الشيطان المتملك الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

صلاة الظهر...
في فيلا عمر الشناوى....
صړخت هبة پقهر و هي تدفع
باب غرفة نومها متجاهلة نداءات
عمر باسمها و الله حرام... انا إستحملتها
كثير و هي عمالة بترمي كلام زي
السم يمين و شمال... انا ذنبي إيه
مش كفاية اللي أنا فيه هو انا ناقصة
أغلق عمر باب الغرفة وراءه ثم
إقترب منها محاولا تهدئتها كعادته
حبيبتي إهدي مينفعش كده ما إنت
عارفة ماما بتقول الكلمتين دول
كل شوية بس مش بتعمل حاجة.
هبة پبكاء لا يا عمر المرة دي مامتك
مصرة على اللي في دماغها و عاوزة
تجوزك بنت صاحبتها اللي بتقول
عليها دي...مش بتسيب فرصة إلا
و بتعايرني عشان لسه ربنا مكرمناش
و رزقنا بحتة عيل يملأ علينا حياتنا .
إنكمشت ملامح عمر و بان عليه الحزن
ليردف بنبرة مريرة تخفي ورائها إنكساره
قلتلك قبل كده خليني اقلها
الحقيقة... إن انا اللي.. مبخلفش...
أسرعت نحوه بخطوات متعثرة
لتقف أمامه واضعة يدها على
ثغره تمنعه من إكمال كلامه قائلة
بصوت متحشرج وهي تنظر داخل عينيه
مش عاوزة اسمع الكلام داه ثاني..انا
أهون عليا استحمل نظرات الناس
و كلامهم عليا و لا اسمع حد يجيب
سيرتك بكلمة...
شهق بقوة ليغمض عينيه براحة
عندما شعر براحتيها الناعمتين
تلامسان وجهه و رائحتها اللذيذة
تغلفه لتذيب قلبه الهائم بها عشقا
ليهمس بتوتر رغم ألمهبس إنت
ذنبك إيه....انا السبب في ألمك و
حزنك داه...الناس كلها لازم تعرف
إن إنت ملكيش ذنب...
قاطعته مجددا متقولش كده مافيش
حد له ذنب في اللي حصل داه قدر
ربنا.. إحنا نصبر و و ندعيه وهو اكيد
حيعوض صبرنا خير....
أومأ لها بإيجاب لتجذبه هبه لها
لتريح رأسه على كتفها مخففة عنه
بعضا من آلامه التي يختزنها داخل
قلبه المتعب منذ سنوات....
في فيلا الألفي....
تركض كاميليا وراء إبنيها التوأم آسر و أسيل
كعادتها محاولة الإمساك بهما بعد أن رفضا تناول
وجبة الخضروات الخاصة بهما و التي
تحرص كاميليا على إعدادها لهم كل يوم
و إجبارهما على تناولها....
بينما يجلس فادي الذي بلغ من العمر
سبعة سنوات على اريكة الصالون
يتناول صحنه رغما عنه.. و على وجهه
علامات التقزز...
إلتفتت نحوه كاميليا لتجده يرفع
الشوكة ببطئ نحو فمه و يغمض
عينيه حتى يتناول ما بها دون النظر
إليها..
صړخت بصوت لاهث بعد أن شعرت
بالتعب من الركض وراء الأطفال
حتى إنت يا فادي... و انا اللي بعتبرك
الكبير العاقل اللي بينهم اللي يشوفكم
و إنتوا عاملين كده بيقول بعذبكم.
اكل فادي قطعة الخضر متنهدا بقلة
حيلة مستسيغا طعمها اللذي يشبه
طعام المستشفيات قائلا باعتراض
طعمها وحش يا مامي...اصلا مفيش
حد عاقل بيحب الخضار .
أكمل كلامه بنبرة هامسة لتبرق عينا كاميليا
پغضب لتهدر إنتوا لسه صغيرين
و مش عارفين... الخضار اللي مش عاجباك
دي فوائدها كثيرة خاصة للأطفال...عشان
كده....
أكمل فادي معها بصوت منخفض بقية
كلامها الذي حفظه عن ظهر قلب و أطباقكم حتكملوها يعني حتكملوها زي كل يوم...مش كفاية
حرمت نفسي من شغلي و مستقبلي و قاعدة في
البيت عشانكم....يا رب صبرني انا كان مالي و مال الجواز و الخلفة كان يوم اسود.. .
نظرت حولها باحثة عن المشاغبين
الذين لم يتجاوز عمر الواحد منهما
سنتين و النصف و اللذين بالكاد يستطيعان
المشي جيدا لتجدهما يقفان وراء والدهما
الذي كان قد وصل منذ بداية وصلة
ردحها اليومية....
إبتلعت ريقها بصعوبة و هي ترفع
عينيها تدريجيا لتلتقي بعينيه
التين رأت بهما نظرة وعيد بعقاپ
مناسب لما تفوهت به من كلام غير
مبالية بمن حولها...
أخفت خۏفها و هي تتقدم نحوه
تتظاهر بالشجاعة و اللامبالاة و قد برعت في
رسم إبتسامتها الساحرة المعتادة
على ثغرها قائلة بصوت مرح حبيبي
حمد الله عالسلامة...
تعلقت بعنقه تمرر اناملها بدلال على
صدره لتشعر باشتداد عضلاته تحتها
لتهمس في اذنه بترجي بصوت شبه باكي حبيبي
ارجوك بلاش عقاپ قداهم انا آسفة
اصل الولاد جننوني...
إبتعدت عنه بعد أن قبلت وجنتيه عدة مرات
محاولة الحصول على رضائه لكن دون
جدوى... تجاهلها شاهين و هو ينحني
تم نسخ الرابط