هوس من اول نظرة ج2

موقع أيام نيوز

كانوا في الداخل 
حاول صالح ان شرح لهما الوضع و أخبرهما 
بأنه سوف يسافر إلى مكان بعيد و لن يستطيع 
المكوث معهم في المنزل و لكنه سوف يزورهم
من وقت لآخر....
كان سليم سليم عابسا بينما ريان يمسك 
نفسه بصعوبة حتى لا يبكي...حتى أنهما 
لم يستمعا لكلام والدتهما عندما طلبت منهما ان يقبلا جدتهما و أخبرتهما كذلك أنها أتت خصيصا لكي 
تراهما.. 
رمقها سليم بجمود ثم إقترب من والده أكثر 
ليلتصق به و كأنه خائڤ ان يختفي كما في 
الماضي أما شقيقه فصاح پبكاء و هو ينفض 
يدها عنه 
إبعدي عني.. انا مش عاوز أبوس حد 
انا عاوز بابي و بس... إنت هتخليه 
يسافر بعيد و نرجع من غير بابي ثاني.. 
زين و يارا و عمر و لوجي كلهم عندهم بابي 
و دايما معاهم...زين قلي إن باباه عمره ما سافر 
ليه إحنا بس اللي بابي يبعد عننا انا مش عايزه 
يسافر عشان خاطر ربنا يا مامي خليه معانا...
اضاف سليم مؤيدا كلام شقيقه لكنه كان
أكثر تماسكا منه فهو لم يكن يبكي مثله 
أيوا يا مامي خليه معانا... هو أصلا بيقعد 
طول الوقت برا و كمان لما ييجي بيقعد 
في أوضته... لو سمحتي يا مامي هو إنت 
ليه مش عاوزة بابي يقعد معانا داه حتى 
جابلك هدايا كثير... المفروض تسامحيه .
بهتت هدى و حدثت في يارا التي كانت 
تخفض رأسها دون أن تبدي ردة فعل بينما 
كان صالح يحاول النظر إلى أي شيئ 
سوى إلى صغاره اللذين أحرجوه أمام 
عمته... هتف و هو يفرك عنقه بخجل 
إنتوا تعلمتوا الكلام داه فين أم إبراهيم 
دي طلعت مدرسة بجد...
نفخ بإرهاق انهك عقله و قلبه و هو 
ينحني إلى الأمام حيث كان صغيريه
يقفان إلى جانب بعضهما ليحدثهما بحزم 
سليم... ريان إحنا مش إتكلمنا جوا من شوية
و فهمتكوا إن بابي عنده شغل و لازم أسافر 
و إني هاجي أزوركوا كل شوية... لازمته إيه 
الكلام داه إنتوا عارفين إني بسافر 
عشان أشتغل و اقدر أشتريلكوا لعب حلوة 
و هدوم...
سليم و ريان بصوت واحد 
إحنا مش عايزين حاجة غيرك... طب لو 
هتسافر ينفع نروح معاك...
صالح بلوم و نسيب مامي لوحدها.. 
سليم مقترحا ببراءة خليها تيجي 
معانا...
زفر ييأس و هو يمسح وجهه پعنف لا يدري 
ماالذي سيفعله فطفليه عنيدين و يبدو أنها
قد ورثا هذه الصفة منه و لا يربدان الاقتناع 
بسهولة... لكن كيف سيستطيع أن يقنعهما 
بشيئ هو بنفسه غير راض عنه لكنه يفعل 
ذلك من أجلها...
ضمت هدى شفتيها و هي تبكي بصمت 
حزنا على الصغيرين اللذين يحاولان 
بكل براءة أن يجعلا والدتهما تعدل عن 
رأيها... لا يربدان ان يعودا يتيمين 
كما في الماضي لكن يارا يبدو من 
وجهها انها مصرة.. وقفت من مكانها 
لتنسحب من هذه الجلسة التي أتعبت اعصابها و هي تخفي وجهها بكفيها حتى لا يروا دموعها...
أغلقت باب الجناح وراءها ثم إنفجرت 
باكية... تشعر و كأنها بين المطرقة و السندان 
الجميع يعارضها حتى طفليها...و ما يجعل 
شهور الذنب بداخلها يكبر هو أن صالح 
يحاول إرضائها و إقناع الجميع بقرارها 
و الدفاع عنها..
جلست على طرف الفراش و هي 
تحاول تذكر ما حصل منذ يومين عندما 
كانوا في مدينة الألعاب. حيث كلف صالح 
بعض الحرس بمراقبة الصغيرين و إختيار 
الألعاب المناسبة لهما ليستطيع التحدث 
مع يارا بهدوء...
فلاش باك.......
صالح بتردد انا كنت عاوز اتكلم معاكي 
في موضوعنا... اقصد في حياتنا انا 
حابب إنك تديني فرصة عشان نبدأ حياة 
جديدة و ننسى الماضي.. عشان الاولاد 
و كمان عشانا .
رفع رأسه يرمقها بترقب ليلاحظ 
دهشتها من كلامه قبل أن تجيبه 
على الفور 
يعني إنت جايبني هنا عشان 
تطلب مني إني انسى اللي فات 
و نعيش حياة جديدة.. صح. 
صالح بتبرير بعد أن لاحظ تصاعد 
ڠضبها أيوا عشان مينفعش نكمل 
حياتنا كده عايشين زي الغرباء
في
تم نسخ الرابط