الشيطان المتملك الجزء الثاني
المحتويات
للكلام داه... هبة عندي بالدنيا
كلها و ميهمنيش رأي حد حتى لو رأيك... أنا
حوصلك لباب المكتب... الساعة داخلة على
واحدة زمانه بابا و إخواتي مستنيينك
على الغدا.....
أحاط كتفيها بذراعه ليرغمها بلطف على
المشي بجانبه و يوصلها نحو باب المصعد
لتلتفت نحوه فريدة مرة أخيرة قبل أن
تدلف و تهتف بوعيد مش حسيبك
حياتك و عيليتنا خالص و يا أنا يا هي بنت منصور....
حرك عمر رأسه باستسلام و هو يودعها
باشارة من كفه قبل أن يغلق أمامه باب
المصعد.... تنهد لينفث كل تعبه و إرهاقه
و غضبه الذي تمكن منه رغم تصنعه
الهدوء إلا أن والدته في كل مرة تحدثه
فيها توقظ جميع آلامه و أحزانه التي
يبذله حتى لا ينفجر أمامها مخبرا إياها
بالحقيقة و أنه هو من يعاني مشاكل
في الإنجاب و ليس زوجته المسكينة
التي تضطر في كل مرة تحمل كلامها
السام بصمت....
رجع سريعا نحو المكتب ليطمئن على
هبة و التي رسمت على وجهها بتسامة
مزيفة على وجهها كعادتها حتى لا تشعره
أشار لها بأن تتبعه لمكتبه....
دخلت هبة لتجده يجلس على الاريكة
ناكسا رأسه باحباط كمن يحمل هموم
الدنيا على كتفيه... رفع عينيه نحوها
يتأملها بعشق مفرط
إبتسمت هبة على تصرفه فهذا مايفعله
عمر دائما عند إحساسه بالضيق
قائلا مش عارف مين غيرك كنت حعمل إيه
حتفضلي مستحملة لغاية إمتى و انا واقف
كده بتفرج عليكي و مش عارف أعمل حاجة
بس للاسف انا.
أجابته هبة و هي لاتنكر تضايقها الشديد
من كلام والدته لكن حبها لعمر يجعلها
تتحمل و تتناسى رغم تأثير كلامها على
نفسيتها لكن ما باليد حيلة كما يقال
فلو كانت غيرها لما سكتت هبة و لكانت
اوقفتها عند حدها....
معلش يا حبيبي دي بردو مامتك و إنت
عارفها كويس بلاش تزعل نفسك انا
للدكتور .
جذبها عمر برقة لتجلس بجانبه
على الاريكة ليقبل كلتا يديها هاتفا
بحسم انا حعدي عليهم المساء بعد
الشغل و حبقى أفهمهم الحكاية خلي الكل
يعرف إن ملكيش ذنب و إن إنت اللي متحملاني
و صابرة عليا بالرغم من أنا... .
توسعت عينا هبة بفزع لتقاطعه هاتفة برجاء
إوعى تعمل كده يا عمر عشان خاطري
يعرف عننا حاجة غير كاميليا و شاهين بيه....
ارجوك خلينا كده أحسن انا مش حستحمل
إن أي حد يقول عليك كلمة وحشة اوو....
قاطعها هو الاخر داه بردو نفس إحساسي لما
حد يتكلم عليكي زي ماما من شوية
أنا كنت ماسك إيدي بالعافية عشان مقلهاش
الحقيقة.... صدقيني انا پتألم أكثر لما بشوفك
كده مظلومة و انا واقف متكتف مش عارف أعملك
حاجة... هبة إنت مراتي يعني من واجبي إني
أحميكي.... كفاية إنك تحملتي كل السنين دي
علشاني...آن الأوان إني أتحمل عنك شوية...
هبة و هي تنفي برأسها لا يا عمر مفيش
داعي ارجوك مش عاوزة مشاكل.... و إن كان
عليا انا خلاص تعودت يعني...
عمر بنبرة مټألمة مفيش حد بيتعود على الألم
يا بيبة....خلينا ننسى الموضوع داه
مما يشعر به...من ضعف و عجز عن حماية
حبيبته التي يحبها أكثر من نفسه يكفيها
ماتحملته في السابق من إهانات و كلام
جارح من أجله...
يشعر بعودة الهدوء لجسده المتشنج
تدريجيا و قد عزم بداخله على إنهاء
معاناتها و قول الحقيقة...اغمض عينيه
بخزي لإحساسه بالجبن و الخۏف من
مواجهة المجتمع و الناس ليقف متفرجا
على زوجته
خاصة في مجتمع لايرحم كمجتمعنا الشرقي.
في مكتب شاهين.....
تأففت كاميليا للمرة العاشرة منذ أن دخلت
للمكتب.... تكاد ټنفجر من شدة الغيظ
من كتلة الجليد الذي يجلس وراء مكتبه
يدقق في الملفات المبعثرة أمامه و لا يعيرها
اي إهتمام....
شاهين لو سمحت أنا بكلمك.... ليه مش
بترد
متابعة القراءة