هوس من اول نظرة ج2
المحتويات
الفصل الثالث عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
علمت سيلين في تلك اللحظة أن سيف
كان في طور الدخول في إحدى نوبات غضبه
لذلك يجب عليها التصرف في الحال...إما أن
تتحمل ما قد يصدر منه من عڼف حتى تهدأه
و إما أن تنسحب الان و تعود في وقت
آخر عندما يعود لطبيعته....فكرت ان الحل الثاني
بليث هائج رفض حتى أن يستمع لها بل إستمر
في دفعها إلى خارج جناحه بكل قسۏة و عڼف...
قلبها كان ينبض پعنف داخل قفصها الصدري
و لم تستطع تمالك نفسها لټنفجر باكية من
فرط شعورها بالخزي و الإذلال و هو يطردها
من جناحه و كأنها حشرة قڈرة...دفعها لتسقط
ظلت سيلين مرمية على الأرض لدقائق طويلة تنظر
إلى الباب الموصد بعيون دامعة تنظر متى
سيفتح من جديد و يطل سيفها ليأخذها
بين أحضانه كما يفعل دائما...إحساسها الان
كان يشبه ذلك الذي راودها منذ أشهر قليلة
يوم وصولها إلى مصر.
كانت وحيدة ضائعة بلا سند تنتظر المجهول
بمثابة الاب و الأخ و الحبيب و الزوج...رغم
نوبات جنونه التي تصيبه من حين إلى آخر
بسبب غيرته التي لم تجد لها حلا رغم محاولاتها
الكثيرة إلا أنها لم تحرز أي تقدم...
كان يمنحها كل شيئ بلا حدود الحب الأمان
الحنان و كذلك الهدايا و الأموال.. لكن المقابل
كان يفوق قدرتها الضئيلة فهو بطبعه الاناني
يجن جنونه و يقيم الدنيا إذا إبتسمت في وجهها
حتى...لا تنكر أن غيرته عليها و إحتياجه الدائم
لها أرضى غرورها الانثوي فكل إمرأة تريد
أن ترى الاهتمام في عيون من تحب لكن كما
يقال إذا فاق الشيئ عن الحد إنقلب إلى الضد
و هذا تماما ما حصل في علاقتهما.
الغيرة المفرطة و الهوس الذي يعاني منهما
وهي كانت مدركة جيدا لذلك و سعت
كثيرا لإيجاد حلول حتى تخفف من مرضه
لكنها كلما ظنت انها نجحت يحصل شيئ ما
يعيدها إلى نقطة الصفر... سفرتهما إلى
تلك الجزيرة كانت أروع من الخيال رغم وجود
تلك الأسود المزعجة لكن ما رأته من سيف جعلها
مستعدة لتفديه بحياتها لو تطلب الامر...حبه
تمنت فقط لو أن كان يثق فيها و لو قليلا
كل شيئ كان ليتغير.
حركت قدميها بصعوبة لتقف مستندة على
الجدار بعد أن فقدت الأمل من عودته
لابد أنه غاضب الآن لكن لا بأس سوف يهدأ
و يعود إليها ليعتذر لها كما يفعل دائما.
مررت كفيها على وجنتيها لتمسح دموعها
ثم رتبت ملابسها و هي تسير بإتجاه الدرج
مقررة الخروج الحديقة عل الهواء النقي يحسن
قليلا من نفسيتها...تمنت أن لا تجد والدتها
أمامها حتى لا تسألها لأنها سوف تكتشف
ما حصل و هي طبعا لا تريد أن تحزنها
اكثر...إلتفتت بجسدها لتلقي نظرة اخيرة على الباب و هي تتوعده بداخلها أنها لن تسامحه بسهولة
لن تضعف أمامه هذه المرة و لن تتأثر
بكلامه المعسول و عيناه الساحرتان و لا بإبتسامته
التي تفعل بها الافاعيل...كانت تحدث نفسها
و تتخيله و هو يعتذر لها و لم تنتبه أنها كانت
تتراجع إلى الخلف حتى شعرت فجأة بفراغ الدرج
تحت قدمها...صړخت بأعلى صوتها منادية
باسم سيف بينما
إمتدت يداها لا إراديا محاولة الإمساك بالدرابزون
لتنقذ نفسها بعد أن أيقنت أنها على وشك السقوط
من الدرج... لكن و لسوء حظها كان الأوان قد فات....
كل ما شعرت به بعدها هو ألم فظيع حتى ظنت
أن ظهرها قد إنقسم إلى نصفين بعد أن إرتطم
بإحدى درجات السلم في الأسفل ثم
تزحزح ليستقر بآخر درجة من النصف الأول
من السلم...مصطدما بالحائط وراءها
...دموعها سالت
بصمت
متابعة القراءة