فراشه في جزيرة الدهب
به و رنا تترك جسدها لهم يحمموها و يغيروا لها ملابسها بعدما كانت رافضه رفض قاطع لكل ذلك.... ربما عليها تغيير بعض قوانينها و مبادئها أن أرادت البقاء على قيد الحياة و الخروج من هنا.
انتهوا من وضع ذلك الفستان الوردي الرائع على جسدها وبدأت مرحلة تمشيط الشعر والتعطير... أبتسمت رنا بحزن...يعتقدون أن صمتها تعالي وتكبر.
خرجت رنا على الملك الذي لم يجاهد في إخفاء الاعجاب الناطق بعينه و هو يراها بكل هذا البهاء أمامه.
ابتسمت هي الأخرى و تقدمت منه تشبك يدها في يده الممتدة لها بترحاب و قد قررت أن القليل من الصمت و الطواعية لن يضر
الصړاخ و التمرد لم يجدوا معها بأي نفع بل أوشكا على إذهاق روحها .
جالت عينا راموس على جسدها الغض الذي حكم قماش الفستان و زادها إغواء.
أحكم الغطاء الموضوع حول صدرها يخفي الفستان المكشوف ثم خرج بها باتجاه موكب الحرس الذي سيقوده للمكان المنشود.
لمحت رنا أنجا تقف في شرفه و ماديولا في شرفه أخرى كلها مطلة على حديقة القصر.
سارت مع الملك لموكب سياراته و بعينها نظرة موعودة غير مفهومة لا معنى لها سوى ويلكم مني جميعا
خرج في الليل يهيم في الشوراع على وجهه و بنهاية المطاف ساقته قدماه لذلك المقهى الذي اعتاد صديقه الجلوس عليه.
تقدم بلا سلام أو كلام يجلس لجواره
نظر له صالح بصمت ثم صفق بيديه للصبي الذي تقدم يردد
أوامر يا كبير
شيشة الملعم يا حته و هات له واحد عناب.
أنصرف الصبي يجهز الطلب فيما نظر صالح لزيدان يردد
نظر له زيدان بتجهم ثم قال
وحياة أمك أنا ما ناقصني تريقتك و لا كلامك ده عندك كلمة حلوة قولها مش عندك أسكت حبه أنا أصلا مش عايز أتكلم.
لأ واضح.. أنت اتفتحت فيا زي البلاعة وتقولي مش عايز أتكلم.
صمت صالح ثواني وهو ينظر له بجانب عينه بينما يسحب انفاسه من مبسم أرجيلته ثم قال
ياما قولت لك.. أقطع عرق وسيح ډم...هتفضل في وضع التسبيل ده لحد أمتى.
الكلاك على نسوان...أمووت أنا.
نظرا لصديقهم الثالث و الغائب دائما ثم قال صالح
جلال باشا الزيات نزل من قصره وجه يقعد معانا على القهوة في مصر القديمه ده شرف عظيم والله.
نظر له جلال بجانب عينه ثم قال
مش هرد عليك... أنا مابردش على رجالة
طول عمرك جاي في أي حاجة فيها حريم
أنا كده فعلا...الكلام على مين
نظر زيدان لصالح ولم يجيب كأنه لن يصرح فقال صالح
لا ده احنا بنتكلم في العموم يعني و بقوله إن للناس تحب الراجل الناشف المخلصاتي إلي ياخدها يرزعها بوسها تجيب لها إرتجاج.
زم جلال شفتيه يتصنع التقزز ثم قال
بيئة وجلف ..النسوان دول دلع و حنية وإحساسيس حلوة.. إيه إلي بتقولوا ده.. المزة من دول تيجي بهدية... بفسحه ... بوكيه ورد شيك وتبقى جنتل مان معاها كده.
اشاح صالح بيده يردد بقوة و تعصب
هو إيه إلي دلع و جنيه و إيه يا اخويا ورد...طب بذمتك دي أشكال تشيل ورد
نظر جلال لهيئتهما الضخمه و ملامحهم المتجهمة كرجال المذبح ثم ردد بيقين
لأ
يبقى تكتم قال ورد قال.. أهو ده اللي كان ناقص.
مر الكثر وهو للأن لم يعد...وقفت في الشرفه تطلع للشارع .. تراقب المارة علها تراه من بينهم.
دلفت للداخل بعدما خاب أملها للمره المئة.
رغما عنها تذكرت رشا و طريقة حديثها اليوم لا تعلم لما تشعر بالضيق من تصرفها .
وقفت بلهفة دون أن تدري وهي تستمع للمفتاح يدور بباب الشقة.
تقدمت تنوي الاعتذار على چرح لم تقصده...باتت ترى أنه لا يستحق ما يقال عنه ..تنوي الحديث معه لكن...
تخشى عصبيته تتوقع بل هي شبه موقنة أن رد فعله سيكون عصبي غاضب .. زيدان بالأساس رجل صدامي حاد الطبع متحفز دوما للعراك.
ولكن......
أتسعت عيناها و هي تبصره يتقدم منها وبيده باقة ورد حمراء يحملها بيده.
يتقدم منها بحرج و تردد ...واضح أنه يفعل ذلك لأول مرة.
حمحم بخشونة و فاجئها حين قال
حقك عليا.
صمتت برهبة ... ماذا هل هو من يعتذر لها .
تقدمت منه تقول
زيدان.. أنا إلي...
لم يتركها تكمل جملتها و قاطعها يبتسم
أول مرة أسمع أسمي حلو كده.
بلل شفتيه ثم قال بمهادنة
حورية.. أنا مش پخوف زي ما الكل فاكر.. يعني..جربيني.
كان يتحدث بحرج كما لو أنه مکسورة عينه.. يتكلم بلا استحقاق أمام حورية المتفاجئة من حديثه.
كادت أن تصرخ وتجيبه أنه على العكس تماما لكنه لم يترك فرصه كأنه يحفظ الكلام ويخشى أن ينساه فأكمل
احنا مش كنا أتفقنا إننا نبدأ من الأول صح
هزت رأسها إيجابا موافقة فوضع يده بجيب بنطاله و اخرج منها علبه مخملية زرقاء صغيرة..فتحها و اخرج منها محبس من الذهب و آخر من الفضة.
نظر لها بترقب و سأل بأعين مهتزة
موافقة
هزت رأسها إيجابا تبتسم..أرتجع صدره من شدة الفرحة...موافقتها على ارتداء خاتم خاص به تعني الكثير ...تناول الخاتم في يد كي يلبسها أياه لكن قاطعه جرس الباب.
نظرت له وقالت بحماس
يالا
استني أشوف إلي على الباب الأول.
هزت رأسها موافقة وذهب هو يفتح الباب ليبصر أمامه رجل طويل الجزع عريض المنكبين يرتدي بذله رسمية فاخرة و رائحة عطرة القوية عبأت جوانب البيت و عليه إبتسامة لبقة لا يراها إلا على وجوه الممثلين.
نظر له زيدان بجهل وجبين مقضب يسأل
أمر
مش ده منزل أنسة حورية
تقدمت بعدما أستمعت تردد إسمها لترى من هذا الذي يسأل عنها.
تجهمت ملامحها وهي تردد بإستغراب
أستاذ عاصم!!