لاجئه في اسطنبول الفصل الثالث
الفصل الثالث
مغادره المخيم
ثلاثه أشهر قضتهم لين داخل المخيم، حاولت بكل الطرق ان تتاقلم رغمه صعوبه الحياه.
تعلمت بعض دروس التركيه من خلال البرامج التي وضعها مسؤولوا المخيم كمحاوله لادماج اللاجئين مع محيطهم الجديد.
لم تصدق نفسها و هي تمسك ورقه التصريح لدخول الاراضي التركيه. رغم معارضه السيده وداد لها إلا انها لم تثني من عزمها على تحقيق حياه جديده.
عزمت بكل قوتها على الرحيل فهي قد تجاوزت مصائب من قبل رغم صغر سنها فقد فقدت والديها و بيتها و أصبحت مشرده لن يحصل لها شي أسوأ من مرت به هذا ما ظنته لين و هي تحزم حقيبه ظهرها الصغيره التي تحتوي ملابسها و ملابس شقيقها.
احتضنتها السيده وداد بكل قوه و الدموع لم تفارق عينيها. لقد أحبت لين كثيرا رغم قله حديثها مقارنه بثرثرتها هي. اوصتها على نفسها و على أخيها و دعت لاجلها كثيرا.
بعد ساعات قليله،كانت تتفحص بعينيها الجميلتين المباني الشاهقه في المدينه و هي تشد على يد اوس بقوه خوفا من فقدانه في هذا الزحام الشديد.
جلست على كرسي خشبي في حديقه عموميه لترتاح. لم تكن تعرف أين ستذهب او ماذا ستفعل، نظرت الى الورقات النقديه القليله بقله حيله قبل ان تتجه الى إحدى العربات المتجوله لتشتري بعض الشطائر و الماء لها و لاخيها.
"اختي انا تعبت من المشي صارنا ساعات و الدنيا عتمت وين راح ننام". سالها اوس ببراءه.
نظرت الى عيني أخيها الخضراء الشبيهه بعينيها الفاتنه.
ماذنب هذا الصغير في قرارات اخته المتهوره كيف لفتاه صغيره في الثامنه عشر من عمرها ان تدخل بلادا غريبه بمفردها؟ لو انها بقيت مع جارتها ام إحسان؟ لكن هي لم تغادر الا عندما جاءت إحسان و زوجها و صغارها ليسكنوا مع امها بعد أن تدمر منزلهم.
بلغه تركيه ركيكه استطاعت ان تقنع إمام المسجد الذي وجدته صدفه ان يجعلها تنام هذه الليله في الجامع.رافقها إلى الجزء المخصص للسيدات الذي كان فارغا اعادت إلى الركن الذي فرشت فيه غطاءََ رقيقا. نظرت الى اوس الذي غط في نوم عميق بينما هي ظلت ليلتها تفكر و تدعوا الله فماذا تستطيع فتاه وحيده لاحول و لاقوه لها غير الدعاء.