الجيران العالي وهم يلعبون كل تلك الجلبة التي لطالما أشتكت منها قديما أضحت أصوات مطمئنة لها تخرجها من كابوسها المتكرر تخبرها أنها بأمان وقد عادت للديار.
بدأ تنفسها يهدأ شيئا فشيئا وهي تطلع حولها لأثاث غرفتها تغمض عينيها متذكرة الحرملك وسرائره ثم الغرفه التي خصصت لها فيما بعد.
بللت شفتيها تسحب نفس عميق وقد أيقنت خطۏرة إيلاف النعم...لقد حذر منها المولى عز وجل وهي لم تكن تدرك...ربما كان عليها خوض تلك الرحلة.
عند هذه النقطة من التفكير ارتخى جسدها على الفراش وعادت تتكئ بظهرها على الوسادة تنظر لكفها لتجد إبرة قنينة الترويةكانيولا.
وجسدها كله متعب ومجهد لكنها مازالت بملابسها تلك التي أبتاعتها لها تلك الفتاة وشقيقها.
في تلك اللحظة دلفت حوريه تحمل في يدها كوب عصير مثلج.
أبشر وجهها وهي ترى رنا جالسه نصف جلسه على الفراش فتقدمت متهلله
رنا...أخيرا فوقتي.
هو أنا بقالي أد إيه كده
تلات أيام
ياااه.
أنتي ايه اللي حصل معاكي كنتي فين وماكناش عارفين ليه نكلمك ولا أنتي حتى حاولتي تكلمينا أو حتى كنتي تعرفينا بمعاد رجوعك بدل ما تبقي لوحدك ولا حد يجيبك ومين كمان الي وصلك ده.
أغمضت رنا عيناها تشعر بعودة الدوار لرأسها بسبب سيل الأسئلة التي إنهالت عليها به حوريه .
شعرت حورية بخطئها وتسرعها فهمست
ماعلش انا نسيت انك لسه تعبانه..بس احنا كنا قلقانين عليكي قوي.
عادت رنا تبلل شفتيها ثم همست
هاتيلي أشرب
ناولتها حورية الماء فشربت حتى أرتوت ثم أكملت
قولي لي الأول الولد والبنت اللي وصلوني قالوا لكم أيه
قالوا إنهم قابلوكي في الشارع وكنتي تعبانة فوصلوكي.
الحمدلله.
هوفي حاجة تانيه ولا أيه
هحكي لك كل حاجة بس مش دلوقتي..خديني يا حوريه أشم هوا في البلكونة .
حاضر.
ساعدتها حورية لتصلب طولها ثم تقدمت تساندها خطوة فأخرى حتى وصلت للشرفه تسحب نفس عميق مبتسمة ثم قالت
تصدقي هوا المنطقة وحشني
تعجبت حورية وهي تتذكر رنا القديمة ومقتها من الحي بمن فيه فقالت مستعجبة
سبحان مغير الأحوال
ضحكت رنا بتعب وأكملت
اه والله حتى لعب العيال وصوت منشار تقطيع الخشب بتاع ورشة زيدان ابن الحاج شداد وحشتني ده انا حتى وحشتني خناقات زيدان الكشري تخيلي ..عامل حس للمنطقة والله.
زاغت عينا حوريه على السيرة بينما أكملت رنا
ده عليه فتحة مطوة مش على حد أنا فاكرة آخر حاجة حصلت قبل ما أسافر كان ماسك في خناق واحد...أيه ده في أيه هو واقف يبص علينا كده ليه ايه ده هو بيزغرلنا بعينه كده ليه ...أنا خۏفت.
لم تكد تنهي جملتها حتى صدح هاتف حورية باتصال وأخرجته من جيب بنطالها لتجد رنا ان أسمه يضيئ شاشة هاتف حوريه فسألت
ايه ده
لم تملك حوريه الوقت للتفسير بينما الرنين مستمر ينتهي ويعود بإلحاح فأضطرت ان تجيب لتواجه أذنها صوته الصارخ
ما تحطي زفت طرحه على شعرك ولا أدخلي أصلا من البلكونة بدل ما أطلع لك.
تركت حورية يد رنا وحاولت إستجماع قوتها والرد بالشخصية الجديدة التي عاهدت نفسها أن تصبح عليها فهتفت پحده
وأنت مالك.
أتسعت عينا رنا منبهرة ومتفاجئة بينما هتف زيدان بهياج
أنا مالي طييييييب.. أنا هطلع أعرفك ان كان مالي ولا لأ.
أغلقت حورية الهاتف على الفور تراه يتحرك مغادرا الورشة فسحبت رنا معها تقول
تعالي ندخل بدل ما يطلع لنا.
ويطلع لنا ليه هو ماله بينا ده حيالله اخو خطيبك.
جذبتها حوريه للداخل وهي تردد
مالي مايعرفش يقول عدس
جلست رنا على طرف الفراش وسألت
هو في ايه يا بنتي والتحش ده ماله بيكي بيزعق لك كده ليه
جلست أمامها حورية وقالت بينما تنظر أرضا
أنا اتجوزت التحش ده
أييييييييه
دكتور بسرعه معانا واحد متعود
هرول لعندها احد المسعفين يحمل عاصم منها في حين تقدم زميله يقول
لازم حضرتك تملي الاستمارة دي وتدفعي مبلغ تحت الحساب
هااااااا
انفتح فم كل من وفاء و والدتها على أخرهما مما سمعوه ولم تجد وفاء بد من ان تهز رأسها موافقه.
فقرصتها الأم من كتفها تردد
يعني كان لازم مستشفى خاصه يابنت بارم ديلو...مالها مستشفى أبو الريش الدكتورة شهيرة هناك بسم الله ما شاءالله إيديها تتلف في حرير...يالا ألبسي بقا
يعني كنتي عايزاني أخده مستشفى حكومي انتي عارفه ده ابن مين في البلد.
مصت الأم شفتيها وقالت بنزق
هيكون ابن مين يعني مش كفايه نص كيلو البن الي كبستي له به الچرح بتاعه والشاش ماحنا كنا جايين المستشفى.
يعني كنت أسيبه ېنزف على ما أوبر ييجي
اه يا نااااري...ماتفكرينش.. طالبه له عربيه خصوصي..فلوسك كتيره ياختي
جن جنون وفاء وقالت بهياج
يا أمي الله يهديكي أنا عايزه اعرف أنتي بتفكري أزاي...انتي شكلك كده لسه مش مستوعبه الي احنا فيه...ومش عارفه فتحنا دماغ مين ناهيكي عن انه رئيسي في الشغل..مش مشكله دي...بس الراجل إبن عصمت فرحات ..امه رئيس جهاز الكسب غير المشروع يعني من بكره الصبح تودينا ورا الشمس.
ضحكت الأم ساخرة تردد
خليها تودينا أقلها نتدفى قال كسب غير مشروع قال ...ده احنا على رأي المثل إيش ياخد الريح من البلاط..الحمدلله على فيض الكريم لا مكسب ولا خسارة.
وهما دول هيغلبوا.
انتفضوا منتبهين على صوت موظفة الإستقبال وهي تردد
مطلوب ٣ آلاف جنيه يا فندم
هااااا
٣الاف جنيه
فتقدمت أم وفاء تقول
لأ ماهو الجدع ده احنا مانعرفرش ده صعب علينا بس... ندفع له الحساب كله مره واحده ليه وبعدين هو مش المفروض الحساب كله يبقى وهو ماشي.
أبتسمت الموظفه تخبرهم
لا ده تحت الحساب يافندم مش كل المبلغ.
نعم ياضنايا
كادت أم وفاء ان تصرخ في وجهها لولا وفاء التي تدخلت بحسم
خلاص يا ماما.
صدح صوت الأم تهتف بصخب
انتي مش سمعاها بتقول كام ده چرح خمس ولا سبع غرز كنا رحنا لأبو سلمى على الناصية عملهولنا أنا غلطانة إني مشيت ورا شورتك.
أبو سلمى ايه بس هتبطلي هزار أمتى.
ماهو اصل أنا عارفة الأشكال دي ل....
يالهواااااااااي.....لولولولي...أزغرد..أزغرد ياما احنا في مصېبة...أسكتي أبوس أيدك..أنا هدفع..أسكتي.
صمتت الأم مرغمه تكبت كلام كثير ودت البوح به لينفس عن مراوحها و وقفت تتابع على حبة عينها ابنتها التي سألت
طب أنا مش معايا فلوس في جيبي ممكن أحولكم على فودافون كاش
اوكي.
فأنهت وفاء الأجراءات سريعا ثم قالت
خلاص تمام كده..خدوا بالكم منه وابقوا اتصلوا بأهله...سلام عليكم
أستني يا...
حاولت موظفة الإستقبال إيقافها لكنها تمسكت بيد ولادتها ولاذت كل منهما بالقرار
جلس بورشته يهز ساقيه بتوتر شديد ثم وقف يلف حول نفسه ثم عاد وجلس ليقف من جديد ويدور بالمكان ثم يعاود الجلوس
فدلف والده ليراه جالس هكذا متوتر..نظر له بجانب عينه ثم تقدم يجلس خلف المكتب على الكرسي الرئيسي وباشر متسائلا
أخبار الحسابات ايه
التف زيدان ونظر له پجنون فعاود شداد السؤال
هو أنا مش بكلمك يابني ما ترد عليا عيب كده
هو ده وقته يابا
الله...ومش وقته ليه مش أكل عيشنا ده
مسح زيدان على وجهه بعصبيه ثم قال بلا مواراه
وأنا الي فاكرك جاي تكلمني في موضوع حوريه.
جعد شداد مابين حاجبيه يتقن الجهل التام وسأل
حوريه اه مالها هو حصل حاجة
يا حاج ...ماتجننيش بالله عليك
الله هو
متابعة القراءة