الشيطان المتملك الجزء الثاني
الفصل الثامن الجزء الثاني
إستيقظت نور باكرا على غير عادتها...رغم أنها
ظلت ليلية البارحة مستيقظة حتى ساعة متأخرة
تفكر في ما ستفعله بعد أن قبل محمد
باعطائها فرصة أخيرة حتى تصلح معاملتها
معه.... شردت قليلا بينما تنظم فراشها عندما تذكرت عدم حماسه للفكرة رغم إعترافه بأنه مازال
يحبها رغم كل ما فعلته معه.....
لكنه كأي رجل حقيقي يضع كرامته فوق
كل إعتبار.....
بعد ساعة إنتهت من حمامها و تنشيف
شعرها و هاهي الان تقف أمام خزانتها
لتختار ماذا سترتدي.....
ترددت قليلا قبل أن تخرج ملابس
رياضية صوفية باللون الكراميل
قريب من لون شعرها الأشقر القصير....
إرتدتهم ثم نظرت لنفسها المرآة لتقيم
نفسها.. تفننت في وضع زينة وجهها كما
لن تفعل من قبل و حرصت على إخفاء الچروح و الكدمات بوضع طبقة إضافية من مساحيق
التجميل ثم إرتدت حذاءها
الرياضي الابيض ...
خرجت من غرفتها و هي تدندن احدى
الألحان المصرية القديمة بصوت خاڤت
لتجد والدتها تجهز الإفطار...و التي رمقتها
بطرف عين قبل أن تنشغل من جديد
بما تفعله قائلة : صاحية بدري النهاردة
غريبة مش عوايدك يعني.....
قضمت نور بعضا من الكايك اللذيذ الذي تصنعه والدتها قبل أن تجيبها
: صباح الخير.... أصل عندي مشوار مهم الصبح .
الام : بالهدوم دي
أنزلت نور رأسها تتفحص ملابسها قائلة بتعجب
:وحشة
الام بخبث : مش حكاية وحشة بس...و إلا
بلاش المهم إنكم رجعتوا لبعض..
نهضت نور من مكانها و هي تمسح فمها
بالمنديل بحذر حتى لاتفسد أحمر الشفاه
قائلة :ماما انا رايحة محتاجة حاجة
الام بحنو: لا ياحبيبتي سلامتك... خلي بالك
من نفسك....
أجابتها نور من بعيد و هي تتفحص مظهرها
في كاميرا هاتفها :حاضر ياماما....
سمعت والدتها صوت إغلاق الباب
لتتنهد بخفوت قائلة : ربنا يهديك يا بنتي و
ينور طريقك.....
في الخارج وقفت نور أمام باب الشقة... اخذت
نفسا عميقا قبل أن تتقدم بخطواتها نحو
شقة محمد المقابلة لهم.... طرقت الباب
بهدوء ثم وضعت يديها في جيب
السترة الرياضية محركة يديها بتوتر...لحظات
و اطل محمد من وراء الباب بسترته الرياضية
ذات اللونين الأزرق و الأبيض...
إبتسمت بعد أن لاحظت ملامحه المتعجبة
قائلة برقة :صباح الخير.....متستغربش
كده كل الحكاية إني عاوزة اجري معاك
شوية... طبعا لو معندكش مانع....
نفى محمد برأسه و هو يجيبها مبتسما : صباح
الورد...بالعكس اهلا و سهلا...
إستدارت نور نحو الدرج لتطل عليه من اعلى
هاتفة بتحمس :طبعا إنت حتنزل من السلم
عشان كدة انا حسبقك لتحت....
محمد :طيب انا حجيب موبايلي و المفاتيح
و حلحقك....
أشارت له نور ثم نزلت الدرج مهرولة...حتى
وصلت لاسفل العمارة تلهث...وضعت يدها
على خصرها و الأخرى على صدرها لتتنفس
بقوة هامسة من بين لهاثها :ېخرب بيت
غبائي كان لازم يعني ...حوار الرياضة
و الجري داه... انا نزلت السلم بالعافية.... أمال
حعمل إيه في الباقي....
إلتفتت وراءة فزعة بعد أن سمعت ضحكات
محمد الذي كان يستمع إليها بعد أن وصل
بعدها بثوان..
زمت شفتيها بحزن مصطنع زاد ملامحها
البريئة جمالا في عيني محمد الذي كف
عن الضحك قائلا بمزاح:حتستسلمي من
أولها.. انا كنت متأكد إنك مش حتقدري
تكملي...
توسعت عيناها پصدمة من كلامه قبل أن
ترمقه بتحدي : مستحيل...وإنت عارفني. كويس
لما أحط حاجة في دماغي بوصلها...يلا
خلينا نكمل....
أشار لها بيده لتسبقه قائلا :طيب يلا خلينا
نشوف...
تجاوزها راكضا بسرعة خفيفة لتلحقه نور
متسائلة :مش حناخذ العربية
أجابها محمد بضحك : طب لما نركب
العربية حنجري إزاي يا ناصحة
نور بخجل : لا قصدي ناخذها و لما نوصل
النادي نركنها و نكمل جري....
محمد بنفي:لا انا متعود اجري من البيت
لحد النادي كل صبح و العربية يسيبها
هنا على... كل النادي مش بعيد ربع ساعة
جري و نوصل.....
نور بانفاس لاهثة من الركض :ربع ساعة
قليل جدا بصراحة....انا لو حكمل دقيقة
ثانية حقع....خلينا نرتاح شوية....
محمد بضحك :داه إنت طلعتي ضعيفة
اوي ثلاثة دقائق جري و عاوزة ترتاحي...
دي العمارة اللي إحنا ساكنين فيها لسه
بتبان هناك...يلا بلاش كسل...
جذبها من يدها يحثها على المشي...
لتبدأ نور بالتذمر من جديد حتى وصلا
بعد دقائق إلى النادي الرياضي....
دخلا ليجدا العم محروس المسؤول على
تنظيف النادي و الاهتمام به....
محمد :صباح الخير يا عمر محروس....
العم محروس بابتسامة وهو يضع المنشفة
على كتفه : صباح الخير يا ابني...
نظر بتردد نحو نور و قد بانت على ملامحه
التعجب من وجودها فماذا تفعل فتاة
بهذا الوقت المبكر في نادي رياضي رجالي
زال ضياعه و تهللت اساريره بعد أن
سمع محمد يقول : دي مراتي يا عم
محروس...
ليجيبه الاخر بفرحة :اهلا و سهلا يا بنتي
لمؤاخذة اصلي اول مرة اشوفك....
نور بابتسامة مماثلة :أهلا و سهلا....
القى محمد نظرة تفحصية في الارجاء
قائلا : كل حاجة